انتخابات العراق... ضربة في عمق شرعية النظام

تركيبة جديدة تتشكل لوراثة حقبة ما بعد صدام

انتخابات العراق... ضربة في عمق شرعية النظام
TT

انتخابات العراق... ضربة في عمق شرعية النظام

انتخابات العراق... ضربة في عمق شرعية النظام

للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 بيد الآلة العسكرية الأميركية الضخمة، يشعر النظام السياسي العراقي الذي تشكل إثر ذلك وبتأثير منه، أن هناك ما يهدده. «تسونامي» من نوع مختلف لم تألفه الطبقة السياسية العراقية التي سيّدها الأميركيون المشهد كله والتي اعتادت على هزات ومشكلات كانت كلها مصادر قوة لها، بعكس الذي حصل في 12 مايو (أيار) الحالي. على مدى ثلاث دورات انتخابية منذ عام 2005 بعد إقرار الدستور وإلى عام 2014 حين احتل تنظيم داعش أربع محافظات عراقية ووصل إلى تخوم بغداد، أجرت الطبقة السياسية تلك الانتخابات على وقع تحديات الإرهاب واختلال النظام السياسي، ولا سيما في جوانب الأمن والخدمات وخلافات تقاسم السلطة عن طريق المحاصصة العرقية والطائفية.
لم يكن معظم رجال الطبقة السياسية العراقية ممن برزت أسماء بعضهم فجأة بعد عام 2003، وبعضهم كان معروفاً أيام المعارضة وهم قلة تقريباً، يشعر بأن مقاعده البرلمانية أو الحكومية أو قواعده الجماهيرية يمكن أن تتأثر أو تهتز. فالمحاصصة أكبر حماية لهم ولما حققوه من امتيازات وامتدادات في ميادين النفوذ ومجالاته في كل القطاعات والميادين. ولعب الإرهاب بنسخه المختلفة («التوحيد والجهاد» 2003 – 2005، و«القاعدة» 2006 - 2011. ثم «داعش» وإخوته 2012 - 2017) دوراً كأحد أبرز العوامل التي منحت النظام السياسي الحالي شرعيته، سواء لجهة توظيف نتائجه طائفياً، وهو ما أدى إلى ظهور الطائفية السياسية وتفاقمها، أو محاربته وما ترتب على ذلك من طرق أخرى للتوظيف استفاد منها الكثيرون في منحهم شرعية إضافية على صعيد كيفية التعامل مع الجمهور الذي بدا ثابتاً وله مهمة واحدة فقط، وهي منح الطبقة السياسية الحالية شرعية الاستمرار في الحكم كل أربع سنوات عبر صناديق الاقتراع. تلك الصناديق التي بدت محسومة لهم «شاء من شاء وأبى من أبى».
لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة. لم يكن صباح الثاني عشر من مايو 2018 يشبه أيام الانتخابات الماضية حين كان العراقي يزحف إلى الصناديق على وقع المخاوف والتخويف بين معسكرين طائفيين متضادين يعملان بقوة من أجل إثبات الوجود والقضاء على الآخر. فمن الساعة السابعة صباحاً حين فتحت صناديق الاقتراع حتى الثانية عشرة ظهراً، كانت مراكز الاقتراع شبه فارغة في عموم العراق. نجحت المقاطعة ونجح المقاطعون. بدا الأمر صعباً جداً؛ إذ للمرة الأولى تشعر الطبقة السياسية بنسخها العرقية والطائفية والقومية والدينية بأن هناك ما بات يضرب تحت حزامها، وأنها باتت تواجه أول «تسونامي» يهدد شرعيتها، سواء على المستوى الشخصي لأفرادها أو على مستوى الكيانات والطوائف والتكتلات والأحزاب.
الإجراء الأول اتخذه رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن أصدر أمراً برفع حظر التجوال حتى يتيح للناس حرية التحرك وسرعته للوصول إلى صناديق الاقتراع فيما تبقى من ساعات النهار. بموازاة ذلك بدأت المساجد في المناطق الغربية تحث الناس على المشاركة والذهاب إلى الصناديق لما تبقى من سويعات قليلة. وفي المناطق الوسطى والجنوبية حيث الغالبية الشيعية، ظهر الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، وهو يرفع إصبعه البنفسجي مدلياً بصوته وحاثاً الناس على الخروج. احتار المواطنون بالفعل. ففي آخر جمعة سبقت الانتخابات ظهرت تعليمات بدت صارمة وصادمة من قبل المرجع الأعلى السيستاني تلاها الشيخ الكربلائي نفسه وشكلت تهديداً من نوع آخر للنظام السياسي، ومن بين ما ورد فيها أن المرجعية منحت الحق للمواطن في أن يخرج أو لا يخرج للانتخابات بوصفها حقاً لا واجباً. إعلامياً تم توظيف خروج الشيخ الكربلائي بتكرار لقطات ظهوره في معظم القنوات العراقية، بوصفها دعوة - ولو مبطنة - من قبل المرجعية للخروج إلى الانتخابات.
- الشرعية في خطر
في ساعات الصباح الأولى، لم تسجل نسبة المشاركة ما يزيد على 20 في المائة، لكنها سجلت في ساعات ما بعد الظهيرة، حيث لا تمديد بسبب أجهزة العد والفرز المبرمجة إلكترونياً، ارتفاعاً أوصلها إلى 44 في المائة، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لكنه لم يتعد 38 في المائة بحسب المقاطعين. وفي الحالين، تهددت شرعية النظام السياسي للمرة الأولى وبدا أنه يعاقب شعبياً.
السياسي المستقل الدكتور نديم الجابري يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفائز الأكبر في هذه الانتخابات هو تيار المقاطعة، حتى بالحسابات المتدنية للانتخابات»، مشيراً إلى أن «هذا التيار بات يؤسس لشيء يمكن أن يكبر في المستقبل، لأنه وضع بصمة على مسار العملية السياسية». ويرى أن النتائج التي انتهت إليها الانتخابات «كانت متطابقة إلى حد كبير مع التوقعات لجهة تقارب الأحجام وعدم قدرة أي كتلة على الاكتساح». وربط هذه النتائج بطبيعة المشهد السياسي الذي «لم يتغير، فالعملية السياسية لا تزال محكومة بالمسارات نفسها، وما يحدث إنما هو إعادة توزيع المقاعد بين الكتل السياسية طبقا لأحجامها، وبالتالي فإن نسبة التغيير تتراوح بين 10 و20 في المائة».
تشكيل الحكومة لن يخرج عن سيناريوهين، بحسب الجابري: «فهناك سيناريو تشكيل كتلة شيعية نيابية هي الأكبر، وهو ما يجري عليه العمل الآن بتأثير إقليمي واضح، لكن ما يعقد هذا السيناريو هو المرشح لرئاسة الوزراء، مما قد يضطرهم إلى القبول بمرشح تسوية، بينما السيناريو الثاني هو تشكيل كتلة عابرة من (سائرون) والنصر والحكمة والوطنية وتحالف القرار والحزب الديمقراطي الكردستاني».
لكن المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، يرى أن «هناك تغييراً كبيراً سيحدث في آليات تشكيل الخريطة السياسية في البلاد بعد الانتخابات، ولا سيما بعد حدوث تراجع كبير لمن كان لاعباً أساسياً خلال الفترات الماضية ودخول عناصر جديدة». وأضاف الدباغ لـ«الشرق الأوسط»، إن «تراجع دور (رئيس الوزراء السابق نوري) المالكي وإياد علاوي وانحسار المجلس الأعلى الإسلامي لمصلحة قوى شبابية جديدة وتراجع دور أسامة النجيفي لصالح سياسي مثابر مثل خالد العبيدي، ومع النسبة المتدنية للمشاركين في الانتخابات، فإن هذه كلها تمثل رسالة بالغة الأهمية للطبقة السياسية التي سوقت للجمهور وهم العدو الافتراضي ووهم تنمية لا وجود لها».
التشكيل الجديد «سيبتعد عن التوصيف الطائفي بدرجة جيدة»، بحسب الدباغ، وكذلك عن تأثير العاملين الإقليمي والدولي. ويوضح أن «الأثر المحلي لا يزال هو الأبلغ والأقوى، وهو ناتج من صراع وتدافع محلي عنيف أقوى من الأثر الإقليمي الذي لا يمكن نكرانه، وعناصر قوة تتدخل أحياناً. وكمثال على ذلك، فإن إيران كانت تدفع بقوة لولاية ثالثة للمالكي بينما كان أثر المرجع السيستاني أقوى، وغيّر كل المعادلة، وكذلك في محاولة ولاية الجعفري الثانية كانت لرسالة المرجع الأعلى الأثر الكبير». وأضاف: «لا يزال الشيعة هم الكتلة الأكبر بسبب الغالبية السكانية بل إن قائمة العبادي أحدثت خرقاً مهماً في حاضرة سنية مهمة كالموصل؛ مما يعني بداية تراجع الشعور الطائفي».
- «الحنّانة» تسرق الأضواء
رهانات كثيرة سبقت يوم الاقتراع بشأن من سيعلق الجرس ويغير قواعد اللعبة. كان التصور السائد أكثر من سواه أن زمن الكتل الكبيرة التي جاءت بها الانتخابات السابقة انتهى. التصدع الطائفي وتشظي البيوت المكوناتية (الشيعية، السنية، الكردية) سيترك أثره على طريقة توزيع المقاعد بين الكتل الفائزة، بحيث لا يمكن لكتلة بعد اليوم اكتساح النتائج. لذلك؛ كانت التوقعات سليمة إلى حد كبير بشأن الأحجام التي لم تكن ترجح كفة أحد على من سواه بنسب عابرة. كانت استطلاعات الرأي وتوقعات الخبراء تعطي أكبر كتلة بين 45 إلى 50 مقعداً. لكن هذه التوقعات كانت ترجح أن الصراع سيحتدم بين كتلة «النصر» التي يتزعمها العبادي وكتلة «دولة القانون» التي يتزعمها المالكي وكتلة «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري وكتلة «سائرون» التي يدعمها مقتدى الصدر وتأتي دائماً مع كتلة «الحكمة» التي يتزعمها عمار الحكيم في آخر القائمة.
غير أن النتيجة أظهرت العكس. تحالف «سائرون» المدعوم من الصدر والذي يضم كتلاً وأحزاباً عابرة للعرقية والطائفية، بينها «الحزب الشيوعي»، كان مفاجأة الانتخابات حين حل بالمرتبة الأولى بحصوله على 55 مقعداً، تليه كتلة «النصر» بزعامة العبادي ومن ثم «الفتح» وأخيراً «الحكمة». الأمر نفسه انطبق بآليات مختلفة على الكتل والقوائم السنية والكردية التي تغيرت هي الأخرى أوزانها وأحجامها بهذا القدر أو ذاك.
لم يعد أمام الجميع سوى الاعتراف بالنتائج رغم تكرار الحديث عن مشكلات المفوضية وإشكاليات العد والفرز اليدوي وما قد يترتب عليها من إشكاليات جديدة في الأيام المقبلة. ففي مقره بحي «الحنانة» بمدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد)، بدأ الصدر يتلقى التهاني من الزعماء العراقيين بما حققه من فوز كان بالنسبة إليه متوقعاً بخلاف ما كانت تقوله استطلاعات الرأي وتوقعات الخبراء.
كان رئيس الوزراء أول المهنئين للصدر بالفوز، ثم تلاه زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني، ومن ثم تلته تهاني بقية القيادات مثل رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني وزعيم تحالف «القرار» أسامة النجيفي وزعيم تحالف «الفتح» هادي العامري. ورغم أن الحديث قد يبدو مبكراً عن تشكيل الكتلة الأكبر وما يمكن أن تنتج منها من تحالفات تؤدي بالتالي إلى ترشيح رئيس الوزراء، فإن الصدر ليس لديه ما يخفيه على صعيد المرشحين المحتملين. ففي وقت جرى تداول اسم سكرتير «الحزب الشيوعي» وزير العلوم والتكنولوجيا السابق الدكتور رائد فهمي مرشحاً لرئاسة الوزراء، فإن تيار الصدر أعلن مرشحه الرسمي لهذا المنصب، وهو محافظ ميسان علي دواي الذي يعد أحد أفضل من أدار حكومة محلية خلال السنوات الأخيرة. مدير مكتب الصدر الشيخ صلاح العبيدي، أعلن أن «مرشحنا لرئاسة الوزراء هو علي دواي»، مبيناً أن «(سائرون) تفتح أبوابها للحوارات مع كل الكتل السياسية والأحزاب من أجل التفاهم لتشكيل الحكومة، ولن تفرض على أحد تقبل مرشحها لرئاسة الوزراء».
- خرائط ومشروعات
على أن تشكيل الحكومة المقبلة لن يكون أمراً سهلاً بأي حال من الأحوال نظراً إلى تشابك الخرائط واختلاف المشروعات الإقليمية والدولية ودرجة تأثيرها على الداخل العراقي. وفي هذا السياق، يرى عميد كلية النهرين للعلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض، أن «العاملين الإقليمي والدولي سيكونان حاضرين في مجريات ما بعد الانتخابات، لكن لا العامل الإقليمي أو الدولي يستطيع فرض شخصية لتولي رئاسة الوزراء، وإن كانا يستطيعان رفض شخصية».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا ينطبق على القوى المؤثرة في القرار العراقي... لكن الأمر هذه المرة يختلف لأنه ليست كل المفاتيح بيد الخارج، فهناك مسائل لا يمكن التلاعب بها مثل أن رئيس الوزراء لا بد من أن يكون مرشحاً من الكتلة الأكبر، لكنهم يمكن أن يتدخلوا في تشكيل الكتلة الأكبر بهذه الطريقة أو تلك». وأشار إلى أن «المتغير المهم هذه المرة هو أنه لم تعد هناك قائمة أكبر تمثل مكوناً معيناً، فتبعثر القوائم وتشظيها غيّرا في الخريطة، وإن لم يتضح التغيير كلياً بعد، إضافة إلى أنه في وقت جرت الانتخابات الماضية من دون قانون أحزاب، فإن الانتخابات الحالية جرت في ظل قانون للأحزاب وهذه عوامل إيجابية بالتأكيد».
وفي مقابل الخرائط هناك المشروعات. وفي هذا السياق، يرى السياسي المستقل عزت الشابندر، أن «المطروح حتى قبل إجراء الانتخابات ولا يزال قائماً حتى بعد إجرائها هما مشروعان سياسيان لكل منهما مؤيدوه ومعارضوه، الأول يذهب باتجاه أن تكون هناك أغلبية سياسية، على أن يتم اختيار رئيس الوزراء المقبل وفقاً لمواصفات معينة، وليس بالضرورة أن يكون من نفس الكتلة، بل لا بد من اعتماد معايير الكفاءة من أجل إدارة المرحلة المقبلة. أما المشروع الآخر فيتمثل في بقاء الأوضاع على ما هي عليه وذلك بالإبقاء على التوافقية السياسية بين المكونات والتي تؤدي في النهاية إلى تقاسم السلطة والنفوذ، وهو ما يعني التمديد لرئيس الوزراء الحالي واستمرار حزب الدعوة في حكم العراق لدورة قادمة أخرى».
ويرى الشابندر أن «الأغلبية السياسية هي المشروع الأفضل لإنقاذ العراق مما يعانيه، فالتجربة السابقة للحكم التوافقي على مدى ثلاث دورات برلمانية سابقة والتي هي مشروع أميركي - إيراني مشترك فشلت، وهي التي تتحمل نتائج ما وصلنا إليه جميعاً اليوم، وهو ما جعل غالبية القوى السياسية تفكر في بديل وطني يتمثل كما قلنا بالأغلبية السياسية، ومن الكتلة التي تتشكل على هذا الأساس يتم ترشيح رئيس الوزراء بناءً على مواصفات معينة». واعتبر أن «مشروع الأغلبية السياسية يوفر للقوى السنية والكردية فرصاً أفضل للمشاركة في الحكم، ولا سيما أن الفريق الشيعي الذي يدعو إلى الأغلبية السياسية لا يصر على أن يكون رئيس الوزراء المقبل من حزب الدعوة بالضرورة». ولفت إلى أن «طروحات الصدر الوطنية التي تمقت الطائفية، مثلما يعبر عنها دائماً، تتوافق بالضرورة مع مشروع الأغلبية السياسية بوصفه مشروعاً وطنياً؛ إذ إن هذا المشروع سيكون بمثابة اللبنة الأولى في البناء نحو تنمية العراق سياسياً واقتصادياً».
أما «الحزب الشيوعي» الذي حصل على مقعدين في البرلمان العراقي ضمن كتلة «سائرون» فيقول زعيمه رائد فهمي الذي يعد أحد الأسماء المتداولة لرئاسة الوزراء، إن «أهم ما نفكر فيه حالياً هو البرنامج قبل أي خوض في تفاصيل تخص تشكيل الحكومة المقبلة؛ لأننا اعتدنا في المرات السابقة أن نتعامل وفق مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية أولاً وقبل كل شيء، ما كان يؤدي إلى تأخر في تشكيل الحكومة لأن كل شيء يخضع للنقاش لتوزيع المناصب، بينما ما يهمنا الآن هو المشروع والبرنامج الذي يجب أن نتفق عليه أولاً». ويضيف فهمي لـ«الشرق الأوسط»: إن «كتلة (سائرون) بدأت التحرك باتجاه مختلف القوى السياسية من أجل بلورة رؤية موحدة كي تكون أساساً للمفاوضات لأننا لم نبدأ بعد إجراء المباحثات مع أي طرف بشكل رسمي، علماً بأن الاتصالات التي أجريناها حتى الآن مشجعة».
وعن رهانات خصوم كتلته على اختلاف التوجهات داخلها لتفكيكها، يقول فهمي إن «كتلة (سائرون) متماسكة؛ لأن جميع أطرافها وضعت البرنامج والمشروع في المقدمة، وليس الحصص والمصالح، وهو ما يجعل أمر تفكك الكتلة بعيد المنال بالنسبة إلى من يحاول ذلك». وأوضح أن «(سائرون) بدأت ببعث رسائل إلى مختلف الجهات حتى تبدد مخاوف الجميع»، داعياً دول الجوار والولايات المتحدة إلى «عدم الخوف من توجهاتنا لأن كل ما نريده هو عراق مستقر وإقامة مصالح متبادلة مشتركة مع جميع دول الجوار من دون استثناء، على قاعدة المصالح المشتركة بين بلداننا، كما أننا في الوقت نفسه لن نجعل من العراق قاعدة ضد الآخرين، فنحن نعمل على سيادة العراق ولا نقبل التدخل في شؤونه الداخلية». ورأى أن «عملية تشكيل الحكومة يمكن أن تكون بمثابة اختبار أولي لجدية الكتل السياسية في تجاوز نهج المحاصصة الذي درجنا عليه في المراحل السابقة».
- ظلال الفرز
لكن تصاعد الخلافات بشأن «إشكاليات» رافقت الانتخابات يلقي بظلاله على النتائج واستحقاقاتها. ويعقد البرلمان المنتهية ولايته اليوم جلسة طارئة بطلب من نحو 80 نائباً، لمناقشة «الخروقات والمشكلات» التي شهدها الاقتراع، خصوصاً الجدل حول أجهزة العد والفرز الإلكتروني. كما أحال رئيس الوزراء ملف أجهزة العد والفرز إلى هيئة النزاهة، بسبب عدم تعاقد المفوضية العليا للانتخابات مع شركة لفحص الأجهزة قبل إجراء الانتخابات.
وسط هذا كله يفترض أن تعلن المفوضية النتائج النهائية للانتخابات اليوم أو غداً في ظل صعود وجوه وكتل جديدة، وتراجع حظوظ وجوه وكتل قديمة. وكل ذلك من شأنه أن يجعل أمر تشكيل الحكومة المقبلة عسيراً إلى حد كبير، ما لم يتم بسرعة فرز المعسكرين اللذين تبدو ملامحهما واضحة، وهما مشروع العبادي - الصدر ومعهما كتل كردية وسنية غير محسومة حتى الآن لتشكيل «حكومة أغلبية وطنية»، مثلما هي التسمية المفضلة لدى الصدر والعبادي، في مقابل مشروع نوري المالكي - هادي العامري المدعوم إيرانياً، ومعهما كتل كردية وسنية لم تحسم أمرها بعد لتشكيل ما يطلق عليه المالكي «أغلبية سياسية».



محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
TT

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)

ألغت محكمة استئناف في نيويورك، اليوم الخميس، حكماً يدين المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية عام 2020، وأمرت بإجراء محاكمة جديدة.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشارت المحكمة إلى ارتكاب أخطاء إجرائية، خلال المحاكمة التي شكلت انتصاراً لحركة «مي تو». وأُدينَ واينستين (72 عاما)، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وحُكم عليه لاحقاً بالسجن 23 عاماً ضمن محاكمة منفصلة أُجريت في لوس أنجليس.

وأشارت القاضية في محكمة الاستئناف، جيني ريفيرا، إلى أنه جرى، خلال المحاكمة، قبول شهادات تتعلق بأفعال غير تلك المرتكبة بحق أصحاب الدعوى «على نحو خاطئ»، وعدَّت أنّ هذه الشهادات «أعطت صورة ضارة جداً» عن واينستين. وأضافت أن الحل لهذه الأخطاء الصادمة يكون بمحاكمة جديدة.

وصوّت أربعة قضاة لصالح إلغاء هذه الإدانة، وثلاثة ضدّه.

وكتبت القاضية مادلين سينغاس، التي عارضت إلغاء الحكم بالإدانة: «بهذا القرار تُواصل المحكمة التصدّي للانتصارات المستمرة التي ناضلت من أجل تحقيقها ناجيات من العنف الجنسي... باتت النساء اللاتي يعانين صدمة مرتبطة بالعنف الجنسي (...) منسيات».

وأُدينَ واينستين، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي في نيويورك، وحُكم عليه بالسجن 23 عاماً.

ثم حُكم عليه، عام 2023، في لوس أنجليس بالسجن 16 سنة؛ لإدانته بأفعال مماثلة.

ودأب واينستين على نفي الاتهامات الموجهة إليه مؤكداً أن علاقاته الجنسية كلها حصلت بالتراضي.

ويقبع واينستين راهناً في أحد سجون ولاية نيويورك، وفق وسائل إعلام أميركية.

وتكشّفت فضائحه الجنسية عام 2017، لتنطلق على أثرها حركة «مي تو» (أنا أيضاً) التي أعطت صوتاً لمئات النساء للكشف عن انتهاكات جنسية تعرّضن لها بأماكن العمل.

واتهمت عشرات النساء واينستين بارتكاب انتهاكات جنسية في حقهنّ.

ونالت الأفلام التي أنتجها واينستين ترشيحات وجوائز كثيرة في الأوسكار، مما أكسبه شهرة منعت ضحاياه من التحدث علناً عمّا تعرّضن له، خوفاً من تداعيات ذلك على حياتهن المهنية.

ومنذ عام 2017، اتهمت عشرات النساء؛ بينهنّ أنجلينا جولي، وغوينيث بالترو، المنتج الهوليوودي السابق بالتحرش أو الاعتداء الجنسي عليهن، لكنّ كثيراً من هذه القضايا سقط بالتقادم.

ويتناول فيلم «شي سِد» (She said)، الذي صدر عام 2022، التحقيق الذي أجراه صحافيان في «نيويورك تايمز» بشأن اعتداءات واينستين الجنسية.


توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

وُجّهت إلى خمسة مراهقين تهم بارتكاب جرائم إرهابية وسط تحقيق مستمر في طعن شخصين بكنيسة في سيدني في وقت سابق من الشهر الحالي، حسبما ذكرت الشرطة الاتحادية الأسترالية الخميس.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت الشرطة في بيان: «تم توجيه الاتهام إلى خمسة أحداث بينما يواصل الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب في سيدني التحقيق مع شركاء الجاني المزعوم الذي نفذ عملية الطعن في كنيسة واكلي».

ونفذ أكثر من 400 شرطي 13 مذكرة تفتيش في أنحاء سيدني مساء الأربعاء. وألقي القبض على سبعة شبان. وذكر البيان أن خمسة أشخاص آخرين، بينهم رجلان وثلاثة صبية مراهقين، ساعدوا الشرطة أيضاً في تحقيقاتها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم صبي (16 عاماً)، بارتكاب جريمة إرهابية فيما يتعلق بعملية الطعن في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني في 15 أبريل (نيسان).

وأصيب رجل (53 عاماً)، بجروح خطيرة في رأسه، بينما أصيب رجل (39 عاماً) بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل.

كما اتُهم مراهقان آخران يبلغان من العمر 16 عاماً بالتآمر للمشاركة في التحضير لعمل إرهابي أو التخطيط له، في حين تم توجيه التهمة نفسها لمراهق آخر بالإضافة إلى حيازة سكين في مكان عام.

وتم رفض الإفراج بكفالة عن المراهقين الخمسة، ومن المقرر أن يمثُلوا أمام محكمة الأحداث يوم الخميس.

يشار إلى أن إعلان جريمة ما عملاً إرهابياً يمنح الشرطة سلطات تحقيق إضافية، لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع. وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرّض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

وقال ديفيد هدسون، نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، للصحافيين: «منذ تلك الحادثة الأولية، تم التعرف على عدد من الشركاء الذين نعتقد أنهم يحتاجون إلى مزيد من المراقبة والتحقيق من قِبل الشرطة». وأضاف: «سنزعم أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى آيديولوجيا متطرفة وعنيفة ذات دوافع دينية».

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل من انتقاده للقاحات «كوفيد - 19» وإجراءات الحجر الصحي إلى الدفاع عن العقيدة المسيحية أمام الديانات الأخرى بما في ذلك الإسلام. وكثيرون من أبناء الرعية الآشورية في سيدني فرّوا من الاضطهاد والنزاعات في العراق وسوريا.

وهو نقل إلى المستشفى إثر الهجوم وحياته ليست في خطر.


ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
TT

ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)

نددت الباكستانية ملالا يوسفزاي حاملة جائزة نوبل، الخميس، بإسرائيل وأعادت التأكيد على دعمها للفلسطينيين في غزة، في أعقاب انتقادات عنيفة لمشاركتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في إنتاج مسرحية موسيقية.

وواجهت يوسفزاي التي نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014 ردود فعل عنيفة في موطنها باكستان لعملها مع كلينتون المؤيدة الصريحة لحرب إسرائيل في غزة. وتتناول المسرحية الموسيقية التي تحمل عنوان "Suffs" وتعرض في برودواي في نيويورك منذ الأسبوع الماضي نضال المرأة الأميركية للحصول على حق التصويت في القرن العشرين.

وكتبت يوسفزاي على إكس "أريد ألا يكون هناك أي لبس بشأن دعمي لشعب غزة"، مضيفة "لا نحتاج لرؤية المزيد من الجثث والمدارس المقصوفة والأطفال الذين يتضورون جوعا لندرك أن وقف إطلاق النار أمر ملح وضروري".

أضافت "لقد أدنت الحكومة الإسرائيلية وسأظل أدينها بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها".

وشهدت باكستان العديد من الاحتجاجات القوية المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الكاتبة الباكستانية المعروفة مهر ترار على منصة إكس "إن تعاونها المسرحي مع هيلاري كلينتون (...) التي تمثل الدعم الأميركي المطلق للإبادة الجماعية للفلسطينيين (...) يشكّل ضربة قوية لمصداقيتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان". أضافت "أنا أعتبر الأمر مأساويا تماما".

وفي حين أيدت كلينتون الحملة العسكرية للقضاء على حماس ورفضت المطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنها دعت أيضا إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. ونددت يوسفزاي علنا بسقوط ضحايا مدنيين ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ملالا البالغة 26 عاما وضعت دبوسا باللونين الأحمر والأسود خلال افتتاح المسرحية الخميس الماضي للدلالة على دعمها لوقف إطلاق النار. لكن الكاتبة والأكاديمية نيدا كيرماني اعتبرت على منصة إكس أن قرار ملالا مشاركة كلينتون "يثير الجنون ويفطر القلب في نفس الوقت. يا لها من خيبة أمل مطلقة".

وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أشرفت على حملة غارات بالطائرات المسيّرة استهدفت مقاتلي طالبان في باكستان والمناطق الحدودية الأفغانية. وحصلت يوسفزاي على جائزة نوبل للسلام بعد إصابتها برصاصة في رأسها على يد حركة طالبان الباكستانية عندما كانت تطالب بتعليم الفتيات عام 2012.

ومع ذلك، تسببت حرب الطائرات المسيّرة بمقتل وتشويه عشرات المدنيين في المنطقة التي عاشت فيها ملالا، ما تسبب بمزيد من الانتقادات عبر الإنترنت التي استهدفت أصغر حائزة على جائزة نوبل، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وغالبا ما يُنظر إلى يوسفزاي بريبة في باكستان، حيث يتهمها منتقدوها بالترويج لأجندة سياسية نسوية وليبرالية غربية في الدولة المحافظة.


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أمس (الأربعاء).

ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022، ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن تكلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.


«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)

استخدمت روسيا، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صاغته الولايات المتحدة ويدعو الدول إلى منع سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى التساؤل عما إذا كانت موسكو تخفي شيئا ما.

وجاء التصويت بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بتطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية لوضعه في الفضاء، وهو ما نفته روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس بعد التصويت «حق النقض اليوم يطرح هذا السؤال: لماذا؟ لماذا، إذا كنتم تتبعون القواعد، لا تدعمون قرارا يعيد التأكيد عليها؟ ما الذي يمكن أن تخفوه؟... هذا أمر محير ومشين»، وفق ما نقلته «رويترز».

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا واشنطن بمحاولة تشويه صورة موسكو، وقال إن روسيا ستبدأ قريبا مفاوضات مع أعضاء المجلس بشأن مشروع قرار من جانبها يهدف إلى الحفاظ على السلام في الفضاء.

وأضاف «نريد حظرا على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء الخارجي وليس فقط (أسلحة الدمار الشامل). لكنكم لا تريدون ذلك... دعوني أطرح عليكم نفس السؤال: لماذا؟»، موجها سؤاله للسفيرة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة واليابان مشروع القرار للتصويت بعد ما يقرب من ستة أسابيع من المفاوضات. وحصل القرار على تأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو).

ويؤكد نص مشروع القرار الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي ويدعو الدول إلى «المساهمة بفاعلية في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 الموقعين عليها، ومنهم روسيا والولايات المتحدة، من وضع «أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض».


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته، الأربعاء، 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022. ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن كلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

صدمات جديدة

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يشير إلى وضع تكون فيه حياة الفرد أو سبل عيشه مهددة بخطر داهم لأنه عاجز عن توفير الغذاء بشكل مناسب.

600 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة (رويترز)

وهذا التفاقم الأخير ناجم جزئياً أيضاً عن زيادة في عدد المناطق المشمولة بالتقرير. وأوضحت فلور فوتيرس، المديرة المساعدة لمكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوضع عائد أيضاً إلى «صدمات جديدة أو متفاقمة»، فضلاً عن «تدهور ملحوظ في أزمات غذائية رئيسية مثل السودان وقطاع غزة». وثمة 700 ألف شخص على شفا المجاعة في 2023، بينهم 600 ألف في غزة. وقد ارتفع هذا العدد في قطاع غزة خلال السنة الراهنة بسبب استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل، وانتشار الجوع ليصل إلى 1.1 مليون نسمة.

تفاقم الحروب

منذ أن بدأت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تمثل تحالفاً من منظمات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات إنسانية، في بدء إعداد التقرير عام 2016: «انتقل عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي من 108 ملايين إلى 282 مليوناً، في حين أن معدل الانتشار (نسبة السكان المعنيين في منطقة معينة) انتقل من 11 في المائة إلى 22 في المائة»، بحسب فلور فوتيرس. والأزمة الغذائية متواصلة منذ ذلك الحين في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا، فضلاً عن سوريا واليمن، بحسب المصدر نفسه.

تسببت الحرب بالسودان في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال عرض للتقرير عبر الإنترنت: «نُدرك جميعاً سبب ارتفاع الجوع في مناطق كثيرة من العالم، ونعرف ما الحلول. لكن في غياب الموارد والإرادة السياسية الضرورية لتطبيقها، سنستمر في الطريق الحالية». ورأت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن «الأزمة الغذائية العالمية هي في الأساس أزمة أخلاقية»، مضيفة: «إنه أمر لا يغتفر أن يعاني أكثر من 281 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يستمر أغنى أغنياء العالم في تحقيق أرباح طائلة؛ بما يشمل شركات صناعات الطيران والدفاع التي تغذي النزاعات، السبب الرئيسي للجوع». وأشارت فلور فوتيرس إلى أن تطور الوضع في 2024 «سيكون رهناً بوقف القتال»، مضيفة أنه ما إن تتمكن المنظمات الإنسانية من الدخول إلى غزة والسودان، فستساهم المساعدة «سريعاً» في خفض الأزمة الغذائية. كما قالت إن ثمة كثيراً من عدم اليقين بشأن هايتي: «حيث استولت مجموعات مسلحة على أراض زراعية (...) ونهبت محاصيل». إلى ذلك، قد تؤدي ظاهرة إل نينيو المناخية «إلى جفاف حاد في غرب أفريقيا وجنوبها».


سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
TT

سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية الأربعاء، إنها أوقفت سبعة أشخاص يشكلون «خطراً وتهديداً غير مقبولين» على الجمهور بعد مداهمات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 400 شرطي.

وكشف اثنان من كبار الضباط أن الأفراد على صلة بشاب يبلغ من العمر 16 عاماً متهم بطعن أسقف آشوري، ويتبنون «آيديولوجية متطرفة ذات دوافع دينية...». وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة أشخاص، على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورجّح نائب مفوّض الشرطة دايف هادسون، أن تكون المجموعة «تخطّط لهجوم، بالرغم من عدم تحديد هدف خاص». وصرّح للصحافيين أن «سلوكهم، وهم قيد المراقبة، دفعنا إلى الظنّ أنه في حال أرادوا ارتكاب فعلة ما، لن يكون في وسعنا منع ذلك». وقال: «خلصنا خلال التحقيق إلى أرجحية حدوث هجوم».

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وأشارت الشرطة إلى أن كلّ الموقوفين قاصرون.

وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الزهور بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه.

وفي السياق ذاته، حذر المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس من احتمالية أن يحسن الذكاء الاصطناعي من إمكانيات أعداء البلاد، مما يؤدي إلى زيادة التجسس، والمعلومات المضللة والتطرف السياسي، حسبما ذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وقال بيرجيس، إن الإنترنت بالفعل «هو حاضنة أقوى تطرف في العالم. ومن المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التطرف السياسي أسهل وأسرع». وذكر أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي «سيسمح بتغير كبير» في قدرات أعداء أستراليا.

وتردد تصريحات بيرجيس، صدى مشاعر رئيسي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وجهاز الأمن البريطاني عن «استغلال الإرهابيين للقدرة الهائلة للتكنولوجيا». وأشارت التصريحات التي ترجع إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن الذكاء الاصطناعي «يجلب مستوى من التهديد لم تتم مواجهته من قبل».


ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على الحرب في غزة، واتسع نطاقها، خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات؛ منها كولومبيا وييل ونيويورك. واستدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويتزر» للأنباء.

وفيما يلي تفاصيل عن الاحتجاجات:

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت بها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

من المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام».

وشهدت المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

* ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات.

فقد أوقفت جامعة كولومبيا، وكلية بارنارد التابعة لها، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم، بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب. وقالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرّح بها.

ضباط الشرطة يسيرون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً، يوم الاثنين، بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، وفقاً للجامعة.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصاً في جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر من يوم الاثنين. وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا، وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

ضباط الشرطة يعتقلون متظاهرين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

* ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، يوم الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضورين الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. وقالت شفيق، في بيان، إنها لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج.

طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نيويورك يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة بواشنطن سكوير بارك (د.ب.أ)

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى اليوم الأربعاء، بعد أن تحصَّن طلاب بمبنى إداري، وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، خلال أوائل مايو (أيار)، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

* كيف يستجيب القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي انتقده المتظاهرون لتزويده إسرائيل بالتمويل والأسلحة، للصحافيين، يوم الاثنين، إنه يستنكر «الاحتجاجات المعادية للسامية»، و«أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين».

متظاهرون يغلقون الشارع بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه «فوضوي».


أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
TT

أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، في حين بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف الثلاثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام: «نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف: «لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل».

وتابع: «يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك».

وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا

أكد علييف الثلاثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة. وقال: «لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة؛ لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يُظهر أنه عندما نُترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت».

وأقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية، الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا؛ إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريعة الرابطة بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان الثلاثاء أنها لن تنقل «الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا» إلى جارتها.

وانتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار. لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون من عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.

وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريعة المؤدية إلى جورجيا التي تعد حيوية للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

مؤشر سلام

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي «لتجنّب حرب جديدة». وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون «وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم».

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل «تغيراً كبيراً»، مضيفاً أن فصل البلدين بـ«حدود لا خط تماس هو مؤشر على السلام».

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو كاراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع دامٍ مستمر منذ عقود على المنطقة. لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كاراباخ.


بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
TT

بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية في أذربيجان أن مجموعة من الخبراء شرعت في «توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)».

وأكّدت وزارة الداخلية الأرمينية من جهتها «أعمال ترسيم» الحدود، مستبعدة «نقل أيّ جزء من أراضي أرمينيا السيادية» إلى باكو في أعقاب العملية.

قبل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي طلب باكو استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها قوّات يريفان خلال حرب في التسعينات.

وأثار هذا القرار احتجاج مئات الأرمن في منطقة محاذية لأذربيجان يخشون أن يعزلوا وأن تصبح بعض أملاكهم تحت السيادة الأذرية.

وهم قطعوا الاثنين لفترة وجيزة مسلكا مروريا محاذيا يربط أرمينيا بجورجيا يشكّل للسكان المحليين المعبر الأساسي إلى العالم الخارجي. وحاولوا أيضا عرقلة أعمال لإزالة الألغام.

والثلاثاء، اندلعت احتجاجات جديدة في عدّة مناطق في أرمينيا، لا سيّما في محيط بحيرة سيفان ومدينة نويمبريان.

وكان البلدان الواقعان في منطقة القوقاز قد أعربا الأسبوع الماضي عن نيّتهما ترسيم الحدود على أساس خرائط تعود للحقبة السوفياتية.

وشدّد باشينيان على ضرورة حلّ الخلافات الحدودية بغية «تفادي حرب جديدة» مع أذربيجان.

وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا في حربين داميتين، أوّلاهما في التسعينات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.

وبعد هزيمة أرمينيا في 2020، اضطرت يريفان إلى التخلّي عن أجزاء كبيرة في ناغورنو كاراباخ وفي محيط هذه المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ حوالى ثلاثين سنة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أطلقت باكو هجوما خاطفا أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورنو كاراباخ برمّتها.