{ديربي} ساخن بين فرنسا وبلجيكا من أجل بطاقة نهائي المونديال

المنتخبان الجاران يضمان كتيبة من النجوم أصحاب المهارة وينتظران فرصة لإظهار الجدارة

نجوم المنتخب البلجيكي يستعرضون بالكرة في التدريبات أمس استعدادا لمواجهة فرنسا (رويترز)
نجوم المنتخب البلجيكي يستعرضون بالكرة في التدريبات أمس استعدادا لمواجهة فرنسا (رويترز)
TT

{ديربي} ساخن بين فرنسا وبلجيكا من أجل بطاقة نهائي المونديال

نجوم المنتخب البلجيكي يستعرضون بالكرة في التدريبات أمس استعدادا لمواجهة فرنسا (رويترز)
نجوم المنتخب البلجيكي يستعرضون بالكرة في التدريبات أمس استعدادا لمواجهة فرنسا (رويترز)

يلتقي المنتخبان الجاران الفرنسي والبلجيكي اليوم في سان بطرسبورغ في ديربي ناري مرتقب بالدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا.
ويأمل المنتخبان في مواصلة مشوارهما الرائع في البطولة الحالية، خصوصا بلجيكا بجيلها «الذهبي»، الوحيد بين رباعي نصف النهائي الذي حقق العلامة الكاملة في مونديال 2018، وأبرزها في ربع النهائي على حساب البرازيل ونجمها نيمار عندما بخرت آمال البرازيليين أبرز المرشحين للتتويج في موسكو وحرمتهم من لقب سادس.
من جهته، أزاح المنتخب الفرنسي الذي يخوض دور الأربعة للمرة السادسة في تاريخه، الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي من الدور ثمن النهائي، ثم الأوروغواي ونجمها لويس سواريز من ربع النهائي.
ويعرف المنتخبان بعضهما البعض جيدا، فبلجيكا هي المنتخب الذي واجهته فرنسا 73 مرة منذ العام 1904، وتميل الكفة لصالح البلجيك مع 30 فوزا مقابل 24 خسارة و19 تعادلا. إلا أن مواجهة اليوم ستكون الأهم في تاريخ لقاءات المنتخبين، مع سعي فرنسا إلى بلوغ النهائي الثالث في تاريخها بعد أول توجت فيها بلقبها الوحيد (1998 على أرضها ضد البرازيل 3 - صفر بقيادة مدربها الحالي ديدييه ديشامب)، والثاني في مونديال 2006 خسرته بركلات الترجيح أمام إيطاليا.
أما بلجيكا، فكانت أفضل نتيجة لها بلوغ نصف النهائي عام 1986 عندما سقطت أمام الأرجنتين بثنائية لأسطورتها دييغو أرماندو مارادونا.
وقال مدافع فرنسا لوكاس هرنانديز: «تفصلنا عن اللقب مباراتان، أولاهما ضد بلجيكا والتي ستكون صعبة جدا، ولكن في هذه الحياة ليس هناك شيء مستحيل، لا نتبادل الحديث بيننا عن التتويج باللقب ولكن كل واحد منا يفكر بإمكانية تحقيق ذلك».
وأضاف: «المنتخب البلجيكي يملك فرديات رائعة جدا، يجب أن نكون حذرين جدا في الدفاع، ولكننا نعرف ما يتعين علينا القيام به»، مذكرا بأن فرنسا «أقصت افصل لاعب في العالم في ثمن النهائي (ميسي)، لم يلمس الكرة كثيرا. لدينا اللاعبون الضروريون لإيقاف أخطر وأفضل اللاعبين».
وارتفعت أسهم الجارين في التتويج باللقب بعد مشوارهما المثالي منذ بداية البطولة، وكلاهما يحوز الأسلحة اللازمة في مختلف خطوطه، فضلا عن أن أغلب اللاعبين يعرفون بعضهم البعض من الدوري الإنجليزي، مثل الفرنسيين نغولو كانتي وأوليفييه جيرو والبلجيكيين تيبو كورتوا وإدين هازار (تشيلسي)، والفرنسي هوغو لوريس والبلجيكيين يان فيرتونغن وتوبي ألدرفيريلد (توتنهام هوتسبر)، والفرنسي بول بوغبا والبلجيكيين مروان فيلايني وروميلو لوكاكو (مانشستر يونايتد). وستشهد مباراة اليوم عدة مواجهات ثنائية، سيكون أبرز الغائبين عنها مدافع بلجيكا وباريس سان جيرمان الفرنسي توما مونييه بسبب الإيقاف، ما سيحرمه مواجهة زميله في النادي الباريسي كيليان مبابي.
وقال مهاجم فرنسا جيرو إن زميله في النادي اللندني هازار «فرنسي تقريبا»، في إشارة إلى تعلم الأخير أصول اللعبة في فرنسا عندما استهل مسيرته مع ليل في سن السادسة عشرة، مضيفا أنه «لاعب رائع يملك مهارات التوغل بين الخطوط، هو أحد 3 أفضل لاعبين جاورتهم في مسيرتي الكروية».
لكن مواطنه مدافع ريال مدريد الإسباني رافائيل فاران قال: «نعرف نقاط قوتنا وسنحاول الاعتماد عليها مع التركيز بشكل جيد جدا للفوز عليهم. لن تكون المهمة سهلة، ولكن الأمر كذلك بالنسبة إليهم».
وأردف قائلا: «هم قادرون على تمرير كرات قصيرة وتبادل المراكز والكثير من الحركة والهجمات المرتدة السريعة... منتخب متكامل وقوي»، محذرا من خطورة لوكاكو ذي البنية الجسدية الضخمة بقوله: «يخلق المشاكل إلى أي خط دفاع، هو قوي جدا ومزعج كثيرا. ليس هناك حل معجزة لإيقافه، يجب ألا نترك له مساحات كثيرة والحرص على قطع التواصل بينه وبين زملائه، وهو العمل الذين نحن مطالبون بالقيام به جميعا».
الإشادة نفسها حظي بها المنتخب الفرنسي من البلجيكي ناصر الشاذلي مسجل هدف الفوز على اليابان (3 - 2) في الوقت القاتل من ثمن النهائي.
وقال اللاعب المغربي الأصل: «منتخب فرنسا يملك الكثير من الصفات، إنهم أقوياء في الهجوم والدفاع، ويتقنون أيضا الهجمات المرتدة».
وإذا كانت فرنسا تعول على موهبتها الصاعدة مبابي ونجم أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان لإضافة بلجيكا إلى قائمة ضحاياها وبلوغ المباراة النهائية، فالجيران لا ينقصهم لاعبون بمصاف النجوم، وتحديدا الثلاثي لوكاكو وهازار وصانع ألعاب مانشستر سيتي الإنجليزي كيفن دي بروين، الذي كان له دور كبير في الإطاحة بالبرازيل من ربع ثمن النهائي.
لكن مدرب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيز أكد: «كأس العالم لا تحترم الفرديات، أو المواهب الكبيرة، فقط المنتخبات التي تعمل بجد كمجموعة ولديها ذهنية الفوز».
ولدى بلجيكا ورقة «فرنسية» لتحفيز لاعبيها، هي الهداف التاريخي لمنتخب «الديوك» تييري هنري (51 هدفا) والمتوج معه باللقبين العالمي (1998) والأوروبي (2000)، وهو يشغل منصب المدرب المساعد لمارتينيز.
وقال مارتينيز في تصريحات سابقة ردا على سؤال عما يضيفه هنري للمنتخب: «هو شخص عاش حالة تطوير العقلية في فريق يسعى وراء حلم الفوز بأمر مميز».
ويأمل أن يمنح هنري الجيل الذهبي لبلجيكا بعضا من خبراته لكي يحققون حلمهم في فرصة قد لا تتكرر.
وفي سبعينات القرن الماضي، وضع إدي ميركس بلجيكا على خريطة الرياضة العالمية بتفوقه في الدراجات الهوائية. وبعد الفوز على البرازيل 2 - 1 في الدور ربع النهائي للمونديال الروسي، يأمل لاعبو المنتخب في أن يكرروا الأمر نفسه، وهذه المرة في اللعبة الشعبية الأولى عالميا.
وبات اللاعبون البلجيكيون عملة ناجحة في الأندية. هازار، لوكاكو، دي بروين، وكورتوا، ومعهم درايس مرتنز، فنسان كومباني، اكسل فيتسل، توما مونييه، وميتشي باتشواي... اللائحة تطول، وتثير حسد المنتخبات الأخرى، وحتى الدول التي كانت ذات يوم معروفة بتصدير المواهب.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، علق اللاعب والمدرب السابق للمنتخب الهولندي رود خوليت قائلا: «إذا نظرتم إلى كل الدول حولنا، نحن بلد صغير قام بعمل جيد في كرة القدم العالمية. الآن، لدى بلجيكا أيضا جيل جميل».
ليست الجغرافيا الجامع الوحيد بين البلدين. هولندا حظيت مرارا بـ«جيل ذهبي» في كرة القدم، إلا أنها لم تتمكن يوما من التتويج باللقب العالمي على رغم بلوغها النهائي أكثر من مرة. تريد بلجيكا أن تتفادى المصير نفسه، ومع التشكيلة الحالية، تبلغ نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخها، بعد محاولة أولى في مونديال المكسيك 1986.
وقال المدرب مارتينيز: «نعرف كل المواهب التي نتمتع بها، جيل يمكننا أن نفخر به بشكل كبير، في بلد تعدادها السكاني 11 مليون شخص، ظهر فريق بشكل غير مألوف».
لكن كيف تمكن البلد الصغير الواقع جغرافيا بين قوتين كرويتين هما ألمانيا وفرنسا، من تحقيق معجزة إنجاب لاعبين على هذا القدر من الموهبة، بعد غياب عن البطولات التي أقيمت في الفترة بين 2002 و2014، بما يشمل ثلاثة كؤوس أوروبية وكأسين للعالم؟، أوضح مارتينيز: «الاتحاد البلجيكي قام بعمل جيد جدا لمحاولة وضع مسار واضح لطريقة تطوير لاعبي كرة القدم في البلاد. رسمنا بشكل واضح كيف يجب تطوير لاعب كرة القدم البلجيكي، مع انخراط من قبل أكاديميات اللعبة والأندية المحترفة، إضافة إلى الطريقة التي نرغب أن نلعب بها. كان عملا معقدا جدا، إلا أنه أثمر».
وبعد عشرة أعوام من تخريج دفعات من اللاعبين الواعدين، حان موعد قطاف ثمار العمل المضني الذي تم بذله. في موازاة النجوم والمواهب الفردية التي يتميز بها المنتخب، بقيت في المونديال الحالي بعض علامات الاستفهام التي تكبر مع تقدم الأدوار: هل توازي الجودة الدفاعية البلجيكية، مواهب الوسط والهجوم؟ المنتخب هو الأكثر تهديفا حتى الآن في المونديال (14 هدفا)، إلا أن شباكه تلقت خمسة أهداف، أكثر بهدف مما تلقته منتخبات نصف النهائي حتى الآن.
يبدو المونديال الروسي بمثابة الفرصة الأخيرة لبلجيكا، لا سيما أن عددا من نجومها تخطوا عتبة الثلاثين من العمر، وقد يندر أن تعيد بلادهم إنجاب مجموعة مماثلة في فترة زمنية واحدة.
في المقابل كشف نجم هجوم المنتخب الفرنسي أنطوان غريزمان أمس إلى أنه كان يشعر «بضغط أكبر» في كأس أوروبا 2016 التي استضافتها بلاده، أكثر مما يعيشه الآن في مونديال روسيا.
وقال المهاجم الفرنسي: «في كأس أوروبا كان الضغط أكبر بعض الشيء لأننا كنا في فرنسا، كنا ندرك أكثر تبعات ما نقوم به وتردداته».
وبلغت فرنسا المباراة النهائية للبطولة القارية على أرضها، قبل أن تخسر أمام البرتغال (صفر - 1) بعد وقت إضافي. وأنهى غريزمان مهاجم نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، البطولة كأفضل لاعب ومتصدر ترتيب الهدافين (6).
وفي المونديال الروسي، اكتفى غريزمان حتى الآن بتسجيل ثلاثة أهداف، منها هدفان من ركلتي جزاء.
وردا على سؤال عن مفاتيح الفوز على بلجيكا، اعتبر غريزمان أن منتخب بلاده يحتاج إلى أن يكون قويا في الخلف (الدفاع)، والاستفادة من الفرص القليلة التي ستتاح لنا للدفع بهم إلى العمق وإدارة المباراة بشكل جيد وفرض إيقاعنا.
وقال غريزمان: «المنتخب البلجيكي الذي يضم في صفوفه نجوما من طينة إدين هازار وكيفن دي بروين يقدم مسار جميلا في كأس العالم، وسيكون علينا إيقافهم والعمل بشكل جيد دفاعيا، أكان عبر الدفاع في منطقتنا أو الدفاع المتقدم».
وبشأن أدائه الشخصي، أقر غريزمان بأن بدايته «كانت خجولة بعض الشيء، لا سيما لجهة السيطرة على الكرة، إلا أنني أشعر بأنني أتحسن تدريجا. هذه مباريات أعشقها، إما أن تفوز أو أن تخرج، وفي هذه المباريات نرى فعلا مستوى اللاعبين. أنا في أفضل حال، أتمتع بثقة كاملة، وأنهي المباريات بشكل أفضل، وأتعافى (بين مباراة وأخرى) بشكل أسرع».
وأضاف ممازحا: «لم أعد أشعر بالتعب من التحضيرات البسيطة التي خضناها»، في إشارة إلى مباريات الدور الأول والدورين ثمن وربع النهائي.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».