إسرائيل تطلق صاروخ «باتريوت» باتجاه طائرة مسيّرة من سوريا

TT

إسرائيل تطلق صاروخ «باتريوت» باتجاه طائرة مسيّرة من سوريا

أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أن مضاداته الأرضية، أطلقت بعد ظهر أمس الأحد، صاروخ «باتريوت»، باتجاه طائرة مسيّرة دخلت «مجال إسرائيل الجوي في مرتفعات الجولان» (المحتل) قادمة من سوريا، لكنه لم يبلغ عن إصابتها أو إسقاطها.
واتضح أن الطائرة المسيّرة، صغيرة الحجم انطلقت من منطقة تقع تحت سيطرة النظام السوري، شرقي جبل الشيخ، في شمال الجولان. وقال الناطق العسكري في بيان له، إن الطائرة غيرت مسارها عندما اقتربت من المنطقة الإسرائيلية ولم تتجاوز خط وقف إطلاق النار فوق مرتفعات الجولان. لكن القوات الإسرائيلية لم تخاطر وتصدت له، ونتيجة لذلك ابتعدت الطائرة عن المنطقة دون أن يتم رصد إصابتها. وتابع الجيش: «لقد كشفت أنظمة الدفاع الجوي إلى جانب أنظمة الرصد التهديد بشكل مسبق وقبل خرقه المجال الجوي الإسرائيلي. فقررت التصدي له ضمن سياستها بألا تسمح بخرق السيادة الجوية، بأي حال والتحرك ضد أي تهديد للمساس بمواطنينا».
في السياق، نقلت «رويترز» عن قائد في التحالف الإقليمي الداعم للأسد، أن طائرة من دون طيار استهدفتها إسرائيل بصاروخ، بينما كانت تشارك في عمليات ينفذها الجيش السوري في محافظة القنيطرة قرب مرتفعات الجولان المحتلة.
وكان إطلاق الباتريوت قد أثار فزعا في صفوف المواطنين الإسرائيليين في الشمال والمستوطنين اليهود في الجولان المحتل، خصوصا بعد التصعيد العسكري الأخير، في أعقاب القصف الإسرائيلي للميليشيات الإيرانية على الأرض السورية وقيام هذه الميليشيات بالرد بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان، وما رافق ذلك من تهديدات حربية. ويتحسب الإسرائيليون بشكل خاص من المعارك المتصاعدة وتيرتها في الأيام الأخيرة بين فصائل مسلحة في منطقة القنيطرة والهجمات المكثفة لقوات النظام على الجنوب السوري. فالإسرائيليون في الجولان وفي الجليل يسمعون دوي الانفجارات وهم في بيوتهم. وعندما سمعوا دوي صاروخ الباتريوت وشاهدوا في سماء مدينة صفد عامودا من الدخان في السماء، راحوا يتصلون بمراكز الجيش ويسألون عن السبب. فأصدرت بلدية صفد بيانا لوسائل الإعلام، أكدت فيه أن دوي الانفجارات التي سمعت في أرجاء المدنية ناجم عن إطلاق الجيش لصاروخ «باتريوت». ثم أصدر الجيش بيانه لطمأنة المواطنين.
الجدير ذكره أن المرة الأخيرة التي أطلقت فيها إسرائيل صاروخ باتريوت باتجاه الأجواء السورية كانت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية، حينما اكتشفت طائرة سورية مسيّرة كهذه جنوب الجولان. وقد أسقطتها إسرائيل بالصاروخ وأطلقت عدة طائرات حربية إلى الأجواء السورية لتهديدها. وفي سبتمبر (أيلول)، أطلق حزب الله اللبناني طائرة مسيّرة من قاعدة قرب دمشق، فاعترضته إسرائيل بصاروخ باتريوت قبل أن يصل إليها وأسقطته في منطقة الأحمدية. وفي أبريل (نيسان) من سنة 2017، اعترض الباتريوت طائرة مسيّرة أخرى في شمال الجولان. لكن التصادم الأكبر حصل في فبراير (شباط) الماضي، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بغارات كبيرة على سوريا، فاعترضتها مضادات سوريا وأسقطت لها طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» انتقمت إسرائيل بغارات غير مسبوقة على أهداف لجيش النظام والقواعد الإيرانية في سوريا.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.