جنرال أميركي: واشنطن مستعدة لمحادثات مباشرة مع {طالبان}

إحباط هجوم في كابل بإطلاق النار على الانتحاري

استنفار أمني قرب موقع التفجير الانتحاري وسط كابل أمس (أ.ب)
استنفار أمني قرب موقع التفجير الانتحاري وسط كابل أمس (أ.ب)
TT

جنرال أميركي: واشنطن مستعدة لمحادثات مباشرة مع {طالبان}

استنفار أمني قرب موقع التفجير الانتحاري وسط كابل أمس (أ.ب)
استنفار أمني قرب موقع التفجير الانتحاري وسط كابل أمس (أ.ب)

قال الجنرال جون نيكلسون أكبر قائد عسكري أميركي في أفغانستان أمس إن «الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في مفاوضات مباشرة مع حركة طالبان في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما في أفغانستان». يأتي ذلك بعد جهود دبلوماسية متزايدة سعيا لإجراء محادثات بعد مشاهد لم يسبق لها مثيل لمقاتلين غير مسلحين من طالبان يسيرون مع قوات الأمن بشوارع كابل ومدن أخرى أثناء وقف مفاجئ لإطلاق النار الشهر الماضي. وقال نيكولسون قائد عملية الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي إن «الولايات المتحدة تدرك بأن لها دورا رئيسيا». وقال: «وزير خارجيتنا مايك بومبيو، قال إننا، الولايات المتحدة، مستعدون لإجراء محادثات مع طالبان وبحث دور القوات الدولية». وأضاف: «نأمل أن يدركوا ذلك وأن يساهم في دفع عملية السلام قدما».
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمرت الدبلوماسيين بالعمل من أجل محادثات مباشرة مع طالبان في محاولة لإطلاق المفاوضات.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في قطر إنه لا يزال بانتظار تأكيد لكنه رحب بالمؤشرات على النهج الجديد.
وأضاف: «هذا ما كنا نريده ونترقبه، أن نجلس مع الولايات المتحدة مباشرة ونبحث انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان».
كما أضاف أنه يتوقع كخطوة أولى رفع اسم زعماء طالبان من قائمة سوداء للأمم المتحدة كي يتمكنوا من السفر. وقال أيضا إن «مسألة القوات الدولية في أفغانستان ستكون قضية رئيسية وإن طالبان ستكون مستعدة لبحث المخاوف الأميركية».
وقال مسؤول إن الشرطة الأفغانية أحبطت هجوما انتحاريا كان يستهدف متظاهرين في كابل أمس، حيث رصد رجال الشرطة الانتحاري وأطلقوا النار عليه قبل أن يتمكن من الوصول إلى هدفه». وكان الانتحاري يستهدف مهاجمة مظاهرة داخل متنزه في وسط العاصمة كابل». وقال المتحدث باسم شرطة كابل، حشمت ستاناكزاي، إن الشرطة أطلقت النار على الانتحاري وبعدها انفجر جزء من سترته الانتحارية».
وأضاف ستاناكزاي أن الانتحاري أصيب ونقل إلى المستشفى. ولم يسفر الحادث عن إصابة أي شخص آخر». ووفقا للإعلام الأفغاني وشرطة كابل، فإن المظاهرة تم تنظيمها لدعم عبد الرشيد دوستم، النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يعيش حاليا في المنفى في تركيا». وقد وجه خصم سياسي تهم الاختطاف وسوء المعاملة والاعتداء الجنسي ضد الجنرال العسكري في ديسمبر (كانون الأول) كانون أول 2016». وأشار الرئيس الأفغاني أشرف غني أول من أمس إلى أن دوستم قد يعود قريبا إلى أفغانستان بعد مغادرته البلاد في مايو (أيار) 2017». وأسفر تفجير انتحاري وقع أمام إحدى الوزارات في غرب كابل أمس عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 15 آخرين». إلى ذلك، كشف تقرير إخباري أمس عن مقتل وإصابة 23 مسلحا على الأقل، خلال اشتباكات وقعت مع القوات المسلحة الأفغانية في إقليم فرح غربي البلاد».
ونقلت وكالة أنباء «خاما برس» الأفغانية عن الجيش الأفغاني القول إن الاشتباكات وقعت في منطقة شب كوه. كما ورد في بيان للجيش أن ستة مسلحين قتلوا وأصيب 17 آخرون على الأقل، خلال الاشتباكات مع قوات الأمن». وأضاف البيان أن الاشتباكات أسفرت أيضا عن مقتل جنديين أفغانيين وإصابة اثنين آخرين».
وكان مسؤول أفغاني أعلن أمس الأحد مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين، بعدما فجر انتحاري حزامه الناسف بالقرب من مدخل إحدى وزارات الحكومة في العاصمة الأفغانية كابل». وجاء في تقرير للأمم المتحدة صدر أول من أمس ويغطي الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) إلى 30 يونيو (حزيران) أن وفيات المدنيين جراء تفجيرات انتحارية وأجهزة تفجيرية بدائية ارتفعت بنسبة 22 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي». ووفقا لتقرير بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما)، كان السبب الرئيسي لسقوط ضحايا بين صفوف المدنيين في البلاد هو القنابل، ما أدى إلى مقتل 427 مدنيا وإصابة 986 آخرين».
وتتخطى الحصيلة التي بلغت 1692 قتيلا مدنيا حصيلة العام الماضي بنسبة 1 في المائة، وهي الأكثر دموية منذ أن بدأت الأمم المتحدة بإحصاء القتلى المدنيين قبل 10 سنوات.
وأصيب 3430 شخصا بجروح في الحرب بتراجع نسبته 5 في المائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب التقرير الأممي. وسجلت الحصيلة الأعلى للقتلى رغم تطبيق وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام في يونيو بين القوات الأفغانية وحركة طالبان التزم به الطرفان إلى حد كبير، بحسب بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان.
والهدنة التي استمرت لثلاثة أيام خلال عيد الفطر تخللتها مشاهد فريدة لاحتفال قوات الأمن بالعيد مع مقاتلين من طالبان، ما أدى إلى إحياء الآمال بإمكانية التوصل إلى سلام ووضع حد لنزاع مستمر منذ 17 عاما. وأدت العمليات الانتحارية والهجمات «المعقدة» المتعددة المراحل إلى سقوط 1413 ضحية - 427 قتيلا و986 جريحا - بارتفاع 22 في المائة مقارنة مع 2017. وأعلنت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان أن 52 في المائة من أولئك الضحايا سقطوا في عمليات شنها تنظيم داعش بخاصة في كابل وننغرهار، معقل التنظيم الذي ظهر في أفغانستان في 2014.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.