ترجمة عربية لـ«علم اجتماع المعرفة» لعلي الوردي

ترجمة عربية لـ«علم اجتماع المعرفة» لعلي الوردي
TT

ترجمة عربية لـ«علم اجتماع المعرفة» لعلي الوردي

ترجمة عربية لـ«علم اجتماع المعرفة» لعلي الوردي

صدر عن دار المدى العراقية كتاب «في علم اجتماع المعرفة... تحليل سوسيولوجي لنظرية ابن خلدون»، وهي الأطروحة التي قدمها عالم الاجتماع علي الوردي إلى جامعة تكساس للحصول على شهادة الدكتوراه في يونيو (حزيران) 1950، وقامت بترجمتها د. لاهاي عبد الحسين.
وتتناول الأطروحة كيف بدأ وتنامى الميل الثنائي في التفسير والتحليل لدى الوردي، كما في «الحق» و«الجبروت»، أو «الدين» و«السياسة»، و«المثالي» و«الواقعي»، و«الديني» و«الدنيوي» و«علي» و«عمر»، إلخ. وتسلط الضوء على مرجعياته النظرية التي ضمّت نخبة من علماء الاجتماع والتاريخ الغربيين وعدداً من المفكرين والكتّاب العرب. على صعيد المفكرين الغربيين برزت أسماء: آرنولد توينبي، وكارل ماركس، وفردريك هيغل، وكارل مانهايم، وجون ديوي، وجورج هربرت ميد، وجارلس كولي، وكيمبل يونغ، وهاوارد بيكر، وروبرت بارك وجورج سيمل، إلى جانب المنظرين الكلاسيكيين من أمثال: ماكس فيبر ونيتشه وإيميل دوركهايم. أما على صعيد المفكرين والكتّاب العرب فبرزت أسماء: طه حسين وأحمد أمين وساطع الحصري إلى جانب عدد من الفلاسفة والمفكرين الكلاسيكيين المسلمين من أمثال أصحاب الفرق والحركات الدينية، كما في المتصوفة والمعتزلة والباطنية، وأبي حامد الغزالي وابن باجة وابن طفيل وابن رشد.
ليس هدف هذه الأطروحة دراسة ابن خلدون أو نظريته بالتفاصيل الدقيقة، بل أن نرى ابن خلدون بضوء مختلف، أو باستعمال مفردة كارل مانهايم، أنْ نراه من خلال وجهة نظر تختلف بدرجة كبيرة عن وجهة النظر المألوفة. عاش ابن خلدون في ثقافة مختلفة تماماً عن ثقافتنا الحاضرة، وكان معتاداً على النظر إلى العالم ضمن إطار مرجعي غير مألوف بصورة تامة حتى ضمن مقاييس زمانه. المهمة الأولى التي تطرح أمامنا إذن، من أجل أنْ نفهم ابن خلدون، هي إعادة بناء وجهة نظره أو استعمال إطاره المرجعي، ومحاولة النظر إلى الظواهر الاجتماعية من خلالها.
يأخذ هذا العمل، كما يُظهِر عنوانه الفرعي، دراسة في علم اجتماع المعرفة، ابنَ خلدون نقطة مرجعية في القضية. فقد دُرِسَ ابن خلدون بصورة رئيسية لإظهار كيف أنّ نظريته والنظريات التي أُنتِجَتْ في ثقافته يمكن أنْ تنسجم في مخطط عام لعلم اجتماع المعرفة، كما تمّ تطويره من قبل علماء الاجتماع المحدثين.
وعلم اجتماع المعرفة هو فرعٌ جديد جدّاً في مجال علم الاجتماع، وطُوِّرَ وأصبح على ما هو عليه في نحو أربعينات القرن العشرين. وفي هذا العلم، يُعَدُ العقل الإنساني، طبقاً لمسلماته الجوهرية، ليس مرآة معصومة عن الخطأ، وإنّما الأداة التي وضعت بيد الإنسان لمساعدته في النضال من أجل الوجود.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.