سوق دبي العقارية تظهر تماسكاً قوياً بتصرفات بقيمة 30 مليار دولار

خلال النصف الأول من العام عبر 27.6 ألف معاملة

استثمارات مواطني دول الخليجية في عقارات دبي  تجاوزت 11.6 مليار درهم (3.1 مليار دولار)  («الشرق الأوسط»)
استثمارات مواطني دول الخليجية في عقارات دبي تجاوزت 11.6 مليار درهم (3.1 مليار دولار) («الشرق الأوسط»)
TT

سوق دبي العقارية تظهر تماسكاً قوياً بتصرفات بقيمة 30 مليار دولار

استثمارات مواطني دول الخليجية في عقارات دبي  تجاوزت 11.6 مليار درهم (3.1 مليار دولار)  («الشرق الأوسط»)
استثمارات مواطني دول الخليجية في عقارات دبي تجاوزت 11.6 مليار درهم (3.1 مليار دولار) («الشرق الأوسط»)

أظهرت الأرقام التي أعلنتها دائرة الأراضي والأملاك في دبي تماسك السوق العقارية في الإمارة الخليجية، على الرغم من التحديات التي تواجه الاقتصادي الإقليمي والعالمي، حيث كشفت الدائرة عن قيمة التصرفات العقارية في دبي خلال النصف الأول من العام الجاري بنحو 111 مليار درهم (30.2 مليار دولار)
واعتبر التقرير الذي صدر مؤخراً أن هذه الأرقام تؤكد جاذبية سوق دبي العقارية وقدرتها على منافسة الوجهات الاستثمارية العالمية، وتشير إلى جانب من مكامن القوة التي تتمتع بها الإمارة، حيث أشار إلى أن هذه الأرقام تأتي فيما ينتظر أفق الاستثمار العقاري قفزات إيجابية بفضل حزمة القرارات الحكومية الصادرة مؤخرا لتسهيل ممارسة الأعمال.
وأظهر التقرير أن عدد المعاملات التي تم إجراؤها بلغ 27.6 ألف معاملة في النصف الأول من العام، حيث تم تسجيل 18.191 ألف مبايعة وصلت قيمتها إلى 40 مليار درهم (10.8 مليار دولار) تقريبا، في حين كان هناك 7668 عملية رهن بقيمة إجمالية 57.6 مليار درهم (15.6 مليار دولار)، فيما استقبلت سوق دبي العقارية 1783 تصرفا بقيمة 13.4 مليار درهم (3.6 مليار دولار).
وفي الجانب المتعلق بحجم الاستثمارات، أشار التقرير إلى أن سوق دبي احتضنت خلال نصف العام 19.371 ألف استثمارا من خلال 15.659 ألف مستثمر، بقيمة إجمالية اقتربت من 37 مليار درهم (10 مليار دولار)، حيث جاء مواطنو الإمارات في صدارة القائمة من خلال 2986 استثمارا وصلت قيمتها إلى 6.8 مليار درهم (1.8 مليار دولار)، بينما جاء في المرتبة الثانية الهنود الذين بلغ حجم استثماراتهم 5.9 مليار درهم (1.6 مليار دولار) من خلال 3218 استثمارا، ثم مواطنو السعودية بقيمة بلغت 3.7 مليار درهم (مليار دولار) تحققت من خلال 1415 استثمارا، فيما اشتملت قائمة أكثر 10 جنسيات استثمرت في دبي على كل من بريطانيا وباكستان والصين ومصر والأردن وفرنسا على التوالي.
وكشف التقرير عن أن إجمالي حجم استثمارات مواطني مجلس التعاون الخليجي في عقارات دبي زاد على 11.6 مليار درهم (3.1 مليار دولار) ضخها 3700 مستثمر في 4919 صفقة استثمارية، في حين كان للمستثمرين العرب من 16 جنسية عربية نصيب في الاستثمار العقاري بدبي، حيث بلغ عدد استثماراتهم 2561 صفقة أبرمها 2094 مستثمرا، وضخوا خلالها جميعهم 4.115 مليار درهم (1.1 مليار دولار).
ووفقا للتقرير سجلت إدارة البيانات في دائرة الأراضي والأملاك بدبي استقطاب دبي 9935 مستثمرا ينتمون إلى 143 جنسية أجنبية، حيث وصل عدد استثماراتهم إلى 11889 صفقة زادت قيمتها على 21 مليار درهم (5.7 مليار دولار)، كما بلغت قيمة العقارات المسجلة بأسماء مستثمرات نساء نحو 9 مليارات درهم (2.4 مليار دولار) سجلتها عبر توثيق صفقات استثمارية بلغ عددها 5526 صفقة.
أما قائمة أعلى عشر مناطق من حيث عدد وقيمة التصرفات العقارية في سوق دبي خلال الفترة نفسها فكان التفوق لمنطقة الخليج التجاري مع 1934 تصرفا، بقيمة بلغت 4.2 مليار درهم (1.1 مليار دولار)، فيما حلت منطقة مرسى دبي بالمرتبة الثانية من خلال 1445 تصرفا اقتربت قيمتها من 2.9 مليار درهم (789 مليون دولار).
وجاءت منطقة المركاض في المرتبة الثالثة لاستقطابها 1262 تصرفا وصلت قيمتها إلى 2.1 مليار درهم (571 مليون دولار)، بينما ضمت القائمة على التوالي من المرتبة الرابعة، وحتى العاشرة كلا من مناطق البرشاء جنوب الرابعة وورسان الأولى وجبل علي الأولى والحبية الرابعة والثنية الخامسة وبرج خليفة واليلايس 2.
واحتلت مرسى دبي قائمة أعلى عشر مناطق من حيث عدد الرهون العقارية في سوق دبي خلال الفترة نفسها مع 498 عملية زادت قيمتها على 1.7 مليار درهم (462 مليون دولار)، ومن حيث العدد أيضا جاءت «جبل علي الأولى» في الثانية من خلال 454 عملية بقيمة 769 مليون درهم (209.3 مليون دولار) تلتها في المرتبة الثالثة الخليج التجاري بتسجيلها 453 عملية تجاوزت قيمتها 3 مليارات درهم (816 مليون دولار)، في حين ضمت القائمة على التوالي مناطق الثنية الخامسة والبرشاء جنوب الرابعة وند الشبا الأولى ووادي الصفا 5 ونخلة جميرا وبرج خليفة والثنية الرابعة.
وقال سلطان بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي: «كان للقرارات الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة والمستندة إلى رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أكبر الأثر في مواصلة النمو المستدام وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني». ولفت إلى أنه «من المؤكد أن منح المستثمرين فترات إقامة مطولة تصل إلى 10 سنوات واتباع سياسة تخفيض الرسوم الحكومية الواردة ضمن المبادرات السابقة ستكون من أهم الحوافز للنمو الاقتصادي في الإمارة، لأنها ستنعكس بالإيجاب على خفض تكلفة ممارسة الأعمال ودعم مكانة دبي لتبقى في مقدمة الخيارات على قائمة أفضل الوجهات الاستثمارية في العالم».
وأضاف: «كانت استجابتنا فورية للتناغم مع هذه القرارات وتم إعفاء معاملات تسجيل العقارات من غرامة التأخير عن التسجيل خلال 60 يوما والتي كانت تبلغ 4 في المائة وذلك إيمانا منا بأهمية القطاع العقاري والدور المحوري الذي يلعبه في اقتصاد دبي، ولهذا السبب تعمل الحكومة على تقديم أفضل الخدمات الحكومية للمستثمرين والمطورين».
وقال ابن مجرن: «إذا أردنا التعرف على مكان القوة في السوق العقاري نجد أنه قد وصل إلى مستوى النضج المطلوب لمواصلة النمو المستدام، ولا يفوتنا في هذا الصدد اقتراب موعد انطلاق معرض إكسبو دبي 2020 وتسارع وتيرة الاستعداد من قبل القطاعين العام والخاص لاستقبال هذا الحدث، وعلاوة على ذلك كله يلاحظ أن كبار المطورين في السوق يحرصون على التفاعل مع توجيهات القيادة الرامية لتكون دبي جاذبة للاستثمار ورائدة على مستوى العالم ودعم رؤية وخطة دبي الاستراتيجية 2021».


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».