ليبيا: الجيش الوطني يطارد «ميليشيات الجضران» في الهلال النفطي

الجيش الأميركي يستهدف قيادياً في «القاعدة»

جنود ليبيون في عرض عسكري في بنغازي في مايو الماضي (أ.ف.ب)
جنود ليبيون في عرض عسكري في بنغازي في مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: الجيش الوطني يطارد «ميليشيات الجضران» في الهلال النفطي

جنود ليبيون في عرض عسكري في بنغازي في مايو الماضي (أ.ف.ب)
جنود ليبيون في عرض عسكري في بنغازي في مايو الماضي (أ.ف.ب)

بدأ الجيش الوطني الليبي، أمس، حملة عسكرية موسعة لمطاردة الميلشيات المسلحة، التي شنت أول من أمس هجوما مفاجئا على منطقة الهلال النفطي، خلف استنكارا أمميا، كما دخل الجيش الأميركي على خط المواجهات العسكرية بقتله أحد قادة تنظيم «القاعدة» في غارة جوية غرب البلاد.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» في بيان لها مساء أول من أمس، إنها وجهت بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، ضربة جوية إلى جماعة تابعة لتنظيم القاعدة جنوب شرقي بني وليد، ما أسفر عن مقتل مسلح، لم تحدد هويته.
وهذا هو الهجوم الثاني الذي يستهدف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الشهور الأخيرة، حيث سبق أن شن الجيش الأميركي غارة جوية قرب مدينة أوباري جنوب ليبيا، في 24 مارس (آذار) الماضي، أسفرت عن مقتل موسى أبو داود، وهو عضو بارز في التنظيم.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي أن مقاتلات حربية تابعة له نفذت أمس، غارات مكثفة على تجمعات إرهابية بالقرب من الهلال النفطي، وأوضح في بيان مقتضب أن الضربات الجوية طالت أرتال الإمداد والتعزيزات، التي حاولت المجموعات الإرهابية استقدامها من مناطق الهلال، ما أدى إلى تدميرها، وإيقاع الكثير من الإرهابيين بين قتلى ومصابين.
وكانت القوات الخاصة بالجيش، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، قد قالت إن «أربعة من عناصر الكتيبة (302) قتلوا أول من أمس في معارك منطقة الهلال النفطي، فيما سقط قتيل واحد من سرية الدبابات المقاتلة المساندة للقوات الخاصة».
في المقابل، تحدثت مصادر طبية عن استقبال مستشفى محلي في رأس لانوف 11 جثمانا من عناصر ميلشيات الجضران، قالت إنهم قتلوا في غارة جوية.
وفرضت المؤسسة الوطنية للنفط حالة «القوة القاهرة» في ميناءي السدرة ورأس لانوف، أول من أمس، بعد ساعات من بدء الاشتباكات، وقالت أيضا بأنها أوقفت عمليات شحن النفط الخام من كل من الميناءين، وأجلت جميع الموظفين كتدبير وقائي.
وشنت ميلشيات يقودها إبراهيم الجضران، رئيس حرس المنشآت النفطية سابقا، وأحد أمراء الحرب البارزين، بالتعاون مع فلول ما يسمى بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي»، هجوما مباغتا أول من أمس على ثلاثة محاور في محاولة لانتزاع منطقة الهلال النفطي من سيطرة قوات الجيش، التي تقوم بتأمين الحقول والموانئ النفطية.
ونددت وزارة الخارجية الفرنسية أمس «بأشد العبارات الهجوم»، واصفة المهاجمين بأنهم «متطرفون»، وأوضحت أن «فرنسا مصممة على التوصل إلى حل سياسي دائم في ليبيا عبر إجراء انتخابات، تم التوافق على موعدها في مؤتمر باريس في 29 مايو (أيار) الماضي».
ورغم أن حكومة السراج قد نفت صلتها بالجضران، وتبرأت منه رسميا في بيان لها، إلا أن حكومة عبد الله الثني المؤقتة، التي تدير شرق البلاد والموالية للجيش، اتهمتها بالتورط، ورأت أن «هذا الهجوم يهدف للتحجج بمنع أي تقدم في عمليات الوفاق الليبي، وما يجري حاليا من حراك عقب لقاء باريس، بسبب تشبث البعض بالسلطة».
بدورها، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم، معتبرة أن «هذا التصعيد الخطير في منطقة الهلال النفطي يعرض اقتصاد ليبيا للخطر، ويهدد بإشعال مواجهة واسعة النطاق في البلاد».
ميدانيا، واصلت قوات الجيش الوطني الليبي عمليتها العسكرية لتحرير آخر ضواحي مدينة درنة، وأعلنت غرفة الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الليبي بمدينة درنة أنها انتشلت أمس 4 جثث من أماكن الاشتباكات، فيما قال النقيب صالح فرج، وهو ضابط يشارك في دوريات بمناطق تخضع الآن لسيطرة الجيش الوطني: «لم يعد يوجد شيء في درنة... هم فلول من 50 أو 60 شخصا يناورون في جميع الجهات».
وأضاف فرج موضحا «حاليا شيحا الشرقية والغربية سقطت، والفلول لا يزالون في القلعة بالقرب من منطقة المغار آخر معاقلهم. يريدون منطقة وسط البلاد وسوق الظلام وغيرها لأنها عمارات تحميهم من السيارات المسلحة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.