إيمري يشعر بالتفاؤل في مواجهة مانشستر سيتي اليوم

المدرب الإسباني تحت مجهر آرسنال ومشجعيه في حقبة ما بعد فينغر

إيمري يتحدث إلى لاعبيه خلال مباراة بورام وود الودية (رويترز)
إيمري يتحدث إلى لاعبيه خلال مباراة بورام وود الودية (رويترز)
TT

إيمري يشعر بالتفاؤل في مواجهة مانشستر سيتي اليوم

إيمري يتحدث إلى لاعبيه خلال مباراة بورام وود الودية (رويترز)
إيمري يتحدث إلى لاعبيه خلال مباراة بورام وود الودية (رويترز)

أكد المدرب الإسباني أوناي إيمري تحمسه لبدء مشواره مع فريقه الجديد آرسنال بمواجهة من العيار الثقيل اليوم ضد مانشستر سيتي حامل اللقب في المرحلة الأولى من الدوري الإنجليزي. وقال إيمري «إننا متحمسون. لدينا كثير من الطموح والتفاؤل للبدء بشكل جيد يوم الأحد ضد حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز».
وأقر المدرب الإسباني البالغ 46 عاما أن سيتي ما زال الفريق الأوفر حظا في ظل اعتماده على عامل الاستقرار بقيادة مواطنه جوسيب غوارديولا، بعد اكتفائه بتعاقد واحد خلال فترة الانتقالات الصيفية متمثل بالجزائري رياض محرز، فيما ضم آرسنال 5 لاعبين جدد إلى تشكيلته ضمن مسعاه للعودة سريعا إلى دوري أبطال أوروبا. ورأى المدرب السابق لإشبيلية وباريس سان جيرمان الفرنسي أن «الحديث هنا أسهل من (الفعل في) الملعب»، مضيفا: «أعتقد أن سيتي، بعد عامين من العمل مع غوارديولا، أكثر ثباتا، أكثر أمانا، وعندما تشاهد مباريات سيتي، ترى أنهم يلعبون بثقة عالية جدا جدا».
وكشف إيمري عن أنه كان يمرن فريقه خلال الأسبوع الحالي على مواجهة أسلوب لعب سيتي وغوارديولا، مضيفا: «أعتقد أن تدريب غوارديولا واضح في فريقه. لهذا السبب نحن نعمل هذا الأسبوع على التحضير لهذه المباراة. نحضر لمواجهة سيتي على الصعيدين الجماعي والفردي».
ويجد إيمري نفسه أمام مهمة شاقة لرفع آرسنال من حالة الركود، عشية انطلاق مشوار «المدفعجية» في الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في حقبة ما بعد المدرب التاريخي للنادي الفرنسي أرسين فينغر. بعد 22 عاما على رأس الجهاز الفني، أعلن الفرنسي أواخر الموسم الماضي عدم استمراره في منصبه، ليتعاقد نادي شمال لندن مع إيمري قادما من باريس سان جيرمان الفرنسي، ويوكل إليه مهمة إعادة النادي إلى مواقع المقدمة، بعد حلوله سادسا في «البرميرليغ» الموسم الماضي، وفشله للموسم الثاني تواليا بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ولقاء اليوم سيوفر نظرة سريعة على الطريقة التي سينطلق بها إيمري في مرحلة إعادة البناء ما بعد فينغر.
وعلى رغم النجاح الذي عرفه فينغر بداية، لا سيما التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات في مواسمه الثمانية الأولى، فإن آرسنال تراجع في الأعوام الماضية، ولم يتمكن المدرب الأكثر نجاحا في تاريخه، من قيادته إلى لقب جديد في الدوري الممتاز منذ عام 2004. الابتعاد بفارق 37 نقطة عن سيتي كان القشة التي قصمت موسم فينغر المخيب (2017 - 2018)، فأعلن الرحيل بعد أشهر من مطالبات بذلك من قبل المشجعين الغاضبين الذين رفعوا شعارات خروجه خلال المباريات، ووصل بهم الأمر إلى المطالبة بمقاطعة الحضور في الملعب.
بعيدا عن الجانب الفني، سيجد إيمري نفسه عالقا بين رجل الأعمال الأميركي ستان كرونكي الذي استحوذ هذا الأسبوع على ملكية النادي، والمشجعين الذين كانوا يملكون حصة بسيطة من الأسهم، ولم ينظروا بعين الرضا للسيطرة التامة لمستثمر على النادي الذي يتعلقون به. ابتعد آرسنال كثيرا عن رباعي المقدمة، لدرجة يصعب فيها تخيل نجاح إيمري بمعادلة رقم سلفه المتوج بلقب الدوري 3 مرات والكأس 7 مرات.
وعلى رغم اهتزاز سمعة آرسنال، اغتنم إيمري الفرصة لخلافة فينغر في شمال العاصمة الإنجليزية التي وصلها ابن السادسة والأربعين متسلحا بسيرة ذاتية جيدة، بعد موسمين من النجاحات المحلية مع نادي العاصمة الفرنسية، وإن لم يتمكن من تكرار ذلك على الصعيد القاري. واقتصرت إنجازات إيمري الأوروبية على لقب المسابقة «الرديفة»، أي الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» ثلاث مرات على التوالي مع إشبيلية الإسباني، علما بأن آرسنال سيخوض هذا الموسم غمار المسابقة للمرة الثانية على التوالي، وقد بلغ الموسم الماضي دورها نصف النهائي قبل الخروج على يد أتلتيكو مدريد.
العودة إلى دوري أبطال أوروبا من خلال احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي ستكون الهدف الأساسي لإيمري، بيد أن التفوق على أمثال سيتي، ومانشستر يونايتد، وليفربول أو توتنهام لن يكون سهلا. ينظر إلى إيمري على أنه فني من قماشة فينغر المهووس، وقد أثار إعجاب لاعبي آرسنال بتحليله المفصل للفيديوهات، إذ يمضي 12 ساعة قبل كل مباراة لتوفير اللقطات المناسبة للاعبيه. كما تابع عن قرب ما عاناه آرسنال في الموسم الماضي، وأظهرت التعاقدات التي أبرمها قبل انطلاق الموسم الجديد، إلى أنه تمكن من تحديد المشكلات التي عجز فينغر عن حلّها.
وضم إيمري إلى صفوف «المدفعجية» السويسري المخضرم ستيفان ليختشتاينر واليوناني سقراطيس باباستوبولوس من يوفنتوس الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني على الترتيب لتعزيز دفاعه الضعيف. كما تعاقد مع الألماني برند لينو من باير ليفركوزن ليكون جاهزا مع المخضرم التشيكي بيتر تشيك في حراسة المرمى، فيما يضيف الأوروغواياني لوكاس توريرا والفرنسي اليافع ماتيو قندوزي طاقة وصلابة في خط الوسط. لكن من دون المشاركة في دوري الأبطال، تحول آرسنال إلى فريق لا يتمنى النجوم الانضمام إلى صفوفه.
وسيعمل إيمري على إخراج أفضل ما يمكن من المهاجم الغابوني بيار إيمريك - أوباميانغ الذي حقق بداية جيدة بعد انتقاله في شتاء العام الحالي من بوروسيا دورتموند الألماني، واستخراج المزيد من مواهب الثنائي الألماني مسعود أوزيل والأرميني هنريك مخيتاريان. قد يحتاج إيمري إلى بعض الوقت لتثمر خططه، لكن اهتمامه بالتفاصيل ورغبته بضغط سريع الإيقاع قد يحولان آرسنال إلى مجموعة أكثر قوة من تشكيلة فينغر الموهوبة لكن الركيكة.
وبحسب المدافع السابق لليفربول والمحلل التلفزيوني الحالي جايمي كاراغر: «في الماضي، فاز آرسنال في المباريات بفضل كرته الرائعة، والموهبة الفردية الباهرة، والحصول على مهاجمين عظيمين». وتابع: «ما سنراه في آرسنال أكثر هذا الموسم هو فوزه بالمباريات تكتيكيا. ستنظرون إلى اللقاءات وتقولون هذا هو المدرب، لقد أوجد طريقة معينة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».