المعيوف يفوز بشرف الذود عن المرمى السعودي في المونديال

الحارس الشاب توَّج تألقه بالتصدي لـ6 أهداف محققة أمام الألمان

عبد الله معيوف يتصدى لإحدى الكرات الألمانية في المواجهة الأخيرة («الشرق الأوسط»)
عبد الله معيوف يتصدى لإحدى الكرات الألمانية في المواجهة الأخيرة («الشرق الأوسط»)
TT

المعيوف يفوز بشرف الذود عن المرمى السعودي في المونديال

عبد الله معيوف يتصدى لإحدى الكرات الألمانية في المواجهة الأخيرة («الشرق الأوسط»)
عبد الله معيوف يتصدى لإحدى الكرات الألمانية في المواجهة الأخيرة («الشرق الأوسط»)

كسب الحارس عبد الله المعيوف سباق المنافسة بين الحراس السعوديين في الحصول على مركز أساسي في نهائيات كأس العالم، التي شارفت على الانطلاق في روسيا، بعد منافسة شديدة مع الحارسين محمد العويس وياسر المسيليم، حيث نجح المعيوف في التفوق في الأمتار الأخيرة من هذا السباق، الذي يمكن وصفه بالماراثوني، في ظل التقارب بين حراس المرمى السعوديين الموجودين في المنتخب السعودي.
ورغم أنه كان الأقل حظاً بين زملائه لنيل ثقة الجهاز الفني بالمنتخب السعودي، خصوصاً أنه ابتعد عن تمثيل فريقه في الجولات الأخيرة من الدوري المحلي، كما أنه كان بعيداً عن المشاركة في العديد من المباريات من مراحل الإعداد للمونديال، إلا أنه نجح في كسب الثقة أخيراً من خلال التألق الكبير الذي أبداه أمام منتخب ألمانيا، المصنف الأول عالمياً، في المباراة الأخيرة التي جمعت المنتخبين في بلاد «المانشافت»، وانتهت بفوز المستضيف بهدفين لهدف.
ومع تلقيه هدفين في هذه المباراة، إلا أنه تصدى لأكثر من 6 أهداف محققة من أقدام اللاعبين الألمان، ليؤكد من خلال هذه المباراة أنه الأنسب لحماية عرين الأخضر في المشاركة الخامسة في المونديال العالمي، الذي يمثل الحدث الكروي الأهم.
ولم تهتز ثقة المعيوف بعد الأداء الضعيف الذي ظهر به المنتخب السعودي بشكل عام في المواجهة الودية قبل الأخيرة أمام البيرو، التي خسرها الأخضر بثلاثية نظيفة، حيث ظهر الأثر الكبير لغياب الحارس المعيوف عن المباريات القوية، وارتكب أخطاء غير متوقعة.
وظل المنتخب السعودي طوال العقود الثلاثة الأخيرة يعتمد على عدد محدد جداً من الحراس، تحديداً في نهائيات كأس العالم، حيث كان الحارس الشهير محمد الدعيع اسماً ثابتاً في جميع النسخ الأربع الماضية، التي حضر فيها الأخضر بالمونديال، بداية بمونديال 1994 في أميركا مروراً بمونديال 1998 بفرنسا ثم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وأخيراً بمونديال ألمانيا 2006، حيث غاب بعدها الأخضر عن المشاركة في مونديالي 2010 بجنوب أفريقيا و2014 في البرازيل.
وسجل الدعيع نفسه بأحرف من ذهب في سجل أبرز اللاعبين الذين شاركوا في عدة نسخ لكأس العالم، وإن غاب عن بعض المباريات في المونديالات السابقة، إلا أن وجوده في القائمة كان يمثل أرقاماً شخصية يصعب تحطيمها.
وبالعودة إلى عبد الله المعيوف، فيعتبر هذا الحارس ثاني أكثر اللاعبين وزناً في المونديال بوزن 98 كغم، ويبلغ طوله 187، ليأتي بعد اللاعب البنمي رومان توريس الذي يصل وزنه إلى 99 كغم، إلا أن ذلك لا يعيبه كحارس مرمى، كما هو الحال للاعبين الذين يتطلب منهم بذل جهود أكبر وحركة أكثر داخل أرض الملعب.
ومن يتتبع مسيرة الحارس عبد الله المعيوف، يلحظ التحديات الكبيرة التي خاضها في حياته الرياضية من أجل أن يصل إلى ما وصل إليه، فقد كانت بدايته من نادي الهلال في الفئات السنية الناشئين والشباب، قبل أن يرحل إلى مدينة جدة في العام 2007 للبحث عن مقعد أساسي في الفريق الأول بالنادي الأهلي، وساهم في تحقيق الفريق عدة بطولات، آخرها بطولة الدوري في موسم 2015 - 2016 مما أتاح له الفرصة للعودة تحت الأضواء، وجاء ضمن أهم الصفقات لنادي الهلال، وساهم معه في العديد من البطولات أيضاً منها بطولتان متتاليتان للدوري، مما يعني أنه الحارس الوحيد الذي رفع كأس الدوري في فريقين مختلفين، لمدة ثلاثة مواسم متتالية.
ولم يمثل تعاقد الهلال مع الحارس العماني الشهير علي الحبسي أي نوع من الإحباط وفقدان الثقة بالنفس لدى الحارس عبد الله المعيوف، الذي ظل محتفظاً بمركزه الأساسي على الصعيد المحلي والقاري مع فريقه، بل إن الثقة الكبيرة في إمكاناته جعلت المدرب الأرجنتيني السابق رامون دياز يبقيه في أهم وأكبر البطولات القارية للأندية دون الاستعانة بالحارس العماني القادم من الدوري الإنجليزي.
وتخطى المعيوف حاجز الثلاثين عاماً، كونه من مواليد 1987، إلا أن ذلك لا يجعله الحارس الأكبر عمراً في المنتخب السعودي، كونه يصغر زميله الحارس ياسر المسليم بثلاث سنوات، فيما يكبر الحارس الثالث في المنتخب محمد العويس بأربع سنوات.
ويرى الحارس الأسطوري للكرة السعودية محمد الدعيع أن المعيوف من أفضل الحراس السعوديين، وسيكون اختياره أساسياً في المنتخب السعودي الأول راجعاً لنظرة المدرب.
وأشاد بالحارس المعيوف، مؤكداً أنه أثبت جدارته في نادي الهلال، وحتى بعد تعاقد إدارة ناديه مع الحارس العماني علي الحبسي رأى مدرب ناديه أنه الأنسب بناءً على قناعات محددة لدى هذا المدرب، رغم وجود تحفظ لدي على مثل هذا القرار في وقته.
وشدد على أن اتخاذ القرار لدى حارس المرمى يحتاج إلى أقل من ثانية، ولذا من المهم أن يكون المعيوف وزملاؤه ممن ينالون ثقة الجهاز الفني، تحديداً مدرب الحراس، على قدر التطلعات من حيث الشجاعة واتخاذ القرار الأنسب، كما بيَّن أن الوزن له أثر في العادة على تحركات الحارس بين الخشبات الثلاث.
كما سبق وانتقد الدعيع ردة الفعل للحارس عبد الله المعيوف، وأكد أنه من المهم أن تكون أفضل، مشيراً إلى أن توجيه بعض النقد للحارس يعني أنه يهمه تطوير الإيجابيات وتجنب السلبيات، واصفاً المعيوف بالممتاز.
وأخيراً أكد مدرب حراس المنتخبات السعودية سابقاً علاء رواس، أن المعيوف لم يتم تفضيله على زميليه ليكون الحارس الأساسي إلا لأمور مقنعة لدى المدرب بيتزي، وأن المعيوف كحال أي لاعب لا يمكن أن يتفق الجميع على أنه الأفضل، ولكن الأهم هو نظرة وقرار المدرب.
وأشاد رواس في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بحجم المنافسة في الحراسة السعودية الحالية، بعد أن ظل الحارس الكبير محمد الدعيع لسنوات طويلة بلا منافس حقيقي، على العكس من الوضع الحالي، حيث يوجد ياسر المسليم كأكثر الحراس خبرة ومحمد العويس الذي أثبت جدارته كونه أقوى الصاعدين والمعيوف الذي حقق إنجازاً شخصياً فريداً كونه الحارس السعودي الذي حمل ثلاث بطولات لدوري المحترفين السعودي في السنوات الثلاث الأخيرة مع الأهلي ومن ثم الهلال مرتين.
ووجه رواس رسالة للمعيوف طالبه بها بالمزيد من الثقة بالنفس، واستغلال ما قدمه ضد ألمانيا بشكل إيجابي، خصوصاً أن المباراة الافتتاحية ضد روسيا ستكون صعبة، كونها افتتاح المونديال أمام المنتخب المستضيف، وإن كانت روسيا لا تقارن فنياً أبداً بالمنتخب الألماني.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».