تونس: إحباط مخطط إرهابي في سوسة

قاده شابان تونسيان تواصلا مع إرهابيين في ليبيا وسوريا

TT

تونس: إحباط مخطط إرهابي في سوسة

كشفت وحدة أمنية تونسية مختصة بجرائم الإرهاب عن مخطط إرهابي يقوده تونسيان أعمارهما 19 و21 سنة، وتبنيا الفكر الداعشي في منطقة سوسة (وسط شرقي تونس). وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية تؤكد أنهما كانا على تواصل مع عناصر إرهابية التحقت بالتنظيمات الإرهابية بكل من سوريا وليبيا، وكانت تقدم لهما دروسا عن بعد في صنع المتفجرات وطرق استعمال السكاكين في عمليات الطعن.
وبالتحرّي حول الغاية من حصول الشابين التونسيين على هذه الدّروس، اعترفا بتخطيطهما للقيام بعمليّة إرهابية نوعية في منطقة سوسة. وأحيل المتهمان على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وتم إيداعهما السجن في انتظار استكمال التحقيقات الأمنية والكشف عن مزيد من المعطيات حول المخطط الإرهابي والأشخاص المستهدفين بالطعن أو المنشآت الحيوية المهددة بالتفجير.
وكانت منطقة سوسة قد شهدت يوم 26 يونيو (حزيران) 2015 هجوما إرهابيا استهدف فندقا سياحيا نفّذه الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي، الذي تدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات في ليبيا المجاورة. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 39 سائحا أجنبيا معظمهم من الجنسية البريطانية، ما أثّر على القطاع السياحي وكبّد البلاد خسائر مادية كبيرة.
وفي بداية الشهر الحالي، ألقت قوات الأمن التونسي المختصة في مكافحة الإرهاب القبض على عنصر تكفيري مختص في صنع العبوات الناسفة والقنابل تقليدية الصنع. وقالت وزارة الداخلية التونسية إنه «على ارتباط منذ سنة 2012 بالعناصر الإرهابية المرابطة بالجبال الغربية التونسية». ورجّحت أن يكون هذا العنصر التكفيري قد ساهم في تصنيع معظم العبوات الناسفة التي زرعت في طريق قوات الأمن والجيش، وأدّت إلى بتر أعضاء البعض منهم.
وخلال هذه العملية، تمكنت الأجهزة الأمنية من حجز قنبلة يدوية وعبوة ناسفة تم تدميرهما من قبل فريق مختص بعد التنسيق مع النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب. كما تم حجز قوارير غاز وسوائل كيميائية وهواتف جوالة وحاسوب ومخزن معلومات، كان العنصر التكفيري يستعملها في مخططاته الإرهابية.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنها تلاحق عنصرين إرهابيين هما حاتم البسدوري وعز الدين العلوي وهما من منطقة سيدي علي بن عون. وأشارت إلى أنهما من العناصر الإرهابية الخطيرة ووجهت لهما تهمة المشاركة في معظم العمليات الإرهابية التي شهدتها منطقتا سيدي بوزيد والقصرين (وسط غربي تونس)، خاصة تلك التي شملت بمهاجمة أعوان الأمن والجيش في سنتي 2014 و2015. علاوة على ذبح راعيين إثر اتهامهما بالتعامل مع المؤسستين العسكرية والأمنية والإبلاغ عن تحركات تلك المجموعات الإرهابية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».