السراج يطالب مجلس الأمن بالتدخل بعد تسليم حفتر موانئ النفط لحكومة الثني

المؤسسة الوطنية للبترول: الجيش الوطني وضع نفسه فوق القانون

TT

السراج يطالب مجلس الأمن بالتدخل بعد تسليم حفتر موانئ النفط لحكومة الثني

وسط انقسام ليبي حاد وترقب غربي، دخل النفط الليبي مربع الخلافات السياسية في البلاد، بعدما رفضت حكومة الوفاق الوطني ومؤسسة النفط الموالية لها القرار المفاجئ، الذي أعلنه مساء أول من أمس، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بتسليم كل الموانئ والحقول النفطية إلى مؤسسة النفط التابعة لحكومة عبد الله الثني، التابعة بدورها لمجلس النواب.
وطالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، في بيان أصدره أمس، مجلس الأمن الدولي ولجنة العقوبات «بتتبع وإيقاف أي عمليات بيع غير قانونية قد تحدث بسبب هذه الأفعال، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى وجه الخصوص قرار مجلس الأمن رقم 2362». مهددا بأنه «سيباشر كافة صلاحياته وسلطاته في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية المحلية والدولية لملاحقة المتورطين فيه».
واعتبر المجلس الرئاسي أن ما أعلنه حفتر، الذي وصفه بـ«بعض الجهات غير المخولة»، من تسليم الموانئ النفطية لكيان غير شرعي وغير معترف به: «يمثل اعتداء واضحا على الصلاحيات والاختصاصات للمؤسسة الوطنية للنفط، والتي تعتبر الجهة الوحيدة المخولة بإدارة الموانئ والمرافق النفطية». وقال إن «مثل هذه التصرفات تزيد من حالة التوتر والاحتقان»، ورأى أن قرار حفتر بمثابة «تصرف غير مسؤول، وتهديد مباشر وخطير لمصالح الشعب الليبي ومقدراته، يرتب التزامات على عاتق الدولة الليبية أمام الأطراف الدولية، والشركات النفطية العالمية، ويلحق الضرر بسمعة لبيبا».
بدوره، قال مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، إن القيادة العامة للجيش لا تتمتع بأي سلطة قانونية تمكنها من السيطرة على صادرات النفط في ليبيا، معتبرا أن أي محاولة للقيام بذلك تعد تجاوزا واضحا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والقانون الليبي المحلي، وقانون العقوبات.
وأضاف صنع الله «لقد أضاعت القيادة العامة (للجيش) فرصة ممتازة لخدمة المصلحة الوطنية، وبدلا من الدفاع عن سيادة القانون في ليبيا من خلال تسليم موانئ خليج سرت إلى المؤسسة الوطنية للنفط، المؤسسة الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليا، قررت القيادة العامة أن تضع نفسها فوق القانون».
معتبرا أن ما قامت به القيادة العامة «لا يختلف عما قام به إبراهيم الجضران، (الآمر السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية)، ولذلك يجب إدانة مثل هذه الأفعال بشدّة من قبل المجتمع الدولي وكافة الشعب الليبي»، مبرزا أن قيادة الجيش أدارت ظهرها لاتفاقيات باريس والمصلحة الوطنية والطريق إلى السلام.
كما حذر صنع الله الشركات من الدخول في عقود لشراء النفط من المؤسسات الموازية، بقوله: «لن يتم الاعتراف بهذه العقود، وستقوم المؤسسة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية المتاحة ضدها».
في المقابل اعتبر أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الرئاسي، أن المؤسسة الوطنية للنفط هي «القناة الوحيدة الشرعية المصدرة للنفط وإدارة الموارد النفطية»، وأشار في كلمة مصورة له أمس إلى قرارات مجلس الأمن، التي تحظر التعامل مع أي جهة خارج المؤسسة.
في المقابل، امتنع غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، عن التعليق على قرار حفتر. لكن البعثة قالت في بيان لها إنه بحث أمس في لقاءين منفصلين مع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، ومحمد سيالة وزير خارجية السراج، المستجدات في منطقة الهلال النفطي، وردود الفعل المحلية والدولية على قرار تسليم المنشآت النفطية إلى مؤسسات موازية.
والتزمت الدول الراعية لحكومة السراج الصمت. لكن مصادر ليبية توقعت صدور بيان مشترك من الأطراف الدولية المعنية بليبيا خلال ساعات.
ووقعت معارك عنيفة خلال الأسبوعين الماضيين بين قوات الجيش، التي كانت تسيطر على منطقة الهلال النفطي وميليشيات مسلحة يقودها الجضران، تمكنت خلالها هذه المجموعات من السيطرة على منطقة الهلال النفطي، قبل أن تشن قوات الجيش هجوما مضادا استعادت بفضله المنطقة الخميس الماضي. وكانت هذه المنشآت النفطية تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، التي تتخذ من طرابلس مقرا، على الرغم من سيطرة قوات حفتر عليها.
وكان العميد أحمد المسماري، الناطق باسم قوات الجيش الوطني، قد أوضح أن حكومة الثني في شرق البلاد ستجني عائدات تصدير النفط، مبرزا أن المشير حفتر اتخذ قراراه هذا بعد أن تبين له أن «تمويل المجموعات المسلحة يأتي من العائدات النفطية»، في إشارة إلى الجماعات المسلحة، التي يقودها الجضران، والتي هاجمت مطلع هذا الشهر محطتي راس لانوف والسدرة، وهما من أبرز موانئ تصدير النفط. وقالت مصادر نفطية إن ميناءي الحريقة والزويتينة النفطيين في شرق ليبيا يعملان بشكل طبيعي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.