أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب سيتناولان بالتفصيل مسألة الصراع الدائر في سوريا عندما يعقدان في يوليو (تموز) أول قمة رسمية بينهما.
ومن المرجح أن يثير الاجتماع المقرر عقده يوم 16 الشهر المقبل في هلسنكي قلق بعض حلفاء الولايات المتحدة، الذين يريدون عزل روسيا على الساحة الدولية، كما يرجح أن يصدر رد فعل عنيف على الاجتماع من جانب بعض منتقدي ترمب في الداخل.
ويمثل الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، الذي تتهمه واشنطن وحلفاؤها الغربيون باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، إحدى النقاط الساخنة في العلاقات المتوترة بين البيت الأبيض والكرملين.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات للصحافيين بالهاتف: «ما من شك في أنه سيجري نقاش تفصيلي بشأن سوريا»، مضيفاً: «سيكون هناك نقاش مستفيض شامل».
ومن المرجح أيضاً طرح قضايا خلافية أخرى في الاجتماع، وهو الثالث بين الرئيسين، وإن كان الاجتماع الرسمي الأول.
ومن الممكن أن يثير ترمب موضوع التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية في 2016، الذي تحدثت عنه وكالات المخابرات الأميركية، وجعل الولايات المتحدة تفرض عقوبات صارمة على روسيا في أبريل (نيسان).
وفرضت واشنطن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عقوبات على روسيا رداً على ضمها شبه جزيرة القرم، وتدخلها في الصراع في أوكرانيا.
وقال بيسكوف: «إذا أثاره الرئيس الأميركي (موضوع التدخل في الانتخابات)، سيكرر الرئيس الروسي القول إن روسيا ليس لها، وما كان لها أن تفعل، شيئاً في هذا الموقف الذي تدور حوله هذه التلميحات»، وأضاف أن بوتين على استعداد للمضي صوب تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة بالقدر نفسه الذي تبديه واشنطن من الاستعداد.
وسيجتمع ترمب مع بوتين في هلسنكي، بعد حضور قمة قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، يومي 11 و12 يوليو، وبعد زيارة لبريطانيا. ويتيح موعد القمة للرئيس الأميركي حضور حفل ختام كأس العالم لكرة القدم يوم 15 يوليو في روسيا.
وبعد اجتماع قصير بين ترمب وبوتين في فيتنام، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، واجه الرئيس الأميركي انتقادات شديدة في الداخل، بعد قوله إنه يصدق الرئيس الروسي الذي نفى تدخل بلاده في الانتخابات الأميركية.
وانتقد أعضاء في الحزب الديمقراطي الأميركي قمة هلسنكي المقبلة، ووصفوها بأنها هدية للكرملين، معبرين عن مخاوف مما يمكن أن يقدمه ترمب.
وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إنه من الأفضل عدم المبالغة في توقع ما يمكن أن تسفر عنه القمة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنها قولها: «بشكل عام، أنصح الجميع بألا يستخدموا عبارات مثل (انفراجات) وما على شاكلتها... أنصح برؤية عملية وواقعية لهذه الاجتماعات».
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن لقاء آستانة المقبل حول سوريا سيعقد في مدينة سوتشي الروسية يومي 30 و31 من الشهر المقبل.
وقال فيرشينين للصحافيين: «عندما كنا في آخر لقاء لآستانة، قررنا أن اللقاء المقبل سيجري في سوتشي في آخر يومين من يوليو، هذا متفق عليه بالفعل».
وأضاف: «سيعقد (اللقاء) بتلك الصيغة التي عملنا بها منذ البداية، ستكون هناك الدول الضامنة الثلاث (روسيا وتركيا وإيران)، وسيكون هناك مراقبون، وستكون هناك الأطراف السورية».
الكرملين يؤكد أن بوتين وترمب «سيناقشان بالتفصيل» الملف السوري
الكرملين يؤكد أن بوتين وترمب «سيناقشان بالتفصيل» الملف السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة