أبو الغيط يؤكد دعمه وحدة العراق واستقراره

استقبل إياد علاوي في القاهرة

TT

أبو الغيط يؤكد دعمه وحدة العراق واستقراره

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، دعمه الكامل جميع الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، والحفاظ على وحدة الأرض العراقية، ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية.
جاء ذلك خلال استقباله أمس نائب رئيس جمهورية العراق إياد علاوي، الذي يقوم حالياً بزيارة إلى القاهرة، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام محمود عفيفي. وقال المتحدث، في بيان، إن اللقاء شهد تناول أهم التطورات الجارية في العراق، خاصة فيما يتعلق بتداعيات الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً وأبعاد الاتصالات الجارية لتشكيل حكومة عراقية جديدة، إضافة للجهود الجارية للقضاء بشكل كامل على شوكة الإرهاب والتطرف في العراق بما من شأنه تجاوز السنوات التي عانى خلالها أبناء الشعب العراقي من ويلات العنف والإرهاب.
وأوضح المتحدث أن الأمين العام حرص على التأكيد على استكمال عناصر العملية السياسية الديمقراطية، وبما يعزز من وحدة الشعب العراقي بجميع طوائفه ويراعي مصالح جميع فئاته وطوائفه دون أي تفرقة أو تمييز، مؤكداً الأهمية الكبيرة للعراق في إطار منظومة العمل العربي المشترك بالنظر إلى الإسهامات الإيجابية الملموسة لأبناء العراق في مجالات العمل المختلفة لهذه المنظومة، ومع الأخذ في الاعتبار أن العراق هو من الدول المؤسسة للجامعة العربية، وأنه يمثل البوابة الشرقية للوطن العربي.
وأشار المتحدث إلى أن علاوي حرص من جانبه على تأكيد اهتمامه بالتشاور مع الأمين العام للجامعة العربية، سواء فيما يرتبط بالتطورات الجارية في العراق أو فيما يخص المشهد العربي بشكل عام، وذلك في ضوء كون الجامعة العربية هي المؤسسة العربية الأم المعبرة عن الإرادة الجمعية العربية، منوهاً إلى دعمه الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام من أجل تنشيط دور الجامعة في مخاطبة مختلف الأولويات العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكان علاوي قد بدأ زيارة للعاصمة المصرية قبل يومين استهلها بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري. وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية إن شكري أكد أهمية استكمال الاستحقاق الانتخابي المهم الذي جاء ليكلل الانتصارات التي حققها العراق مؤخراً في مكافحة التنظيمات الإرهابية وهزيمة «داعش»، مؤكدا ثقة مصر في قدرات المؤسسات الوطنية العراقية ومختلف القوى السياسية على تجاوز جميع العقبات وتشكيل حكومة تمثل كل أطياف الشعب العراقي وتعكس الهوية الوطنية العراقية. ونوه إلى حرص مصر على تكثيف التشاور والتنسيق مع الجانب العراقي بشأن جهود إعادة تأهيل وإعمار المدن المحررة، وعزم مصر على المشاركة في تلك الجهود في مختلف المجالات تبعاً لاحتياجات الشعب العراقي، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي تقوم به آلية التنسيق المشتركة في هذا الصدد، التي تم تدشينها مؤخراً بين البلدين لمتابعة العلاقات الاقتصادية الثنائية وخاصة فيما يتعلق بالمشاركة المصرية في عملية إعادة الإعمار.
وأضاف أبو زيد أن اللقاء تناول أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تطرقت المحادثات إلى جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وتطورات الأوضاع في سوريا واليمن، فضلاً عن التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتم الاتفاق على ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة من أجل تعزيز التضامن وأطر العمل العربي المشترك.
كما التقى علاوي الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي أكد دعم الأزهر الدائم لوحدة العراق، ومساندته في مواجهة الإرهاب والتقسيم، ووقوفه على مسافة واحدة من جميع أبنائه، واستعداد الأزهر لتقديم كل ما من شأنه أن يحقق وحدة واستقرار الشعب العراقي.


مقالات ذات صلة

إدارة سوريا الجديدة تتطلع لشغل مقعدها بـ«الجامعة العربية»

المشرق العربي أسعد الشيباني وحسام زكي خلال المؤتمر الصحافي بدمشق (وكالة الأنباء السورية)

إدارة سوريا الجديدة تتطلع لشغل مقعدها بـ«الجامعة العربية»

في أول زيارة رسمية منذ سقوط نظام بشار الأسد، زار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي دمشق والتقى القيادة الجديدة فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني (أ.ف.ب)

سوريا: نتطلع إلى استعادة مقعدنا في الجامعة العربية

قال وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في دمشق اليوم (السبت) إن سوريا تتطلع إلى استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية وحضور أول قمة عربية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيروت (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تؤكد دعمها لاستقرار لبنان وترسيخ سيادته

زار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الاثنين، العاصمة اللبنانية بيروت حيث التقى الرئيس جوزيف عون لزيارة الجامعة العربية وإلقاء كلمة في القاهرة

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

وفد من «الجامعة العربية» في سوريا الأسبوع المقبل

يزور وفدٌ من جامعة الدول العربية، العاصمة السورية دمشق، الأسبوع المقبل، في زيارة تستغرق يومين، بحسب تصريحات الأمين العام المساعد لـ«الجامعة العربية» حسام زكي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله قبل أيام أسعد الشيباني في الرياض (الخارجية السعودية)

«وزاري» عربي - غربي في الرياض لنقاش الأوضاع السورية

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، الأحد، اجتماعاً وزارياً موسعاً لنقاش الوضع السوري بحضور عربي ودولي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.