«النواب المصري» ينتهي من التقييم المبدئي لبرنامج الحكومة

الأعضاء يصوِّتون على منحها الثقة خلال أسبوع

TT

«النواب المصري» ينتهي من التقييم المبدئي لبرنامج الحكومة

انتهت لجان مجلس النواب المصري، أمس، من إعداد تقاريرها بشأن بيان حكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، تمهيداً لإعداد رد نهائي من البرلمان وطرحه على أعضائه للتصويت على منح الثقة للحكومة خلال أسبوع.
وعقدت اللجنة الخاصة المشكَّلة للرد على بيان الحكومة اجتماعاً، أمس (الأحد)، بحضور وزير شؤون مجلس النواب عمر مروان، لإيضاح بعض الأمور الواردة في بيان برنامج الحكومة، وسلمت اللجان النيابية الخمس الفرعية المشكَّلة لدراسة محاور بيان الحكومة تقاريرها، تمهيداً لإرسالها إلى لجنة صياغة التقرير النهائي بشأن رد مجلس النواب على بيان الحكومة نهاية الأسبوع الجاري، وعرضه على المجلس في الجلسة العامة للمجلس المقررة يوم (الأحد) المقبل.
وكان رئيس مجلس الوزراء الجديد، الذي أدى ووزراء حكومته اليمين الدستورية منتصف الشهر الماضي، قد تقدم ببرنامج حكومته للبرلمان الثلاثاء الماضي، وقرر رئيس «النواب» علي عبد العال، الانتهاء من دراسة البرنامج وإعداد تقرير بشأنه خلال عشرة أيام. وتنص المادة 146 من الدستور الساري في البلاد، على أن «يُكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة، وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء المجلس خلال ثلاثين يوماً على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً، عُدّ المجلس منحلاً».
وقال الوكيل الأول لمجلس النواب السيد الشريف، في تصريحات صحافية، إن «مجلس النواب سيطالب الحكومة بتقرير دوري عن إنجازاتها، وأن المؤشرات التي جاءت في بيان رئيس مجلس الوزراء تؤكد أن برنامج الحكومة يشمل آليات واضحة لتنفيذه».
وأضاف متحدثاً عن علاقة البرلمان والحكومة: «نبني معاً، ولسنا في تناحر، ووارد جداً أن يحدث اختلاف في الرأي، وهنا يحدث احترام الرأي والرأي الآخر»، وعدّ أنه «على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها الاقتصاد الوطني؛ فإن مصر بدأت في تحسين مؤشراتها الاقتصادية وزيادة معدل النمو، وهذا يعكس قدره القيادة السياسية على مواجهة التحديات، وتحمل الشعب المصري تبعات القرارات الاقتصادية حرصاً منه على الحفاظ على وطنه».
وكان رئيس الوزراء المصري، قد تعهد في بيانه باحتواء الفقراء وتنفيذ إجراءات لتخفيض معدلات الفقر في البلاد، فضلاً عن «تعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية» للطبقات الأقل دخلاً.
كما التزم مدبولي أمام أعضاء البرلمان باتخاذ «إجراءات عاجلة لدعم المواطن، وتخفيف الآثار المصاحبة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وخفض نسبة الدين الحكومي وأعبائه إلى معدلات مستدامة»، وأشار إلى أن مصر «تستهدف رفع معدل النمو الاقتصادي الحقيقي إلى 8% في 2021 – 2022، مقارنةً بـ5.4% في عام 2017 - 2018، وذلك من خلال رفع معدل الاستثمار ليصل إلى 25% سنوياً».
ويُرجَّح على نطاق واسع أن تحظى الحكومة بثقة أعضاء مجلس النواب، إذ يحوز «ائتلاف دعم مصر» الأغلبية، وهو ائتلاف داعم ومؤيد للرئيس عبد الفتاح السيسي وإجراءاته السياسية والاقتصادية، الأمر الذي يسهل مهمة حصول الحكومة التي كلّفها السيسي على ثقة النواب.
وضمّت اللجان التي شكّلها النواب لدراسة برنامج الحكومة، ممثلي الهيئات البرلمانية للأحزاب، وتنوعت محاورها بين «حماية الأمن القومي وسياسة مصر الخارجية»، و«بناء الإنسان المصري»، و«التنمية الاقتصادية ورفع كفاءة الأداء الحكومي»، و«النهوض بمستويات التشغيل»، و«تحسين مستوى معيشة المواطن المصري».
وتنفذ مصر منذ سنوات إجراءات تتبناها الحكومات المختلفة، في إطار «خطة الإصلاح الاقتصادي». وأقرّت على مراحل متتابعة رفع الدعم بشكل تدريجي عن عدد من خدمات النقل والكهرباء والمياه، كما أعلنت، منتصف الشهر الماضي، زيادة أسعار الوقود التي تضمنت رفع أسعار ثلاثة أنواع من البنزين، وكذلك أسطوانات الغاز المنزلية بنسبة 60% في المتوسط.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».