شهدت المحال التجارية المصرية إقبالاً متوسطاً من المواطنين لشراء كعك وبسكويت عيد الفطر المبارك، وأرجع خبراء ومواطنون سبب تراجع الإقبال عليه إلى ارتفاع أسعاره هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، بجانب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار كل السلع في مصر، بعد تعويم الجنيه أمام الدولار قبيل نهاية عام 2016.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعاره لهذا العام، فإن مخابز ومحال بيع الحلوى في القاهرة، شهدت إقبالاً متوسطاً. في أحد مخابز حي المنيل، قال جمعة محمود لـ«الشرق الأوسط»، إنه يقدم لزبائنه كل أنواع الكعك بسعر 75 جنيهاً (الدولار الأميركي يعادل 17.8 جنيه مصري) للكيلو الواحد. ومنها ما هو محشو بالملبن والمكسرات، أما الغريّبة فيبيعها بـ110 جنيهات، وبرر سعرها المرتفع بأنها مصنوعة بالسمن البلدي، وهناك نوع من البسكويت الشيكولاته، وسعره 85 جنيهاً مصرياً. أمّا أنواع البسكويت الأخرى السادة التي تأخذ أشكالاً مبتكرة وبعضها تقليدية قديمة فيبيعها بسعر الكيلو 60 جنيهاً.
وأشارت أم سلَّام، وهي سيدة مصرية مسنة، إلى أنّها لم تكن تشتري الكعك والبسكويت أبداً من المحال التجارية، وكانت تقوم بصناعته في المنزل، وكان يجتمع حول جلساته كل أفراد العائلة كباراً وصغاراً، وتكون ساعات التفاف السيدات حول العجين مليئة بالمتعة والحكايات الجميلة واستعادة الذكريات، لكنّها اضطرت إلى شرائه منذ سنوات عدة بعد زواج بناتها، وتقدمها في العمر.
وفي مناطق بمحافظة الجيزة، يقل سعر كعك العيد، عن أحياء القاهرة الراقية، حيث يبيع على أحمد، صاحب مخبز تقع بالقرب من كوبري الملك فيصل، كل أنواع الكعك بخمسة وأربعين جنيهاً للكيلو، في حين لا يزيد سعر البسكويت على خمسين جنيها، أمّا (الشكلّمة) وهي نوع من الغريّبة المصنوعة بالسمن البلدي فيبيعها بسبعين جنيهاً، ولفت إلى أن البيع للمناطق الشعبية، يختلف كثيراً عن أحياء الأغنياء، وربما يكون سبب ارتفاع الأسعار بعيداً تماماً عن أنواع الحلويات والمواد التي تدخل في صناعتها، فهي متقاربة جداً في كل مكان، لكن السبب من وجهة نظره، أن الناس في الأحياء الراقية، لا يميلون إلى الثقة في المحال التي تبيع منتجات بأسعار رخيصة، ويعتقدون أن الغالي ثمنه فيه كما يقولون، كما أنهم يحبون العلب الفاخرة، الملونة التي توضع فيها الحلوى، وهي بالطبع تضاف على السعر في النهاية.
بدورها، طرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية الكعك والبسكويت في فروع المجمعات الاستهلاكية ومنافذ شركات المخابز المنتجة للكعك. وقرّرت المجمعات طرح كعك العيد ضمن سلع نقاط الخبز لحاملي البطاقات التموينية من الشهر الحالي بتخفيضات تصل إلى 20 في المائة عن الأسواق. وأوضح الدكتور أحمد العيسوي، رئيس مجلس إدارة شركة مخابز القاهرة الكبرى التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، أن الشركة أنتجت 20 طناً من الكعك بأنواعه المختلفة.
من جانبه، قال الدكتور محمد عاطف، رئيس المصرية للجملة التابعة لوزارة التموين في بيان صحافي: «إن فروع الشركة في الصعيد والجيزة تطرح كافة السلع التي يحتاج إليها المواطنون في العيد، وبخاصة اللحوم والدواجن والأرز والكعك والدقيق وجميع أنواع الزيوت والمسلى، بكميات كبيرة تكفى احتياجات الأسرة بأسعار مخفضة».
في سياق منفصل، كثّف قطاع البترول الاستعدادات لسدّ احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية خلال أيام عيد الفطر والإجازات، حيث عقد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، اجتماعاً موسعاً للاطمئنان على توافر إمدادات الوقود من البنزين والسولار والبوتاغاز، والأرصدة من الإنتاج المحلى والاستيراد لمواجهة حركة النقل الزائدة والسفر على الطرق السريعة لأماكن قضاء الإجازات في المدن الساحلية والبحر الأحمر والوجه القبلي، وسط ترقب وقلق شعبي لزيادة أسعار الوقود بشكل مفاجئ، بعدما أعلنت الحكومة في الآونة الأخيرة عزمها رفع أسعار الوقود.
إقبال متوسط على كعك العيد في مصر بسبب ارتفاع الأسعار
الدولة طرحته في مجمعاتها ضمن الأغذية المشمولة بالدعم
إقبال متوسط على كعك العيد في مصر بسبب ارتفاع الأسعار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة