مقتل 12 مدنياً بقصف للتحالف الدولي شرق سوريا

رجل إنقاذ أمام مبنى مدمر في سوريا - أرشيفية (إ.ب.أ)
رجل إنقاذ أمام مبنى مدمر في سوريا - أرشيفية (إ.ب.أ)
TT

مقتل 12 مدنياً بقصف للتحالف الدولي شرق سوريا

رجل إنقاذ أمام مبنى مدمر في سوريا - أرشيفية (إ.ب.أ)
رجل إنقاذ أمام مبنى مدمر في سوريا - أرشيفية (إ.ب.أ)

قتل 12 مدنياً على الأقل أمس (الجمعة)، في قصف للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف قرية يسيطر عليها تنظيم داعش المتطرف في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويسيطر تنظيم داعش في شرق سوريا على عدد من القرى في ريف الحسكة (شمال شرق) الجنوبي وجيب آخر في محافظة دير الزور المحاذية.
وأورد المرصد السوري اليوم (السبت)، أن «12 مدنياً على الأقل من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال قتلوا في قصف جوي وصاروخي للتحالف الدولي استهدف قرية هداج في ريف الحسكة الجنوبي».
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية (فصائل كردية وعربية) بدعم من التحالف الدولي معارك ضد «داعش» لطرده من آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قوات سوريا الديمقراطية وسعت قبل يومين محور عمليتها العسكرية في شرق سوريا لتشمل ريف الحسكة الجنوبي أيضاً».
ويستهدف التحالف الدولي مناطق سيطرة الجهاديين تمهيداً لتقدم قوات سوريا الديمقراطية.
وقتل الخميس أيضاً وفق المرصد ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف للتحالف الدولي استهدف قرية في ريف دير الزور الشرقي.
وقتل 39 مدنياً في قصف للتحالف الدولي في شهر مايو (أيار) من أصل 250 في حصيلة هي الأدنى للقتلى المدنيين منذ بدء النزاع السوري في العام 2011. وفق المرصد.
وبدأ التحالف الدولي عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش في صيف العام 2014 في العراق وسوريا تباعاً. وأعلن الجمعة أنه يقدر مقتل 892 مدنياً على الأقل «في شكل غير متعمد في ضربات للتحالف» في الفترة الممتدة بين أغسطس (آب) 2014 ونهاية أبريل (نيسان) 2018 في البلدين.
من جهتها، أعلنت منظمة «إير وورز» غير الحكومية التي تحصي الضحايا المدنيين في كل عمليات القصف الجوي في العالم أن ما لا يقل عن ستة آلاف و259 مدنياً قتلوا جراء قصف التحالف.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف مارس (آذار) 2011 بمقتل أكثر من 350 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.