سريان العقوبات الأميركية على إيران وترمب يحذّر المتعاملين معها

صورة مركّبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني (إ. ب. أ)
صورة مركّبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني (إ. ب. أ)
TT

سريان العقوبات الأميركية على إيران وترمب يحذّر المتعاملين معها

صورة مركّبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني (إ. ب. أ)
صورة مركّبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني (إ. ب. أ)

مع دخول أول دفعة من العقوبات التي قررت الولايات المتحدة إعادة فرضها على إيران حيز التنفيذ اليوم (الثلاثاء)، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن العقوبات الجديدة على إيران "هي الأشد على الإطلاق". وأضاف في تغريدة على "تويتر" أنها "ستصل في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مستوى أعلى". وتابع محذراً الحلفاء قبل الخصوم: "كل من يجري تعاملات تجارية مع إيران لن يجري تعاملات مع الولايات المتحدة". وختم: "أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك!".
وتواصل الولايات المتحدة بذلك ممارسة ضغط اقتصادي على إيران بعد انسحاب واشنطن في مايو (أيار) الماضي من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الموقع عام 2015.
وفي مقابلة تلفزيونية قبل ساعات من إعادة فرض العقوبات الأميركية، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بـ"شن حرب نفسية على الأمة الإيرانية وإثارة انقسامات في صفوف الشعب". وكان هذا أول رد فعل يصدر عن روحاني بعدما أبدى ترمب الاثنين استعداده للتفاوض، مرفقا هذه الدعوة بتحذير جديد لإيران.
وقال ترمب في بيان: "على النظام الإيراني الاختيار. فإما أن يغير سلوكه المزعزِع للاستقرار ويندمج مجددا في الاقتصاد العالمي، وإما أن يمضي قدما في مسار من العزلة الاقتصادية". وأبدى في المقابل "انفتاحه" على "اتفاق أكثر شمولا يتعامل مع مجمل أنشطة (النظام الإيراني) الضارة، بما فيها برنامجه البالستي ودعمه للإرهاب".
وتشمل الرزمة الأولى من العقوبات الاميركية التي دخلت حيز التنفيذ تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، وتستهدف أيضاً قطاعي السيارات والطيران التجاري. وستعقبها في نوفمبر تدابير تطال قطاعي النفط والغاز إضافة الى البنك المركزي الايراني.
ومن المرجح أن تكون وطأة العقوبات قاسية على الاقتصاد الإيراني الذي يواجه صعوبات ليس أقلها ارتفاع معدل البطالة ومستويات التضخم، بالإضافة إلى تدهور الريال الإيراني الذي خسر نحو ثلثي قيمته خلال ستة أشهر.
وينظر المراقبون باهتمام إلى الوضع الداخلي في إيران، بعد الاحتجاجات والإضرابات التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة في ظل الوضع المعيشي المتدهور، متسائلين عما ستؤول إليه الأحوال عندما يصبح تأثير العقوبات الجديدة ملموساً.
وتأثر الاقتصاد الإيراني سلبا خلال الأسابيع التي سبقت عودة العقوبات، خصوصا مع تعاظم مخاوف المستثمرين. وتضاف إلى ذلك مشكلات الفساد والمنظومة المصرفية الفوضوية والبطالة المتفاقمة التي تعانيها البلاد بعد عقود من سوء الإدارة.
ومن المؤشرات البالغة الدلالة على ما سيعانيه الاقتصاد، إعلان شركات عالمية أنها ستنسحب من إيران بحلول نوفمير المقبل، وفي طليعتها شركة "توتال" الفرنسية التي أكدت أنها "لن تستمر في مشروع حقل إس.بي 11 النفطي وينبغي عليها أن تنهي كل العمليات المتعلقة به قبل الرابع من نوفمبر 2018، ما لم تحصل على إعفاء استثنائي محدد للمشروع من جانب أميركا وبدعم من السلطات الفرنسية والأوروبية".
كذلك، أعلنت شركة "ميرسك سيلاند" الدنماركية العملاقة في مجال النقل البحري، وقف تعاملها مع إيران بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على طهران، إلا انها لم تحدد تاريخاً لخطوتها هذه.
وعملياً أوقفت شركة "بيجو" الفرنسية لصناعة السيارات منذ يوم امس عملها في إيران حيث كانت تتعاون مع مجموعة "إيران خودرو" لتصنيع سيارات "بيجو" محلياً. فيما لم تتأخر مجموعة "جنرال إلكتريك" المتعددة الجنسيات ومقرها الولايات المتحدة، في اتخاذ قرار وقف أنشطتها في إيران.
أما الشركات الأخرى فهي "بوينغ" التي لن تبيع إيران اي طائرة تجارية بعدما كانت قد وقّعت صفقة في هذا الشأن قيمتها 20 مليار دولار، و"هانيويل" للتقنيات الإلكترونية، و"لوك أويل" النفطية الروسية، و"ريلاينس" الهندية المتخصصة في تكرير النفط، و"دوفر كوربوريشن" الأميركية لإنتاج الأجهزة الصناعية ومستلزمات صناعة النفط، و"سيمنز" المتعددة الجنسيات، ومقرها ألمانيا، العاملة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية.
وانضمت مجموعة "دايملر" الألمانية لصناعة السيارات اليوم إلى المنسحبين، فأعلنت تعليق أنشطتها التجارية في إيران. وصرّحت ناطقة باسم المجموعة في فرانكفورت: "علقنا أنشطتنا المحدودة أصلا في إيران امتثالا للعقوبات المطبقة"، مضيفة أن المجموعة تراقب التطورات السياسية عن كثب.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.