إسرائيل ترفض التهدئة وتعد للعملية البرية

الجيش يطلب إخلاء المدن الحدودية * ارتفاع الحصيلة إلى 92 قتيلا فلسطينيا

فلسطيني يدقق في أضرار لحقت بمبنى استهدفته غارة جوية إسرائيلية خلفت ثمانية قتلى في مدينة خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يدقق في أضرار لحقت بمبنى استهدفته غارة جوية إسرائيلية خلفت ثمانية قتلى في مدينة خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل ترفض التهدئة وتعد للعملية البرية

فلسطيني يدقق في أضرار لحقت بمبنى استهدفته غارة جوية إسرائيلية خلفت ثمانية قتلى في مدينة خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يدقق في أضرار لحقت بمبنى استهدفته غارة جوية إسرائيلية خلفت ثمانية قتلى في مدينة خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس غير وارد في هذه المرحلة، وليس على جدول أعمال حكومته، وإنه سيواصل الهجوم على غزة من أجل ضرب قدرات الحركة الإسلامية هناك.
ونفى نتنياهو خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان)، عقد داخل قاعدة «كيرياه» العسكرية في تل أبيب، وجود اتصالات لتثبيت تهدئة بغزة في هذه المرحلة.
وجاء حديث نتنياهو وسط مؤشرات متزايدة على نية إسرائيل اجتياح قطاع غزة بريا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد تحدث إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء البريطاني ورئيس الوزراء الكندي، ومسؤولين آخرين قائلا لهم إن أي دولة لا يمكن أن تصمت على إطلاق صواريخ على مواطنيها. وقال مكتب نتنياهو: «إن كافة الدول دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة تؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتسعى لإنهاء العنف. وقال كيري للصحافيين بعد محادثات بين الصين والولايات المتحدة في بكين إن بلاده على اتصال بالقيادات الإسرائيلية والفلسطينية لبحث سبل وقف إطلاق النار. وأضاف: «هذه لحظة خطيرة» في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأوضح أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما بوسعها لوقف العنف.
وكان كيري اتصل بالرئيس الفلسطيني بعد اتصاله بنتنياهو وأبلغه أن الولايات المتحدة تسعى في أسرع وقت ممكن لاحتواء الأزمة، وطلب عباس منه ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والالتزام بوقف فوري لإطلاق النار.
وفي غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في مستهل اجتماع طارئ لمجلس الأمن.
وقال بان: «الأمر ملح أكثر من أي وقت مضى للعمل على التوصل إلى أرضية تفاهم للعودة إلى التهدئة وإلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، مؤكدا «دعوته الطرفين إلى أقصى درجات ضبط النفس».
وتابع: «من الواضح أن على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لوضع حد فوري لهذا التصعيد والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم».
وأضاف أن المدنيين في غزة «عالقون بين التصرف غير المسؤول لحماس والرد الإسرائيلي القاسي»، مؤكدا أن «قلق إسرائيل إزاء أمنها مشروع، ولكني قلق من رؤية العديد من الفلسطينيين يموتون أو يصابون جراء العمليات الإسرائيلية».
وتطرق بان إلى «خطر الحرب المفتوحة»، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لمنع عملية برية إسرائيلية في غزة هي وقف إطلاق حماس للصواريخ تجاه إسرائيل.
وبحسب الأمين العام فإن «اتفاقا أشمل حول وقف لإطلاق النار يجب أن ينظر في الأسباب غير المنظورة للنزاع»، مشيرا إلى «الوضع الهش المزمن للظروف الإنسانية» في القطاع. وأكد على أن «اتفاق سلام (شامل في الشرق الأوسط) وحده سيكون قادرا على جلب الأمان الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين».
ولا يتوقع أن يقدم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عملية برية خلال وقت قريب، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن الحرب الجوية على غزة تحقق إنجازات ملموسة وإنها ستتواصل لأيام.
وأَضاف يعالون: «على حماس أن تدرك حجم الثمن الذي ستدفعه مقابل استمرار التصعيد والقصف الصاروخي للأراضي الإسرائيلية».
لكن الناطق باسم الداخلية الفلسطينية في غزة اتهم الجيش الإسرائيلي بالإفلاس واستهداف بيوت المدنيين في دليل واضح على التخبط. وأخذ الجيش الإسرائيلي ضوءا أخضر لاجتياح غزة لكن التوقيت ظل غير محدد وبحسب التطورات.
وفي سياق ذلك، أكدت مصادر إسرائيلية أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابنيت»، وافق على الدخول في عملية برية في غزة خلال أيام إذا اقتضت الضرورة.
وصادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، على جميع الخطط الخاصة بتنفيذ عملية برية في قطاع غزة.وقال مسؤول عسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن كل الخيارات الآن باتت مفتوحة.
وطلب الجيش الإسرائيلي أمس في تطور لافت، من سكان المناطق الحدودية مع غزة، إخلاء منازلهم.
وأرسل الجيش رسائل عبر الهواتف وعبر الإذاعات المحلية التي سيطر على بعضها وطلب من أهالي بيت لاهيا وبيت حانون والخزاعة وعبسان الكبيرة والصغيرة وبني سهيلا وفي منطقة رفح تل السلطان وشابورة والدهينية، مغادرة منازلهم على الفور، لكن أيا من الأهالي لم يغادر منزله.
وتبعد بعض هذه المناطق عن السياج الحدودي كيلومترا واحدا، وتمتد على مسافة أربعة كيلومترات مربعة. ومن غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل طلبت من السكان المغادرة كمقدمة لاجتياح بري أو بسبب نيتها ضرب المنطقة مستخدمة سياسة الأرض المحروقة خشية وجود أنفاق قريبة من الحدود. وصعدت إسرائيل أمس من هجماتها على القطاع، وقصفت مناطق واسعة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ حتى الأمس أكثر من 800 طلعة جوية فوق غزة.
وقتلت إسرائيل حتى ساعات العصر 32 فلسطينيا بينهم ثمانية من عائلة واحدة في خان يونس، وستة هم ثلاثة أشقاء، ليرتفع عدد ضحايا العدوان منذ بدايته إلى 92 فلسطينيا و550 جريحا بينهم 24 طفلا و15 سيدة و12 مسنا، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة «أوتشا» أن الجيش الإسرائيلي دمر حتى يوم أمس أكثر من 150 منزلا كليا أو جزئيا نتيجة للغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وتسبب في نزوح 900 مواطن فلسطيني تجري استضافتهم من قبل أقاربهم.
كما أشار تقرير لـ«أوتشا» إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود الذي تحتاجه المستشفيات لإجراء العمليات الجراحية.
وردت حماس أمس بمعاودة قصف حيفا وهي أبعد نقطة وصلتها الصواريخ حتى الآن على بعد 120 كيلومترا من غزة. وقال الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري إن مرحلة دفع الثمن بلا مقابل التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني قد انتهت بلا رجعة.
وأضاف: «اليوم مرحلة الثمن مقابل الثمن»، مشددا على أن «جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني لن تمر دون ثمن».
وواصلت الفصائل الفلسطينية أمس ضرب العديد من المدن الإسرائيلية بالصواريخ.
وطالت الصواريخ التي أطلقتها حماس والجهاد وفصائل أخرى، أمس، حيفا والقدس وتل أبيب وأسدود وافوكيم ونيتيفوت وعسقلان وبئر السبع واسدود وكريات ملاخي ومستوطنات أخرى.
وأدت الصواريخ بطريقة غير مباشرة إلى وفاة إسرائيلية في أسدود حاولت الهرب من الصواريخ ففقدت توازنها وارتطمت بالأرض وتوفيت على الفور. وبخلاف ذلك لم تسبب الصواريخ إصابات خطيرة بسبب نظام القبة الحديدية الدفاعي الذي يعترض الصواريخ.
لكن الصواريخ أصابت جنوب إسرائيل بالشلل ودفعت مئات الآلاف إلى الملاجئ في تل أبيب العاصمة التجارية لإسرائيل وفي المدن القريبة من مدينة حيفا الساحلية وفي القدس. وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ أسقط نحو 90 في المائة من الصواريخ الفلسطينية، خلال تصاعد القتال في غزة هذا الأسبوع في زيادة عن نسبته خلال الحرب القصيرة على القطاع عام 2012. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الفصائل في غزة أطلقت أكثر من 320 صاروخا من قطاع غزة، وأن 72 على الأقل جرى اعتراضها، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة دون أضرار. ولا تطلق القبة الحديدية صواريخها تجاه كل الصواريخ القادمة من غزة وإنما بعيدة المدى والتي تهدد مدنا كبيرة.
وأطلق ناشطون من غزة أمس أربعة صواريخ تجاه مدينة القدس، تم اعتراض اثنين وسقط آخران في منطقتين خاليتين، بحسب ما قال الجيش الإسرائيلي. وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية إن صاروخا سقط قرب مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية المحتلة، والثاني قرب سجن عوفر العسكري الإسرائيلي قرب رام الله.
وبدوره، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أربعة صواريخ أطلقت على القدس. سقط اثنان في مناطق مفتوحة وجرى اعتراض اثنين»، من دون إضافة تفاصيل.
وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي تنطلق فيها صفارات الإنذار في المدينة المقدسة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس في قطاع غزة فجر الثلاثاء. وسمع دوي ثلاثة انفجارات في القدس أمس بعد إطلاق صفارات الإنذار، ليتوجه المواطنون بسرعة إلى الملاجئ، وفق مراسلين لوكالة الصحافة الفرنسية. وانطلقت صفارات الإنذار أيضا في مستوطنة معاليه ادوميم، وسمع سكان رام الله دوي انفجار، بحسب شهود ومراسل.
وقال شهود إن أحد الصواريخ سقط في منطقة مفتوحة في ميشور ادوميم، وهي منطقة صناعية إسرائيلية متاخمة لمعاليه ادوميم.
كما أوضحت مصادر أمنية فلسطينية أن الصاروخ الثاني سقط في منطقة مفتوحة قرب سجن عوفر العسكري إلى الغرب من رام الله.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.