فرنسا للاستعراض وصدارة المجموعة... والدنمارك لحسم التأهل

أستراليا تتمسك بالأمل في مواجهة بيرو وانتظار هدايا من المنافسين

TT

فرنسا للاستعراض وصدارة المجموعة... والدنمارك لحسم التأهل

لا يزال المنتخب الأسترالي يمتلك فرصة التأهل إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) لمونديال 2018، لكن مصيره لم يعد بيده وحده حيث مطالب بالفوز على بيرو اليوم وانتظار هدية من المنتخب الفرنسي متصدر المجموعة الثالثة أمام الدنمارك التي ما زالت تأمل أيضا في العبور للدور الثاني.
ويتصدر المنتخب الفرنسي الذي ضمن تأهله المجموعة بست نقاط يليه الفريق الدنماركي بأربع نقاط ثم أستراليا في المركز الثالث برصيد نقطة واحدة ويليه منتخب بيرو دون رصيد.
وينتظر منتخب فرنسا تألق مهاجمه أنطوان غريزمان لضمان صدارة المجموعة الثالثة عندما يواجه نظيره الدنماركي الذي سيقاتل للتأهل.
وضمنت فرنسا تأهلها بعد فوزين غير مقنعين على أستراليا 2 - 1 والبيرو 1 - صفر، وتبدو الدنمارك الأقرب لمرافقتها إذ جمعت أربع نقاط من فوز على البيرو 1 - صفر وتعادل مع أستراليا 1 - 1. وتنافس الدنمارك على البطاقة الثانية مع أستراليا التي لا تملك مصيرها بين يديها، إذ يتعين عليها الفوز على البيرو وخسارة الدنمارك على أمل التأهل بفارق الأهداف.
ومدد غريزمان مؤخرا عقده مع أتلتيكو مدريد الإسباني حتى 2023 على رغم الاهتمام القوي به من بطل إسبانيا برشلونة. إلا أن المهاجم البالغ 27 عاما لم يقدم أفضل ما لديه حتى الآن في مونديال روسيا.
وسجل غريزمان هدفا من ركلة جزاء ضد أستراليا، واستبدله المدرب ديدييه ديشامب في المباراتين اللتين بدأهما أساسيا.
وتعكس بدايته البطيئة معاناته المبكرة على غرار ما حصل في كأس أوروبا 2016 التي استضافتها بلاده، قبل انتفاضته لينهيها في صدارة ترتيب الهدافين.
وقال زميله أوليفييه جيرو مهاجم تشيلسي الإنجليزي: «أعتقد بأنه سيزداد قوة، وآمل في أن يفعل ذلك. هذا ما حصل في كأس أوروبا، بدأ بطيئا وأنهى البطولة بقوة، وأنا لست قلقا بشأنه».
وسجل غريزمان في كأس أوروبا ستة أهداف لفرنسا التي حلت وصيفة بعد خسارتها أمام البرتغال، وخمسة من أهدافه أتت في الأدوار الإقصائية.
قال جيرو عن غريزمان: «خاض موسما طويلا وشاقا. لعب عددا كبيرا من المباريات، وعندما تكون متعبا فمن الصعب أن تلعب براحة، لكنه لا يزال مهما جدا بالنسبة لنا».
وساهم غريزمان بإحراز أتلتيكو لقب مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» في الموسم المنصرم، وفي إنهاء بطولة إسبانيا وصيفا لبرشلونة.
وأقر غريزمان بوجود إمكانية للتحسن في ظل سعي بلاده للتتويج باللقب العالمي للمرة الثانية. وقال لقناة «تي إف 1»: «أنا أتحسن، ومتأكد أن المستوى الذي ينتظره الجميع بما فيهم أنا شخصيا سيأتي بسرعة».
وسيضمن فريق المدرب ديشامب، قائد المنتخب المتوج بلقب 1998، صدارة المجموعة حتى في حال التعادل مع الدنمارك، وهي نتيجة ستؤهل الأخيرة إلى الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة أستراليا البيرو.
وبدأ لاعب وسط فرنسا وبايرن ميونيخ الألماني كورنتان توليسو حذرا من ملاقاة كرواتيا في دور الـ16. بعد العروض القوية التي قدمتها في المجموعة الرابعة، لا سيما تفوقها على الأرجنتين 3 - صفر. إلا أن تفادي كرواتيا قد يعني الاصطدام بالأرجنتين وليونيل ميسي في حال تأهلهما.
وقال توليسو الذي شارك أساسيا ضد أستراليا: «كرواتيا ستتصدر المجموعة الرابعة، لذلك يجب قبل كل شيء عدم الحلول في المركز الثاني في مجموعتنا لكي نتجنب مواجهتها في دور الـ16».
وعن المقارنة بين الفرق الثلاثة الأخرى في المجموعة الرابعة أجاب: «منتخبات نيجيريا وأيسلندا والأرجنتين كلها جيدة».
وتابع: «ندرك أن الأرجنتينيين أقوياء جدا من الناحية الفردية، لا سيما ليونيل ميسي. فلا يمكنك أن تعرف ماذا سيحدث في أي مباراة، لكننا نعرف أن دور الـ16 سيكون صعبا، بغض النظر عن المنافس».
وبفوزها على البيرو وتعادلها مع أستراليا، رفعت الدنمارك عدد مبارياتها المتتالية من دون خسارة إلى 17. وهي كانت في طريقها لتحقيق فوزها الثاني بعدما تقدمت على أستراليا في الدقيقة السابعة عبر نجمها كريستيان اريكسن، لكن تقنية المساعدة بالفيديو منحت الأستراليين ركلة جزاء إثر لمس يوسف بولسن الكرة داخل المنطقة أدرك منها التعادل قبل نهاية الشوط الأول بسبع دقائق. وسيغيب بولسن أمام الدنمارك بسبب الإيقاف.
وتسعى الدنمارك لبلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى منذ 2002.
وقال مدرب الدنمارك، النرويجي أوغه هاريده: «ربما تكون فرنسا من المرشحين ولديها ست نقاط، لكنها لم تسحق خصومها، بل عانت كثيرا قبل الحصول على النقاط، لعبوا جيدا في المباريات الودية لكن أداءهم لم يكن جيدا حتى الآن في كأس العالم».
وفي المجموعة ذاتها، تتشبث أستراليا بأملها الضعيف في تخطي الدور الأول عندما تلاقي البيرو.
وتعتمد آمال الأستراليين على فارق الأهداف لكن بشرط فوزهم وخسارة الدنمارك. إلا أن مهمة لاعبي المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك لن تكون سهلة أمام البيرو التي قدمت عروضا رائعة في مباراتيها السابقتين، وستسعى إلى تتويج عودتها إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1982. بأفضل نتيجة ممكنة بعدما خرجت من المنافسة.
وقال المهاجم الأسترالي ماثيو ليكي «لقد قدمنا بالتأكيد عرضين جيدين، ربما لم يتوقعهما أحد... ورغم أننا لم نحصد سوى نقطة واحدة، أعتقد أن الأداء كان يستحق أكثر».
وأضاف: «أعتقد أننا كنا خارج التوقعات قبل المونديال، فلم يكن أحد يعلم شيئا عن فريقنا... لكننا كنا نثق في أننا سنظهر بشكل أفضل مما توقعه الجميع».
وكان غياب التهديف أبرز مشكلة للمنتخب الأسترالي في الجولتين الأوليين، حيث سجل ميلي جديناك هدفي الفريق أمام فرنسا وأمام الدنمارك من ضربتي جزاء.
ويواجه فان مارفيك ضغوطا من الأستراليين ووسائل إعلامهم للدفع بهدافهم التاريخي المخضرم تيم كاهيل، 38 عاما، صاحب 50 هدفا في 106 مباريات دولية، والذي يتواجد في المونديال الرابع له. ويرى الأستراليون أن الوقت حان لرؤيته على أرض الملعب بدلا من مقاعد البدلاء. وفي ظل الغياب المرجح للمهاجم أندرو نابوت عن المباراة أمام الدنمارك بسبب إصابة في الكتف، تعالت الأصوات المطالبة بمنح الفرصة لتيم كاهيل.
وقال ليكي بشأن مشاركة كاهيل «إنه قرار الجهاز الفني، ليس قرارنا... وإذا استدعي تيم كاهيل للمشاركة، لا شك في أنه سيضيف لنا».
وكتبت صحيفة «سيدني ديلي تلغراف»: «لا يزال فان مارفيك يعترض بشكل لا يمكن تفسيره على أعظم لاعب في التاريخ الأسترالي، وهدافه»، مشددة على ضرورة «الدفع» بكاهيل إلى جانب الشاب دانيال أرزاني ضد البيرو. وعلق اللاعب السابق للمنتخب الأسترالي للرجبي لوت توكيري عبر «تويتر»: «هل يعرف مدرب منتخب كرة القدم ما يمثله تيم كاهيل؟»، لينضم إلى الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الداعين لإشراك كاهيل كأساسي.
وقال المدافع مارك ميليغان الجمعة: «لست متأكدا من أن ذلك سيحدث، لكنني أعرف أنه إذا تم استدعاء تيمي، فسيكون أكثر من جاهز».
وتابع: «هذا ليس قرارنا، نحن ندعم بعضنا البعض، ونعرف ما سيفعله عندما ينال فرصته، لكن لسنا من يتخذ القرار، أنا متأكد من أنه محبط لعدم نيله فرصة، لكن المساعدة التي يقدمها للاعبين رائعة».


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».