تحركات شرفية واسعة لإقناع إدارة الاتحاد بالاستقالة الجماعية

عادل جمجوم
عادل جمجوم
TT

تحركات شرفية واسعة لإقناع إدارة الاتحاد بالاستقالة الجماعية

عادل جمجوم
عادل جمجوم

ينتظر أن تحدد الرئاسة العامة لرعاية الشباب موعدا لعقد الجمعية العمومية لنادي الاتحاد منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد رفع عادل جمجوم، رئيس مجلس إدارة النادي المكلف، خطابا أول من أمس إلى مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة جدة، يطالب خلاله بتحديد موعد لعقد الجمعية العمومية غير العادية للنادي في أسرع وقت ممكن، وفقا للائحة الموحدة للأندية الرياضية، وفتح باب الترشح لرئاسة مجلس إدارة النادي.
على صعيد آخر، علمت «الشرق الأوسط» رغبة اثنين من أعضاء مجلس إدارة نادي الاتحاد في تقديم استقالتيهما، تزامنا مع تحديد موعد انعقاد الجمعية العمومية، وأرجعت المصادر رغبتهما إلى مطالب وضغوط أسرية طالبتهما بالاستقالة والابتعاد عن العمل الإداري في النادي، لما يتعرضون له من إساءات.
وأبانت المصادر أن تحركات شرفية واسعة النطاق تدار خلف كواليس البيت الاتحادي، لإقناع أعضاء مجلس الإدارة الاتحادية الحالية بتقديم استقالة جماعية وإفساح المجال لمرشح رئاسة النادي لاختيار أعضاء مجلس إدارته والعاملين معه، مشيرة إلى أن التحركات أسهمت في إقناع عدد من أعضاء المجلس بالاستقالة، وما زالت الجهود متواصلة لإقناع البقية.
من جهة أخرى، استغرب عدد من الجماهير الاتحادية ردود أفعال بعض شرفيي ناديهم، بتوجيه سهام النقد اللاذع للإدارة، دون إبداء الحلول المنطقية لإخراج النادي من أزمته القابع فيها، بدلا من الاكتفاء بالتنظير والمطالبة برحيل الإدارة فقط. كما عبرت بعض الجماهير عن استيائها من بعض الشرفيين لإسهابهم في الحديث عن وضع النادي، دون أن يكون هناك دعم مالي منهم لخزينته التي تئن تحت وطأة الديون، ليسهموا في تجاوز النادي كبوته، مبررين أحاديثهم بمواقفهم السابقة مع النادي، ودعمهم إدارات متعاقبة بمبالغ متفرقة لا تتجاوز بضعة آلاف لنادٍ تقدر ميزانيته بالملايين.
في المقابل، نفى مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» رغبة الإدارة الاتحادية المكلفة في بيع عقود أبرز لاعبيها، بعد أن ترددت أنباء عن فتحها الباب على مصراعيه لتفريغ الفريق الأول من نجومه، مشيرا إلى أن كل الأنباء التي تناولت رغبة الإدارة المكلفة بالاستغناء عن نجوم فريقها الأول لتجاوز الأزمة المالية جانبها الصواب.
وكشف المصدر أن هناك عددا من الأسماء في قائمة الفريق قد تغادر خلال فترة الانتقالات الشتوية وفق رؤية فنية لمدرب الفريق، وليسوا من اللاعبين الأساسيين في الفريق، متى وجد عرض جيد يصب في مصلحة النادي واللاعب.
على صعيد آخر، أشارت مصادر خاصة إلى وصول اللاعب عبد المطلب الطريري مع الاتحاد إلى طريق مسدود، في ظل عدم مخاطبة الإدارة الاتحادية اللاعب للتجديد معه، وفي ظل عدم الاستفادة الفنية منه خلال الفترة الماضية، الأمر الذي قد يكون أول المغادرين خلال الفترة المقبلة، بينما أشار المصدر إلى أن هناك توجها لإعارة لاعبي الفريق هتان باهبري وعمار الدحيم خلال الفترة المقبلة متى كان العرض مناسبا للإدارة الاتحادية.
على الصعيد ذاته، كشف إيهاب أبو شوشة، عضو مجلس الإدارة وأمين الصندوق، عدم تفريطهم في عقد اللاعبين أحمد عسيري وزميله فهد المولد، وأن الإدارة لن تفرض أي لاعب اتحادي إلا إذا رغب اللاعب في ذلك.
وعن رحيل سعود كريري، قال: «الأمر يختلف، فاللاعب هو من طلب المخالصة وقال أنا أريد أن أختم حياتي ببطولة وأرغب في نادٍ كبير لديه إمكانات فنية لتحقيق البطولات. كما أن اللاعب بلغ من العمر 32 عاما، ومن الصعب التجديد معه لمدة تزيد على عامين، كما أنه طلب مبلغا كبيرا للتجديد معه، لا يستطيع صندوق النادي تحمله».
وأشار إلى أن رحيل سعود من الاتحاد «سوف يوفر لصندوق الاتحاد عشرين مليون ريال، فمستحقات اللاعب المالية تبلغ سبعة ملايين ريال، ويطالب هو بـ13 مليون ريال لتجديد العقد، ولكن إذا حصل سعود على ورقة المخالصة فإنه سيتنازل عن مستحقاته للنادي، وهذا أمر يشكر عليه. كما أن الوضع المادي في النادي سيئ، فقررنا أن نمنحه ورقة المخالصة، من أجل مصلحة النادي أولا واللاعب ثانيا».
على صعيد منفصل، نفى المدافع أحمد عسيري عبر حسابه الشخصي بـ«إنستغرام» الأنباء التي تناولت دخول نادي الشباب مفاوضات معه بشأن انتقاله خلال فترة التسجيل الشتوية الحالية، مشددا على أنه ما زال لاعبا اتحاديا، متمنيا الالتفاف حول النادي وترك الشائعات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».