عشرات الإصابات في الجمعة الـ20 من مسيرات «العودة وكسر الحصار» على حدود غزة

من المواجهات في غزة أمس (أ.ف.ب)
من المواجهات في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

عشرات الإصابات في الجمعة الـ20 من مسيرات «العودة وكسر الحصار» على حدود غزة

من المواجهات في غزة أمس (أ.ف.ب)
من المواجهات في غزة أمس (أ.ف.ب)

أصيب العشرات من الفلسطينيين أمس (الجمعة)، خلال مشاركتهم في مسيرات شهدتها الحدود الشرقية والشمالية من قطاع غزة ضمن فعاليات الجمعة الـ20 من مسيرات «العودة وكسر الحصار» التي تشهدها الحدود مع إسرائيل، بعد أن انطلقت في 30 مارس (آذار) الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن عدداً من الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات التابعة لها في كل أنحاء القطاع وصفت بالخطيرة، مشيرةً إلى أن الطواقم الطبية تعمل من أجل إنقاذ حياة بعض الجرحى بعد أن تعرضوا لإطلاق نار حي من قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من الأجزاء العلوية من أجسادهم.
وبحسب الوزارة، فإن العشرات من الجرحى أصيبوا بجروح طفيفة وجراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع بعد أن أطلقت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من تلك القنابل تجاه المتظاهرين على طول الحدود، مشيرةً إلى أنه تم علاجهم في النقاط الطبية الميدانية المنتشرة على طول الحدود.
واحتشد الآلاف من الغزاويين في المسيرات ضمن ما أطلق عليها «جمعة الحرية والحياة لغزة» من قبل «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار»، التي أكدت من جهتها استمرار المسيرات الجماهيرية لحماية حق الفلسطينيين بالعودة، رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال، إضافة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.
وأشعل الشبان المتظاهرون الإطارات المطاطية في مناطق الحدود، كما ألقوا الحجارة تجاه قوات الجيش المتمركزة على الحدود. بينما أطلق بعض الشبان عدداً كبيراً من الطائرات الورقية التي تحمل زجاجات مولوتوف حارقة بهدف إشعال حرائق في الأراضي والأحراش الزراعية الإسرائيلية.
وقالت مصادر إسرائيلية إن نحو 7 حرائق سجلت في عدة كيبوتسات وبلدات مجاورة لحدود قطاع غزة بفعل تلك الطائرات الورقية الحارقة، مشيرةً إلى أن طواقم الإطفاء المتخصصة نجحت في السيطرة سريعاً على تلك الحرائق.
وتسببت الحرائق في خسائر فادحة بالأراضي الزراعية الإسرائيلية، حيث حاولت الحكومة إدراجها ضمن اتفاق تثبيت التهدئة، وهو ما رفضته حركة حماس في أكثر من مرة، ولكنها عملت فيما بعد على تخفيض أعدادها.
وقال مصدر إسرائيلي كبير لإذاعة هيئة البث الرسمية، إن إسرائيل قد تتجه لتنفيذ غارات جوية ضد مطلقي تلك الطائرات الورقية الحارقة في حال استمرت بعيداً عن اتفاق وقف إطلاق النار المتعلق بالأعمال العسكرية على الحدود. وبلغ إجمالي ضحايا المسيرات منذ 30 مارس الماضي، 158 قتيلاً فلسطينياً، وأكثر من 17259 جريحاً.

مواجهات في الضفة
وفي الضفة الغربية، أصيب فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بينهم أطفال، عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية كفر قدوم، شرق محافظة قلقيلية، السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاماً. وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، إن قوات الاحتلال داهمت القرية قبل انطلاق المسيرة، وأطلقت الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، موضحاً أن القرية تشهد موجة تصعيد من حيث قمع المسيرة الأسبوعية، عبر استهداف المنازل والاقتحامات الليلية المتكررة. وشارك العشرات من الفلسطينيين في مسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية، المناوئة للاستيطان والجدار العنصري، إذ انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة، باتجاه الجدار المقام على أراضي المواطنين جنوب القرية.
وقالت مصادر محلية، إن الشبان اعتلوا الجدار ورفعوا العلم الفلسطيني فوقه، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال، وباستمرار الاستيطان.
وفي الخليل، اعتدى عدد من المستوطنين على نشطاء تجمع شباب ضد الاستيطان، وهاجموا عدداً من منازل المواطنين في منطقة تل رميدة وسط مدينة الخليل.
وأفاد منسق تجمع «شباب ضد الاستيطان» مراد عمرو، بأن عدداً من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، هاجموا نشطاء التجمع ومنعوهم من مواصلة اليوم التطوعي لتنظيف وعمل إصلاحات وترميم في منطقة تل الرميدة، كما هاجموا عدداً من المنازل عرف من أصحابها عائلة الشهيد هاشم العزة، ومنزل المواطن عماد أبو شمسية.
وأضاف أن «المستوطنين اعتدوا على عائلة المواطن يوسف العزة، أثناء قيام نشطاء تجمع شباب ضد الاستيطان بعمل إصلاحات وتنظيفات للمنزل ومحيطه». وأكد عمرو أن هجوم المستوطنين هدفه إضعاف الحركة الفلسطينية داخل المناطق المغلقة من أجل ترك الفرصة للمستوطنين للاستيلاء على الأراضي والمنازل وتهويد المنطقة.
ويأتي هذا العمل التطوعي في تل الرميدة ضمن حملة «صامدون» التي يقوم بها «شباب ضد الاستيطان»، من أجل دعم صمود المواطنين في المناطق المستهدفة والمغلقة، وإعادة إعمار وإصلاح منازل المواطنين لتعزيز صمودهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.