اتّهم رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس بأنه مسؤول عن الاعتداء الذي استهدفه أول من أمس في كراكاس، وقالت السلطات الفنزويلية إن الهجوم نفذ بطائرات مسيرة (درون) محمّلة بعبوات ناسفة. وقال مادورو في كلمة عبر التلفزيون والإذاعة: «اليوم حاولوا اغتيالي. انفجر جسم طائر أمامي وكان الانفجار كبيرا»، مضيفا أن «انفجارا آخر وقع» بعد ذلك. وتابع: «لا شك لديّ إطلاقا بأن اسم خوان مانويل سانتوس وراء هذا الاعتداء».
وفي بوغوتا، نفت الحكومة الكولومبية نفيا قاطعا هذا الاتهام معتبرة أنه «لا أساس له» ووصفته بأنه «عبثي». كما قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون عبر شبكة «فوكس نيوز» أمس: «يمكنني أن أجزم بأن الحكومة الأميركية لم تتدخل بتاتا» في الهجوم. وقال بولتون إنه في حال كانت لدى فنزويلا «معلومات ملموسة» حول أي انتهاك محتمل للقانون الأميركي «فسندرس الأمر بجدية».
وتبنت مجموعة متمردة غير معروفة مؤلفة من مدنيين وعسكريين «الهجوم» في بيان يحمل توقيع «الحركة الوطنية للجنود المدنيين»، نشر على شبكات التواصل الاجتماعي. وأعلنت المجموعة في بيانها: «من المنافي للشرف العسكري أن نبقي في الحكم أولئك الذين لم يتناسوا الدستور فحسب، بل جعلوا أيضا من الخدمة العامة وسيلة قذرة للإثراء». وجاء في البيان: «لا يمكن أن نسمح بأن يكون الشعب جائعا، وألّا تكون للمرضى أدوية، وأن تفقد العملة قيمتها، وألّا يعود النظام التعليمي يعلّم شيئا بل يكتفي بتلقين الشيوعية».
وقبل ذلك، أعلن وزير الاتصالات خورخي رودريغيز أن مادورو نجا من «هجوم» بطائرات مسيّرة محمّلة بعبوات ناسفة انفجرت على مقربة منه، بينما كان يلقي خطابا خلال عرض عسكري، مشيرا إلى إصابة 7 جنود بجروح نقلوا إلى المستشفى. وعند وقوع أول الانفجارات، ظهر مادورو في البث التلفزيوني المباشر يقطع خطابه وينظر مع زوجته سيليا فلوريس وكبار الضباط المحيطين بهما على المنصة، إلى السماء بقلق. وهتف عنصر في الحرس الرئاسي لمادورو «احتمِ!» ورد الأخير: «لنذهب إلى اليمين!». ثم أظهرت الكاميرا مئات الجنود يركضون على الجادة حيث نظم العرض في حال من الفوضى قبل أن يقطع التلفزيون الكولومبي البث.
وبحسب وزير الاتصالات: «انفجرت عبوة ناسفة... قرب المنصة الرئاسية»، وانفجرت عبوات أخرى في أماكن متعددة من العرض العسكري. وأضاف: «خرج مادورو سالما وهو حاليا يواصل نشاطه المعهود». وتابع أن «الرئيس يعقد اجتماعا مع كبار المسؤولين السياسيين والوزراء والقيادة العسكرية العليا».
وفي مداخلته اللاحقة، أشار مادورو إلى توقيف عدد من الأشخاص. كما وجّه مادورو أصابع الاتهام إلى أشخاص يقيمون على قوله في الولايات المتحدة، وأعلن «أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن كثيرا من ممولي الهجوم يعيشون في الولايات المتحدة، في ولاية فلوريدا». وأضاف: «آمل أن يكون الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب على استعداد لمكافحة المجموعات الإرهابية»، مؤكدا أن «الأوامر صدرت من بوغوتا» لشن الهجوم. وقال رودريغيز إن الانفجارات «أوقعت 7 جرحى» من الحرس الوطني البوليفاري كانوا في موقع العرض العسكري وهم «يتلقون حاليا العلاج» في مستشفيات.
واتهمت الحكومة «اليمين المتطرف» أي المعارضة الفنزويلية بأنه وراء «الاعتداء». وبعد دقائق من الحادثة قامت قوات الأمن بتفتيش مبنى قريب تفحمت واجهته، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان مادورو قد اتهم نظيره الكولومبي بالوقوف وراء الهجوم، معلنا في كلمة تم بثها عبر التلفزيون والإذاعة: «لا شك لديّ إطلاقا بأن اسم خوان مانويل سانتوس خلف هذا الاعتداء»، غير أن مصدرا في الرئاسة الكولومبية رفض هذا الاتهام معتبرا أنه «لا أساس له». وقال المصدر الرفيع المستوى في الرئاسة الكولومبية طالبا عدم كشف اسمه إن الاتهام «لا أساس له. الرئيس منهمك في عمادة حفيدته ثيليستي، لا بقلب حكومات أجنبية». ويقود سانتوس المعارضة الدولية ضد نظام مادورو الذي يعتبره ديكتاتورا.
وأعربت كوبا حليفة مادورو عن «تضامنها الكامل» مع الرئيس الفنزويلي إثر «محاولة الاعتداء». كما نددت روسيا وإيران وتركيا القريبة من كراكاس بشدة بـ«محاولة الاغتيال»، فيما رفضت مدريد «أي نوع من العنف لأغراض سياسية».
ويأتي الحادث وسط أجواء اجتماعية وسياسية متوترة. وتشهد البلاد منذ سنوات وضعا اقتصاديا صعبا ويتوقع أن يبلغ التضخم مليوناً في المائة في نهاية 2018 بحسب صندوق النقد الدولي في حين يتراجع إجمالي الناتج الداخلي إلى 18 في المائة. وتعاني فنزويلا من نقص حاد في الأغذية والأدوية والسلع الاستهلاكية وأيضا من تراجع كبير في الخدمات العامة كالعناية الطبية والمياه والكهرباء والنقل. وتزامنت الحادثة مع الذكرى الأولى لتشكيل الجمعية التأسيسية الفنزويلية التي سمحت للحكومة ببسط سلطتها وإضعاف المعارضة.
واستغلت هذه الهيئة التي تضم فقط أنصارا لرئيس الدولة وتتمتع بصلاحيات واسعة، الانقسامات في المعسكر المناهض لمادورو لتستحوذ على معظم صلاحيات البرلمان، المجلس الوحيد الذي تسيطر عليه المعارضة. وقدمت الجمعية التأسيسية موعد الانتخابات الرئاسية، التي أدت في 20 مايو (أيار) الماضي إلى إعادة انتخاب مادورو حتى 2025 في غياب المعارضة. وهو نصر لم يعترف به قسم كبير من المجتمع الدولي.
مادورو يعلن نجاته من هجوم بـ«درون متفجرة» ويتّهم كولومبيا
جماعة متمردة تتبنى... وبوغوتا وواشنطن نفتا تورطهما... وحلفاء كراكاس يتضامنون معها
مادورو يعلن نجاته من هجوم بـ«درون متفجرة» ويتّهم كولومبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة