نجوم فرنسا أصبحوا عبئاً على ديشامب

المدرب يسعى لتجنب إشراك أفضل 11 لاعباً من الناحية الفردية على حساب اللعب الجماعي

غريزمان وزملاؤه لم يقدموا الأداء المشجع على التفاؤل في المواجهات القادمة
غريزمان وزملاؤه لم يقدموا الأداء المشجع على التفاؤل في المواجهات القادمة
TT

نجوم فرنسا أصبحوا عبئاً على ديشامب

غريزمان وزملاؤه لم يقدموا الأداء المشجع على التفاؤل في المواجهات القادمة
غريزمان وزملاؤه لم يقدموا الأداء المشجع على التفاؤل في المواجهات القادمة

وضعت مباراة فرنسا والدنمارك نهاية لسلسلة من المباريات وصل عددها إلى 36 مباراة من دون تعادل سلبي في كأس العالم 2018 بروسيا، بعدما تعادل الفريقان سلبياً وصعداً معاً إلى دور الستة عشر، لكنها كانت مباراة ضعيفة المستوى وجاءت بمثابة استمرار للأداء الضعيف والمخيب للآمال من جانب فرنسا في هذه البطولة. وعلاوة على ذلك، أثارت هذه المباراة العديد من علامات الاستفهام حول اختيارات المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب وفشله في استغلال المهارات والإمكانات التي يتمتع بها لاعبو فريقه. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي يتعين على ديشامب القيام به لاستغلال إمكانات نبيل فقير، الذي كان اللاعب الوحيد في منتخب فرنسا الذي يمثل تهديداً متواصلاً على منتخب الدنمارك؟
لقد دخلت فرنسا هذه المباراة وقد ضمنت التأهل لدور الستة عشر، وبالتالي أجرى ديشامب عدداً من التغييرات على التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده أمام الدنمارك. ويجب أن نشير إلى أن التغيير المستمر في تشكيلة وشكل الفريق لا يعد شيئاً جديداً على ديشامب، وقد رأينا ما قام به بعدما تجاوز دور المجموعات في كأس الأمم الأوروبية 2016، فعندما كان متأخراً بهدف دون رد أمام جمهورية آيرلندا في دور الستة عشر، غيّر ديشامب مكان كانتي ودفع بأنطوان غريزمان في عمق الملعب بدلاً من أوليفر جيرو لتتحول طريقة اللعب إلى 4 - 4 - 2. وفي غضون 20 دقيقة فقط، سجّل غريزمان هدفين وصنع جيرو هدفاً وقدمت فرنسا أداءً رائعاً. وكان ديشامب يسعى لتحقيق نفس الشيء في مباراة الدنمارك بعد أن اكتشف أن هناك خللاً أيضاً في عمق الملعب، لكنه لم يحالفه الحظ هذه المرة في علاج هذا الخلل. وواصل ليمار تقديم نفس الأداء الضعيف الذي يقدمه مع ناديه في الفترات الأخيرة. ورغم أن سيديبيه لم يواجه صعوبات في الناحية الدفاعية، فإنه لم يُحدث تأثيراً ملحوظاً في الناحية الهجومية، كما لم يقدم ديمبلي أي شيء يُذكر، ربما باستثناء بعض اللمسات الجيدة.
وكان نزونزي هو اللاعب الوحيد الذي ظهر بشكل يجعل ديشامب يفكر في ضرورة الدفع به في التشكيلة الأساسية للفريق، فقد لعب بثقة كبيرة لدى استحواذه على الكرة وقدم مستويات بدنية وفنية جيدة، وفرض شكلاً من أشكال الانضباط على خط الوسط إلى جانب نغولو كانتي. وبعد هذا الأداء من جانب نزونزي، ربما لم يعد بوغبا يضمن مشاركته أساسياً في الفريق، بعدما كان أحد اللاعبين الذين لا يفكر ديشامب مطلقاً في إخراجهم من الملعب.
ومع ذلك، لم يكن نجم المباراة من بين اللاعبين الذين شاركوا في التشكيلة الأساسية، لكنه كان نبيل فقير، الذي شارك بدلاً من غريزمان في شوط المباراة الثاني. وقدم فقير أداءً إيجابياً ومبدعاً، على عكس غريزمان الذي لم يقدم الأداء المنتظر منه في المباريات الثلاث التي شارك فيها في كأس العالم. ونجح فقير في «إيقاظ» المنتخب الفرنسي، إن جاز التعبير، خصوصاً أنه يلعب بطريقة مختلفة تماماً عن القوة البدنية الكبيرة لجيرو أو السرعة واللعب المباشر لديمبلى ومبابي. ويمكن أن نقول نفس الشيء عن أداء فقير في المباراتين السابقتين، خصوصاً أمام أستراليا.
وتجب الإشارة إلى أن فقير، مثله في ذلك مثل غريزمان، يظهر بشكل أفضل عندما يلعب في عمق الملعب. وقدم فقير أداءً لافتاً للأنظار عندما لعب بدلاً من غريزمان في المباريات السابقة، وكذلك في المباريات الودية التي خاضتها فرنسا استعداداً للمونديال. ومع ذلك، قد يكون من الصعب الدفع بفقير في التشكيلة الأساسية لفرنسا، لأنه من غير المحتمل أن يستغني ديشامب عن غريزمان، رغم المستوى الضعيف الذي ظهر به في المباريات السابقة، كما أنه من الصعب للغاية أن يدفع ديشامب بغريزمان وفقير معاً.
ولو شارك غريزمان إلى جانب جيرو في الخط الأمامي ولعب فقير خلفهما في مركز صانع الألعاب، فهذا يعني الاستغناء عن خدمات مبابي أو ديمبلي. كما أن الدفع بمبابي وغريزمان في الخط الأمامي يعني الاستغناء عن جيرو، وهي السيناريوهات التي من الصعب أن يلجأ إليها ديشامب. ومن الصعب للغاية أن يستغني ديشامب عن جيرو، خصوصاً أنه يلعب كمحطة مهمة لنقل الكرة إلى منتصف ملعب الفريق المنافس، فضلاً عن سجله التهديفي الرائع الذي وصل إلى 31 هدفاً في 77 مباراة مع المنتخب الفرنسي.
كما أن اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 في ظل وجود مبابي وفقير على أطراف الملعب يعني أن فرنسا ستواجه مشكلات في مركزي الظهير وخط الوسط المدافع، على الرغم من المجهود الكبير الذي يبذله كل من كانتي ونزونزي. وتعني هذه الطريقة أيضاً أن مبابي، الذي يتحول بصورة طبيعية إلى مركز المهاجم الصريح، وفقير سوف يلعبان في غير مركزيهما. ولكي نعطي ديشامب حقه، تجب الإشارة إلى أنه يقاوم ضغوطاً كبيرة من أجل تجنب إشراك أفضل 11 لاعباً من الناحية الفردية في المنتخب الفرنسي على حساب اللعب الجماعي، لكن سيكون من الصعب للغاية عليه ألا يشرك غريزمان وبوغبا ومبابي، الذين يفترض أنهم أفضل ثلاثة لاعبين في فرنسا، مرة واحدة.
ويبدو من المرجح أن ديشامب سوف يُحدث تغييرات على التشكيلة الأساسية لمنتخب فرنسا بداية من دور الستة عشر، تماماً كما فعل قبل عامين في بطولة كأس الأمم الأوروبية. ورغم أن ديشامب يتولى تدريب المنتخب الفرنسي منذ 6 سنوات كاملة، فإن المنتخب الفرنسي ليست لديه هوية واضحة ويقدم الفريق مستويات متباينة وأحياناً سيئة، رغم أنه يضم كوكبة من أفضل وألمع اللاعبين. قد يحقق ديشامب نتائج مقبولة ومُرضية في هذه المسابقة، لكن الحقيقة أن هذا الفريق يضم لاعبين قادرين على الحصول على لقب كأس العالم في حال استغلال المهارات والإمكانات التي يمتلكونها.
وقد يتم الدفع بفقير في المباراة القادمة أمام الأرجنتين، وقد ينجح المنتخب الفرنسي في الوصول إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم، كما هو متوقع، لكن إذا كانت فرنسا تريد حقاً أن تستغل الإمكانات التي تملكها فإنها بحاجة إلى تبني رؤية واضحة ومدير فني آخر غير ديديه ديشامب.


مقالات ذات صلة

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

رياضة سعودية إنفانتينو رئيس «فيفا» حاملاً ملف الترشح السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034، على أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة البطولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية الهدف من الصندوق وشراكته مع الجهات المعنية مساعدة «فيفا» بتحقيق نتائج تتخطى حدود الملعب (الشرق الأوسط)

«فيفا» يطلق صندوق إرث كأس العالم 2022

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إطلاق أنشطة صندوق إرث كأس العالم قطر 2022، الذي أعلنه في نوفمبر 2022، بتمويل قدره 50 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عربية هايف المطيري (الاتحاد الكويتي)

الحكم ببراءة الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم

قضت دائرة جنايات بالمحكمة الكلية في الكويت ببراءة الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم هايف المطيري ونائبه أحمد عقلة والأمين العام صلاح القناعي من التهم المنسوبة لهم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حسين الصادق بجوار مانشيني خلال مباريات الدوري السعودي (المنتخب السعودي)

الصادق يعتذر عن إكمال مهمته... ويغادر إدارة المنتخب السعودي

كتب حسين الصادق مدير المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الفصل الأخير في مشواره مع «الأخضر»، بعد أن تقدم باستقالته رسمياً من منصبه واعتذاره عن عدم الاستمرار>

«الشرق الأوسط» (الرياض )

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.