ليست ألمانيا التي نعرفها

نجم المنتخب السابق هيتزلسبرغر يرى أن كارثة الخروج من دور المجموعات ستظل عالقة في الذاكرة

بعد الخروج الصادم لألمانيا من كأس العالم
بعد الخروج الصادم لألمانيا من كأس العالم
TT

ليست ألمانيا التي نعرفها

بعد الخروج الصادم لألمانيا من كأس العالم
بعد الخروج الصادم لألمانيا من كأس العالم

كتب توماس هيتزلسبرغر لاعب خط وسط المنتخب الألماني السابق: اعتاد الألمان على رؤية منتخب بلادهم وهو يخسر، لأن هذا شيء طبيعي في عالم كرة القدم، وقد حدث من قبل وسوف يحدث بالتأكيد في المستقبل، لكنهم لم يعتادوا أبداً على رؤية الماكينات الألمانية وهي تخرج من كأس العالم من دور المجموعات، خصوصاً بتلك الطريقة التي رأيناها في هذه البطولة. لقد كان ما حدث بمثابة مفاجأة مدوية وخيبة أمل كبيرة جعلتني أشعر أنا وعدد كبير من زملائي بالإحباط الشديد. وقد توقعت بعد الفوز المثير على السويد في الوقت القاتل أن نرى شكلاً مختلفاً لألمانيا أمام كوريا الجنوبية وأن يحقق «المانشافت» الفوز ويحصل على نقاط المباراة الثلاث التي كان يحتاج إليها من أجل التأهل لدور الستة عشر، لكنّ اللاعبين لم يقدموا الأداء المنتظر ولم يلعبوا بالإرادة اللازمة لتحقيق الفوز، ولم ينجحوا حتى في التعامل بشكل جيد مع الهجمات الخطيرة التي كان يشنها لاعبو كوريا الجنوبية. وفي الحقيقة، لم تكن هذه هي ألمانيا التي اعتدنا على رؤيتها على مدى سنوات طويلة.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: ما الخطأ الذي حدث؟ قد يكون من الصعب الإشارة إلى سبب واحد، لكن يبدو أن الرضا عن النفس كان أحد الأسباب الرئيسية لما حدث، فقد ظهر المنتخب الألماني بشكل سيئ في آخر مباراتين وديتين قبل انطلاق كأس العالم، أمام النمسا والسعودية، ويمكن القول إن هذه المشكلة قد ظهرت قبل ذلك بوقت طويل، لأن ألمانيا لم تلعب بشكل جيد خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام إنجلترا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما لم تلعب بشكل جيد في المباريات التالية أمام فرنسا وإسبانيا والبرازيل. ومع ذلك، لم يشعر أي شخص بالقلق لأن المنتخب الألماني يلعب تحت قيادة يواخيم لوف، الذي دائماً ما عوّدنا على تقديم أداء جيد في البطولات الكبرى. لكن لم يكن هذا هو الحال في كأس العالم 2018 بروسيا.
ويطالب البعض الآن بإعادة هيكلة المنتخب الألماني بشكل كامل، لكن بالنسبة إليّ أعتقد أن هذا الأمر ليس منطقياً. صحيح أنه يتعين على الاتحاد الألماني لكرة القدم أن يسأل كيف يمكن لهذه الكوكبة من اللاعبين الجيدين أن يقدموا هذا الأداء الضعيف، لكن حقيقةً إن هؤلاء اللاعبين يمتلكون إمكانات كبيرة يجب أن تجعلنا لا نشعر بالذعر. ويجب أن ندرك أن هناك قاعدة عريضة للغاية من اللاعبين الرائعين في ألمانيا، ولذا فإن مهمتنا هي أن نمنح الفرصة للاعبين الشباب الموهوبين على حساب بعض اللاعبين الذين وصلوا لسن متقدمة ولم يعد بإمكانهم تقديم الأداء الذي كانوا يقدمونه في السابق. أنا أدرك تماماً أن هناك الكثير من الأحاديث الآن عن استبعاد ليروي ساني من صفوف المنتخب الألماني رغم الموسم الرائع الذي قدمه مع مانشستر سيتي الإنجليزي، وبالنسبة إليّ فإنه تجب إعادة ساني إلى صفوف المنتخب الألماني فوراً، لأنه من نوعية اللاعبين الذين يحتاج إليهم المنتخب الألماني بقوة، فهو لاعب صغير في السن ويمتلك سرعة هائلة ورغبة كبيرة في التطور.
أما بالنسبة إلى اللاعبين الكبار الذين لم يقدموا أداءً جيداً في كأس العالم فيأتي على رأسهم بالطبع توماس مولر، الذي يتعين عليه أن يحسّن مستواه إذا كان يريد الاستمرار مع منتخب ألمانيا. ثم يأتي الدور للحديث عن المدير الفني، لأن هناك من يطالب بإقالة لوف من منصبه بعد هذه النتائج السلبية، لكنني أرى أن قرار استمرار لوف في منصبه من عدمه يعود إلى لوف نفسه، فإذا كان لديه الحافز للاستمرار فيجب أن يستمر، أما إذا لم يكن لديه الدافع اللازم فيتعين عليه أن يرحل. وأنا شخصياً أعتقد أن لوف لديه الرغبة في الإشراف على إعادة هيكلة المنتخب الألماني بعد الخروج من كأس العالم، لأنه يمتلك سجلاً حافلاً وموهبة كبيرة ودراية كبيرة بما يحدث في عالم كرة القدم. أما الشيء الذي كان مؤكداً في هذا الصدد فيتمثل في أن الاتحاد الألماني لكرة القدم لن يقيل لوف من منصبه، لأنه وقّع معه عقداً جديداً قبل انطلاق بطولة كأس العالم مباشرة ويثق كثيراً بقدراته. وحدث بالفعل أن جددت رئاسة الاتحاد الألماني لكرة القدم الثقة في لوف. وقالت رئاسة الاتحاد إن لوف (58 عاماً) هو الرجل المناسب لقيادة «المانشافت».
ومن هذا المنطلق، فإن التركيز سينصبّ بالكامل على اللاعبين، الذين حققوا الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها الفريق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لكنهم فشلوا في تقديم أداء مقبول بالمونديال. وتشير تقارير على نطاق واسع إلى أن اللاعبين لم يستمتعوا بإقامتهم في موسكو، وأنه كانت هناك خلافات كبيرة داخل صفوف الفريق، وأنا شخصياً لا يمكنني أن أؤكد أو أن أنفي هذه التقارير، لكن الشيء المؤكد هو أنه كان هناك شيء غير صحيح في معسكر الفريق منذ أن وطأت أقدام اللاعبين الأراضي الروسية، وحتى خلال المباريات الودية التي سبقت كأس العالم.
ومن المؤكد أيضاً أن اللاعبين لم يكونوا على قدر التحدي الذي يواجهونه، وبالتالي فإن هناك حاجةً إلى تحديد اللاعبين الذين يجب استبعادهم واللاعبين الذين يستحقون الاستمرار مع الجيل القادم من اللاعبين الألمان. وسوف تكون الأيام القادمة غريبة بعض الشيء في ألمانيا حتى نتقبل فكرة الخروج من دور المجموعات بكأس العالم. لكن من وجهة نظر محايدة تماماً، قد يكون من المثير أن نرى تلك المفاجآت غير المتوقعة في كأس العالم وأن نرى بطلاً جديداً للمونديال. وبالنسبة إلى من يعمل مثلنا في تغطية مباريات كأس العالم، فإن المسيرة ستتواصل وسوف نشاهد مزيداً من المباريات ونحلل مزيداً من المواجهات، وهو ما يعني أن بعض الألمان، على الأقل، سيكونون جزءاً من كأس العالم حتى النهاية!
وكتبت الصحافية الألمانية أولريتش هيس: قد يكون أكثر شيء مثيراً للدهشة بعد خروج المنتخب الألماني من دور المجموعات بكأس العالم 2018 هو أن الشمس قد أشرقت كالعادة في صباح اليوم التالي! وربما لم يكن كثيرون يتوقعون حدوث ذلك من هول ما حدث مساء يوم الأربعاء الماضي، والذي كان كفيلاً بأن يجعل كل من كان يسير في شوارع العاصمة الألمانية برلين يحدق في وجوه الناس وهم يسيرون في الشوارع مثل الزومبي (شبح الموتى) إلى محطة المترو التالية كأنهم قد تعرضوا لهجوم نووي أو كارثة محققة.
ويمكن للمرء أن يتفهم سبب الصدمة التي شعر بها الجمهور، خصوصاً أن المنتخب الألماني كان قد وصل للدور نصف النهائي للبطولات الكبرى ثماني مرات متتالية منذ عام 2005، إذا ما اعتبرنا أن كأس القارات بطولة كبرى. وبالنظر إلى أنه لم يتمكن أي منتخب آخر، ولا حتى المنتخب البرازيلي عبر تاريخه أو المنتخب الألماني في فترات سابقة، من تحقيق هذا الإنجاز، فقد كان الألمان يشعرون بالأمان في بطولة كأس العالم، ليستفيقوا على مفاجأة مدوية وخروج مهين لـ«المانشافت» من المونديال.
ولكي نكون منصفين، فقد كان هناك بعض الإشارات على وجود خلل في صفوف المنتخب الألماني قبل التوجه إلى روسيا. لم يكن هذا الأمر يتعلق بالجاهزية البدنية لبعض اللاعبين، مثل حارس المرمى مانويل نوير، لأن المنتخب الألماني دائماً ما كان يذهب إلى كأس العالم وهو قلق من بعض الإصابات، لكن الأمر كان يتمثل في وجود حالة مزاجية غريبة بين لاعبي الفريق خلال الأسابيع التي سبقت انطلاق البطولة. وقد ظهر المنتخب الألماني بطيئاً للغاية في المباريات الودية التي خاضها استعداداً لكأس العالم، تماماً كما ظهر في المباريات الثلاث التي خاضها في دور المجموعات بالبطولة. وبعد ذلك، كانت هناك حالة الجدل التي أثيرت بعد لقاء مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وكان الأمر الصادم هو أن تسمع الجمهور الألماني يطلق صافرات الاستهجان ضد لاعبي «المانشافت». ومن المؤكد أن حالة الجدل هذه قد أثرت سلبياً على أداء كل من غوندوغان وأوزيل.
وأخيراً، كانت هناك تقارير عن وجود انقسام داخل الفريق وتحوله إلى معسكرين؛ الأول يضم اللاعبين الكبار الذين فازوا بلقب كأس العالم، والثاني يضم اللاعبين الشباب الذين حصلوا على كأس القارات. ربما لم يكن هذا الخلاف عميقاً كما يزعم بعض المراقبين، لكن يمكن لأي شخص أن يرى أن هناك فارقاً كبيراً بين اللاعبين المتعطشين لإثبات أنفسهم مثل ماركو ريوس وجوليان براندت من جهة وبين اللاعبين المخضرمين من جهة أخرى.
وللمرة الأولى، فشل لوف، سواء كمساعد مدرب أو كمدير فني، في أن يجعل الفريق يلعب بروح عالية وحماس شديد، وهو الأمر الذي كان يمثل أكبر نقطة قوة للمنتخب الألماني. ومن المؤكد أن لوف قد شعر بذلك، لأن هذا الشعور بالقلق هو الذي دفعه إلى عدم استدعاء مهاجم بايرن ميونيخ ساندرو فاغنر ونجم مانشستر سيتي الإنجليزي ليروي ساني، وهما اللاعبان اللذان يلعبان بشكل فردي ولديهما بعض الشعور بالغرور.
وحتى الجمهور نفسه بدا كأنه غير مستعد للبطولة، والدليل على ذلك أننا لم نرَ الأعلام الألمانية في المدرجات بنفس الكثافة التي كنا نراها في بطولة كأس العالم 2006. وتقول إحدى النظريات إن صعود اليمين السياسي قد أعاد التشكيك في استخدام الرموز الوطنية. وتقول نظرية أخرى إن هناك شعوراً بخيبة الأمل من كرة القدم بشكل عام، وهو الشعور الذي تجسد في المظاهرات التي نظمها المشجعون في الدوري الألماني الممتاز خلال الموسم الماضي. وأنا شخصياً أعتقد أن المشجعين قد تعبوا، تماماً كما هو الحال مع اللاعبين.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي سيحدث في كرة القدم الألمانية الآن؟ أولاً، هل كان يتعين على لوف أن يستقيل من منصبه؟ وتجب الإشارة إلى أن هذه ليست مجرد مطالبة للإطاحة بلوف، لكن هذا كان هو الحل المنطقي لما حدث. قد يرى البعض أن هناك العديد من الأسباب الوجيهة التي تدفعه إلى البقاء، بدايةً من حقيقة أن المرشح الوحيد لخلافة لوف في منصبه وهو يورغن كلوب لن يترك نادي ليفربول في وقت قريب.
لكنّ هناك قاعدة غير مكتوبة تفيد بأنه يتعين على المدير الفني للمنتخب الألماني أن يستقيل من منصبه إذا خرج من كأس العالم من الدور ربع النهائي. وربما يكون لوف هو أول مدير فني ألماني يكسر هذه القاعدة. ويمكن أن نقول إن المنتخب الألماني هو مؤسسة مثل «فولكس فاغن»، أو أحد الأحزاب الرئيسية في البلاد، وبالطبع فقد استقال الرئيس التنفيذي لشركة «فولكس فاغن»، مارتن وينتركورن، من منصبه في أعقاب فضيحة الانبعاثات، قائلاً: «إنني أفعل ذلك من أجل مصلحة الشركة رغم أنني لا أعرف الخطأ الذي ارتكتبه». وبالطبع، فإن زعيم أي حزب سيستقيل من منصبه في حال خسارة نتائج الانتخابات بشكل مروّع، لأنه هو بالطبع المسؤول عن ذلك.
وعلاوة على ذلك، فبقاء لوف في منصبه لن يضيف أي جديد، وسيشبه إلى حد كبير رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولز، الذي قرر عدم الاستقالة من منصبه بعد كارثة انتخابات حزبه في سبتمبر (أيلول) عام 2017، ولكن بالطبع، تضررت مكانة شولز بشدة واضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد خمسة أشهر من تلك الهزيمة التاريخية لحزبه. ومع ذلك، فإن إقالة لوف وعدم تمسك الاتحاد الألماني وتعيين مدير فني جديد كانت ستكون غير كافية لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، لأن هناك سبباً آخر لهذا الإخفاق يتمثل في حقيقة أن المواسم الماضية للبطولات الأوروبية قد شهدت كارثة للأندية الألمانية، ويكفي أن نعرف أنه منذ نهائيات كأس العالم عام 2014، لم تصل سوى أربعة أندية ألمانية إلى الدور ربع النهائي للدوري الأوروبي، ولم يصل أي فريق إلى الدور نصف النهائي.
وستكون هناك دعوات لإعادة التفكير بشكل جذري -وهذا يعني عادةً الهجوم على قاعدة 50 + 1 (التي تمنع أن تكون الأندية الألمانية مملوكة أو مُسيطَراً عليها من قِبل أفراد أو شركات). ومع ذلك، وبالنسبة إلى أي شخص يهتم بالمنتخب الوطني، قد يكون هذا أسوأ سيناريو ممكن. وتشير جميع الأمثلة التي رأينها في الخارج إلى أن المستثمرين الذين لديهم أموال طائلة لا يهتمون بالحصول على خدمات اللاعبين الألمان الشباب، وهو ما يعني أن هؤلاء المستثمرين في حال شرائهم لأندية ألمانية فإنهم سيسعون لشراء لاعبين من الخارج، وبالتالي لن يتم الاعتماد على المواهب الألمانية الشابة التي ستكتفي بالجلوس على مقاعد البدلاء.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».