مصر: تأييد حكم بالسجن على «مفتي الإخوان»... وحبس لاعب كرة اعتنق فكر «داعش»

TT

مصر: تأييد حكم بالسجن على «مفتي الإخوان»... وحبس لاعب كرة اعتنق فكر «داعش»

أيدت محكمة النقض (أعلى هيئة قضائية في مصر) السجن 5 سنوات، على كل من عبد الرحمن البر، الملقب بمفتي جماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، واثنين آخرين، لاتهامهم في القضية التي اشتهرت إعلامياً بـ«أحداث عنف قليوب»، ورفضت المحكمة أمس الطعن المقدم من المتهمين.
وكانت محكمة جنايات شبرا الخيمة بالقاهرة الكبرى، قضت في يناير (كانون الثاني) الماضي بالسجن على البر، وعبد الله بركات، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والقيادي الإخواني حسام الميرغني، في إعادة محاكمتهم بالقضية، بعد أن قبلت محكمة النقض طعنهم على حكم أول درجة بالسجن المؤبد في القضية، وقررت إعادة محاكمتهم.
وسبق أن أصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة في يوليو (تموز) عام 2014 حكمها بمعاقبة المتهمين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى غرامات مالية عن وقائع الإتلاف التي تسببوا فيها، وتعويض مدني لأسرتي المجني عليهما القتيلين في القضية. في حين عوقب المتهمون الهاربون (10 متهمين) بالإعدام شنقاً، غيابياً.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين، أنهم اشتركوا مع آخرين في تكدير السلم العام، وارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم بالقوة والعنف، حال حمل بعضهم أسلحة نارية وأدوات مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص.
وأكدت التحقيقات أن المتهمين استعرضوا مع آخرين مجهولين القوة، ولوحوا بالعنف ضد المجني عليهم، بقصد ترويعهم وإلحاق الأذى المادي والمعنوي بهم، وفرض السطوة عليهم، بأن تجمع المتهمون من أعضاء جماعة «الإخوان» والموالين لهم، في مسيرات عدة متوجهين إلى أماكن وجود المجني عليهم في محال أعمالهم بمنطقتي «ميت حلفا وميت نما»، وقرية «أبو سنة»، في محافظة القليوبية المتاخمة للقاهرة، وطريق القاهرة الإسكندرية الزراعي، وكان بعضهم يحمل أسلحة نارية، والبعض الآخر يحمل أدوات معدة للاعتداء على الأشخاص، وما إن تمكنوا من المجني عليهم حتى باغتوهم بالاعتداء بتلك الأسلحة والأدوات، مما ترتب عليه تعريض حياة المجني عليهم وسلامتهم وأموالهم للخطر، وتكدير الأمن والسكينة العامة.
في حين، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تجديد حبس لاعب كرة القدم في فريق نادي أسوان، حمادة السيد، 45 يوماً على ذمة التحقيقات، في اتهامه بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
ويواجه المتهم تهم التواصل مع تنظيم داعش، والانتماء لجماعات محظورة، والتخطيط لاستهداف المنشآت الحيوية، وارتكاب جرائم الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، والتخطيط لقلب نظام الحكم، ومعاداة أجهزة الدولة، وتبني أفكار متطرفة، والتحريض على التظاهر.
يأتي هذا في وقت تباشر فيه النيابة العامة تحقيقات موسعة مع 17 متهماً من العناصر الإرهابية، نجحت الأجهزة الأمنية في القبض عليهم، لضلوعهم في ارتكاب أنشطة عدائية لاستهداف مؤسسات الدولة، وذلك على خلفية اتهامهم في عدد من القضايا المختلفة.
وأكدت التحقيقات الأولية، أن المتهمين يواجهون اتهامات تتعلق بالانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون (أي جماعة «الإخوان»)، والدعوة لتعطيل الدستور، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والتورط في وقائع تكدير الأمن العام وتهديد السلم الاجتماعي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.