مفوض «أونروا» يعرب عن صدمته خلال تفقده جرحى اعتداءات الإسرائيلية

كرينبول يطالب بإنقاذ القطاع الصحي في غزة

رئيس الصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر الدولية فرانسيسكو روكا خلال زيارته جرحى في غزة (أ.ف.ب)
رئيس الصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر الدولية فرانسيسكو روكا خلال زيارته جرحى في غزة (أ.ف.ب)
TT

مفوض «أونروا» يعرب عن صدمته خلال تفقده جرحى اعتداءات الإسرائيلية

رئيس الصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر الدولية فرانسيسكو روكا خلال زيارته جرحى في غزة (أ.ف.ب)
رئيس الصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر الدولية فرانسيسكو روكا خلال زيارته جرحى في غزة (أ.ف.ب)

عبَّر بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، عن صدمته وتأثره بأوضاع جرحى المواجهات التي شهدتها حدود قطاع غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبخاصة في الرابع عشر من مايو (أيار) الحالي، والتي وصفها بالأكثر دموية من حرب 2014.
وقال كرينبول في مؤتمر صحافي له، عقب تفقده الجرحى في مستشفيات بغزة، إن الزيارة كانت صادمة ومؤثرة للغاية، وإن العالم لا يُقدّر فعلاً ما حدث في القطاع منذ بدء المسيرات في الثلاثين من مارس (آذار) الماضي، مشيراً إلى سقوط 117 ضحية وإصابة أكثر من 13 ألفاً بجروح، منهم نحو 4 آلاف بالرصاص الحي.
ودعا كرينبول إلى ضرورة العمل على إنقاذ القطاع الصحي وتقديم العلاج للجرحى والعمل على إعادة تأهيلهم، مشيراً إلى أن القطاع الصحي في غزة يعاني من ظروف صعبة وبحاجة إلى دعم من كل الجهات.
ولفت إلى أن الإصابات تركزت في مناطق محددة من أجساد المتظاهرين، خصوصاً في الأطراف السفلية والرأس والبطن والركبة والظهر. مضيفاً: «هذا يعني أن الذخيرة الحية استُخدمت لإحداث إصابات بليغة في الأنسجة الحيوية والعظام»، لافتاً إلى أن المئات من المتظاهرين سيواجهون إعاقات دائمة نتيجة لتلك الإصابات.
وبيّن كرينبول أن الأعداد الكبيرة للجرحى دفعت النظام الصحي إلى الانهيار، خصوصاً مع استمرار النقص في الأدوية والمواد الطبية، نتيجة الظروف الصعبة. وأشار إلى أن المستشفيات اضطرت إلى إلغاء وتأجيل العديد من العمليات الجراحية نظراً إلى عدد المصابين الكبير.
ولفت إلى أن عيادات تابعة لـ«أونروا» قدمت مساعدات طبية لـ1200 مصاب، تم إخراجهم من المستشفيات بسبب الضغط الشديد الذي تعرضت له.
وأكد أهمية أن يكون النظام الصحي في غزة مستعداً لما يحدث بعد هذه العمليات الجراحية، وبخاصة عمليات إعادة التأهيل، وهذا يشمل عيادات «أونروا» والعلاج الطبيعي، مشيراً إلى أن «أونروا» طوّرت وسيلة مهمة جداً، تتمثل في مراكز العلاج النفسي للتعامل مع مثل هذه الأشياء، مبيناً أن الأزمة المالية لدى الوكالة تؤثر على عمل تلك المراكز.
وأشار إلى أن الوضع في قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية وصحية كبيرة وستخلّف نتائج لا تُحصى داخل المجتمع الفلسطيني الذي يشكّل اللاجئون فيه 70%.
وأكد كرينبول حق سكان قطاع غزة في العيش بسلام وحرية وتوفير كل ضرورات الحياة. معتبراً أن تجريد غزة من الإنسانية لن يجلب السلام إلى المنطقة.
وجدد تأكيده مسؤولية «أونروا» عن جلب الانتباه إلى ما يحدث في قطاع غزة، معتبراً أن عدم تقييم العالم لما يحدث في غزة بشكل صحيح ستكون له آثار كبيرة، وبالذات على القطاعات الإنسانية والقطاع الصحي.
وأضاف: «نحن سنقوم بتشكيل عدة مقترحات لكي نجلب المال إلى غزة من أجل تركيز الجهود في هذا المكان».
وتطرق مفوض «أونروا» إلى الأزمة المالية في الموازنة، مشيراً إلى وجود عجز سابق بمبلغ 446 مليون دولار، تمت تغطية نحو 200 مليون منه فقط، مؤكداً أن «أونروا» تولي اهتمامها الأول للتعليم والصحة.
وأعرب عن أمله في أن يتم سد العجز القائم مع حلول يونيو (حزيران) المقبل، في ظل وجود بعض المبادرات، مشيراً إلى أن هذا العجز يعد الأكبر في تاريخ «أونروا».
كانت الولايات المتحدة قد أوقفت تقديم دعمها لـ«أونروا»، وربطت ذلك بشروط سياسية لفرضها على الفلسطينيين، تتعلق بعملية السلام والقبول بالمبادرة الأميركية، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.