هناك انطباع عام بأن شركة مرسيدس تأخرت بعض الشيء عن اللحاق بركب إنتاج السيارات الكهربائية كما أنها ليست في طليعة الشركات التي تطور نظم القيادة الذاتية. وفيما تتفوق الشركة في إنتاج محركات الديزل إلا أن مستقبل هذه التقنية تشوبه علامات استفهام بعد أن وصفتها مسؤولة أوروبية بأنها «تقنية الماضي».
حول هذه القضايا كان حوار «الشرق الأوسط» مع لينارت موللر - تيوت مدير التسويق الإقليمي في شركة مرسيدس - بنز الذي أكد استثمار الشركة المكثف في التحول إلى الكهرباء وشرح حتمية القيادة الذاتية في المستقبل مع بقاء متعة القيادة أيضا لمن يرغبها. وأكد موللر - تيوت أن أول طراز كهربائي من الشركة سوف يصل إلى الأسواق في عام 2019 المقبل.
وهذه مقتطفات من الحوار:
> كيف ستتأثر الشركة بالإنفاق المتزايد على التقنيات الجديدة من الآن وحتى عام 2020؟
- الاستثمار في التقنيات الجديدة مطلوب وهو أمر جيد. وفي المدى القصير سوف يؤثر هذا الإنفاق على نمو الأرباح، ولكنه سوف يمهد الطريق لمستقبل ناجح للشركة ويبقيها في صدارة صناعة السيارات. وما نفعله هو استغلال خبرتنا التقنية وأرباحنا في التعامل مع قضايا المستقبل والتي يمكن اختصارها في أربعة مجالات هي التواصل والقيادة الذاتية والمشاركة والتنقل الكهربائي. وهدفنا هو أن نصبح من كبار موفري هذه الخدمات للمستهلك وأن نتواجد له في كل الأسواق.
> لم تكن شركة مرسيدس من مشجعي التحول إلى الكهرباء في الماضي لدرجة أنها باعت أسهم تيسلا التي كانت تحوزها، فكيف حدث التغيير في توجهات الشركة؟
- نحن نحلل كل المجالات التي ستؤثر جذريا على مجال التنقل في المستقبل. وقد رصدنا التنقل الكهربائي كأحد عناصر استراتيجيتنا. وسوف ينمو مجال السيارات التي لا تبث العادم خلال السنوات المقبلة حينما تزداد القابلية والطلب على السيارات الكهربائية. ولذلك قدمنا قطاعا جديدا للسيارات الكهربائية اسمه «إي كيو» (EQ) في عام 2016 ونخطط لصنع 10 نماذج كهربائية بحلول عام 2022. وفئة كهربائية واحدة على الأقل لكل طراز ننتجه. وفي عام 2019 سوف نشهد تدشين طراز «إي كيو سي»، وهو أول طراز كهربائي ننتجه. وسوف يكون هذا الطراز نقطة تحول للشركة ويؤشر لمرحلة جديدة للنقل الكهربائي للشركة. وسوف يخطو الطراز بالقدرة والقيادة الرياضية والقيمة إلى آفاق جديدة. وبالإضافة إلى السيارات الكهربائية تقدم الشركة أيضا السيارات الهايبرد. وفي معرض دبي الأخير عرضنا السيارة «بروجكت وان» التي استعارت تقنيات «فورميولا وان» للتطبيق في سيارات الطرق. وفي الربع الأخير من العام الجاري، سوف تدشن الشركة طراز «سي إل إس 53» في المنطقة مع تقنية «إي كيو» وطاقة 48 فولتا كهربائيا. وهي تنطلق بمحرك سعته ثلاثة لترات وست أسطوانات على صف واحد بالإضافة إلى شاحنين توربينين أحدهما كهربائي.
> من هي الشركات المنافسة التي تعتبرونها ملائمة لمشروعات مشتركة ولماذا تعتقد أن المشاركة أمر جيد؟
- لقد شاركنا مؤخرا مجموعة بي إم دبليو لتقديم خدمات التنقل في المدن من مصدر واحد. ووقعت الشركتان اتفاقا لتوحيد خدمات التنقل بينهما والتخطيط لتوسع استراتيجية هذه الخدمات في مجال المشاركة في السيارات واستئجار السيارات وصف السيارات وتوحيد التكلفة. ونعمل أيضا مع شركاء آخرين مثل التحالف مع شركة فورد ومجموعة فولكسفاغن واودي وبورشه في مشروع مشترك اسمه «أيونيتي» وسوف يجعل هذا التحالف من السهل على زبائننا اكتشاف وسائل التنقل النظيفة من أي بث كربوني في المستقبل. ومزج خدمات الشركات في مجال التنقل في المستقبل سوف يوفر نظام رقمي موحد. وسوف نظل منافسين في تقديم السيارات الفاخرة ولكن التعاون في مجال خدمات التنقل سوف يوفر الموارد لصالح المستهلك.
مستقبل الديزل
> كيف ترى دور وقود الديزل في مستقبل الصناعة وهل يمكن الاستغناء عنه بالمرة؟
- سوف نحتاج إلى الكثير من تقنيات الدفع في المستقبل وأرى أن لمحركات الديزل الحديثة دورا في المعادلة. وعلينا أن نعتمد على الابتكار وليس المنع. ومحركات الديزل الجديدة التي نصنعها تعد الآن أكثر كفاءة وقوة وأخف وزنا وأصغر حجما. وهذه العناصر تجعل مستقبل الديزل مضمونا ضمن شروط نظافة البيئة الدولية. وقد كشفنا في معرض جنيف الأخير عن نظام هايبرد ديزل بشحن خارجي يربط محركات ديزل بناقل حركة جديد من نوع «9 جي ترونيك» بتسع سرعات. ويعمل النظام على سيارات من فئتي «سي» و«إي».
> تشتهر سيارات مرسيدس –بنز في المنطقة بأنها ذات هندسة متينة، ما هي الصفات الأخرى التي ترى أن سيارات الشركة تتمتع بها؟
- شركة مرسيدس - بنز هي التي اخترعت السيارة في عام 1886 ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الشركة عن التجديد وإضافة ابتكارات جديدة في السيارة. والآن نحن نعتمد على التصميم كأحد العناصر الجاذبة لسيارات الشركة التي تجمع بين جمال الشكل والتقدم التقني. ونحن نركز أيضا على عناصر السلامة ولا نتهاون في أي جانب من جوانب توفير السلامة لركاب سياراتنا. ولذلك فنحن نستثمر الكثير من الوقت والجهد في تحليل كل جانب من جوانب السلامة. ومهما كان نوع السيارة التي تحمل علامة الشركة، فهي توفر الحد الأقصى من السلامة.
> إلى أي مدى سوف تسعى الشركة وراء تقنيات مثل القيادة الذاتية، مع العلم بأن جزءا من الاستمتاع بسيارات مرسيدس هو قيادتها؟
- تمنح نظم القيادة الذاتية لدينا فرص المساعدة والراحة من بعض المهام. ومن يريد أن يقود بنفسه له أن يفعل ذلك – وهذا لن يتغير في المستقبل. وفي الحالات التي تكون فيها القيادة عبئا مثل الذهاب إلى العمل يوميا، فسوف يمكن للسائق أن يتحول إلى القيادة الذاتية. ولكن في رحلات نهاية الأسبوع يمكن للسائق أن يتمتع بقيادة سيارة رياضية بالاستغناء عن نظم القيادة الذاتية. وفي نهاية المطاف سوف تصبح القيادة الذاتية حقيقة واقعة، وسوف تمنح السائقين حرية أكبر للقيام بمهام أخرى أثناء القيادة. وهذا يتطلب جهدا دوليا من الصناعة لبناء تحالفات تعتمد على خبرات متعددة في الكثير من المجالات في القطاعين العام والخاص لأعداد السائقين والشركات وجهات الإشراف للمستقبل.