المغرب: وزير سابق ورجل صناعة في منافسة ساخنة لرئاسة اتحاد الأعمال

صلاح الدين مزوار -  حكيم المراكشي
صلاح الدين مزوار - حكيم المراكشي
TT

المغرب: وزير سابق ورجل صناعة في منافسة ساخنة لرئاسة اتحاد الأعمال

صلاح الدين مزوار -  حكيم المراكشي
صلاح الدين مزوار - حكيم المراكشي

خلافا للدورات السابقة، حيث كان اختيار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب يحسم بالتوافق، يعيش مجتمع الأعمال المغربي هذه الأيام على وقع حملة انتخابية ساخنة بين متنافسين من العيار الثقيل، وهما السياسي صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية السابق، ورجل الصناعة حكيم المراكشي، نائب الرئيس السابق لهيئة رجال الأعمال والعضو النشيط في كثير من المنظمات المهنية.
ففي الطريق إلى الانتخابات التي ستجري يوم 22 مايو (أيار) الحالي، يجول المتنافسان عبر المدن المغربية للقاء رجال الأعمال، إضافة إلى تنظيم لقاءات مع الجمعيات والتنظيمات المهنية المختلفة، بهدف شرح برنامجيهما واستقطاب الأصوات استعدادا ليوم الحسم.
وحسب استطلاع لـ«الشرق الأوسط» حول أجواء الحملة وسط مجموعة من رجال الأعمال، تبدو الآراء موزعة بين المرشحين. فبالنسبة لمزوار يرى الكثير من رجال الأعمال أن لديه مزايا كبيرة نظرا لتجربته السياسية كوزير سابق للاقتصاد والمالية ووزير سابق للخارجية، إضافة إلى إشرافه على تنظيم الدورة 22 لمؤتمر الأمم المتحدة للأطراف حول تغير المناخ بمراكش، وترؤسه للمؤتمر الدولي لمدة عام. ويرى رجال الأعمال أن هذه المهام مكنت مزوار من اكتساب خبرات في مجال التعامل مع الدوائر الحكومية التي يعرفها من الداخل، خصوصا وزارة المالية والإدارات التابعة لها والتي تهم قطاع الأعمال كالضرائب والجمارك وغيرها. كما أن توليه حقيبة الخارجية مكنه من تشكيل شبكة دولية من الاتصالات التي يمكن أن يضعها في خدمة اتحاد رجال الأعمال المغاربة، خصوصا في سياق توجه كثير من الشركات المغربية نحو تدويل نشاطها، بالإضافة لتنامي الاستثمارات الخارجية المغربية في أفريقيا والشرق الأوسط.
غير أن الكثير من رجال الأعمال ينظرون بنوع من الريبة لمزوار القادم من عالم السياسة، ويتوجسون من تسييس الاتحاد أو تسخيره لأهداف سياسية حزبية. ويرى هؤلاء أن مزوار القادم أيضا من عالم الرياضة والذي سبق له أن مارس الأعمال، وترأس جمعية صناعة النسيج منتصف تسعينات القرن الماضي، انقطع عن عالمهم منذ انشغاله بالسياسة قبل عقدين من الزمن. وكثير منهم يقول: «حاليا مزوار لا يسير أية شركة. وانقطع عن ممارسة الأعمال منذ سنين»، لذلك لا يتصورون أن لديه دراية بمشكلات الشركات ومطالبها.
غير أن المدافعين عن ترشيح مزوار يردون بأن هذا الأخير اختار نائبا له في إطار هذا الترشيح رجل الأعمال فيصل مكوار، النائب السابق لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، معتبرين أن سبب هذا الاختيار هو بالضبط ضمان استمرارية الورش التي كانت مفتوحة من قبل.
وفي المقابل، يركز منافسه حكيم المراكشي في حملته على مشكلات الشركات الصغرى والمتوسطة التي يطرح نفسه كناطق باسمها ومدافع عنها. ويعول المراكشي أيضا على أصوات زملائه في الاتحادات المهنية التي ينشط فيها ويتولى فيها مهام قيادية، مثل الفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية، والجمعية المغربية للمصدرين، والمجلس الوطني للتجارة الخارجية، وشبكة المركز التقنية الصناعية المغربية، وعدة جمعيات مهنية أخرى. واختار المراكشي كنائبة له آسية بنحيدة عيوش، العضوة في مجلس إدارة نادي السيدات مسيرات المقاولات بالمغرب، والعضوة في مجلس إدارة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهي صاحبة شركة متخصصة في مجال الاستشارة.



«أرامكو» السعودية تطرح 1.545 مليار سهم... وتخصيص 10 % للمكتتبين الأفراد

مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق المالية السعودية بعد الطرح الأولي لـ«أرامكو» بتاريخ 11 ديسمبر 2019 (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق المالية السعودية بعد الطرح الأولي لـ«أرامكو» بتاريخ 11 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

«أرامكو» السعودية تطرح 1.545 مليار سهم... وتخصيص 10 % للمكتتبين الأفراد

مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق المالية السعودية بعد الطرح الأولي لـ«أرامكو» بتاريخ 11 ديسمبر 2019 (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق المالية السعودية بعد الطرح الأولي لـ«أرامكو» بتاريخ 11 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعلنت شركة «أرامكو» السعودية رسمياً عزمها على طرح حصة إضافية من أسهمها تشمل 1.545 مليار سهم من قبل الحكومة، التي تمثل نحو 0.64 في المائة من أسهم الشركة المصدرة، وفق بيان على موقع البورصة السعودية (تداول).

وستبدأ فترة الطرح في الثاني من يونيو (حزيران). ومن المتوقع أن يتراوح النطاق السعري للسهم بين 26.70 ريال و29 ريالاً.

وجاء في البيان أنّ «الطرح العام الثانوي لأسهم أرامكو السعودية يتكون من طرح عام ثانوي لـ1.545 مليار سهم من أسهم الشركة من قبل الحكومة تمثل نحو 0.64 في المائة من أسهم الشركة المُصدرة»، بعد طرح عام أولي في 2019 لنحو 1.5 في المائة من أسهم الشركة التي تعد خامسة كبرى شركات العالم من حيث القيمة السوقية.

وذكر أنه «لتمكين مدير الاستقرار السعري من تغطية عمليات البيع على المكشوف الناتجة عن أي تخصيص إضافي للأسهم، منحت الحكومة مدير الاستقرار السعري خيار شراء («خيار التخصيص الإضافي») أو»greenshoe» بحيث يجوز لمدير الاستقرار السعري بموجبه أن يشتري من الحكومة أسهماً لا تتجاوز نسبتها 10 في المائة من مجموع عدد أسهم الطرح بسعر الطرح النهائي».

وأضاف: «يحق لمدير الاستقرار السعري ممارسة خيار التخصيص الإضافي كلياً أو جزئياً من خلال تقديم إشعار خلال فترة 30 يوماً تقويمياً، تبدأ من تاريخ بدء تداول أسهم الطرح في السوق المالية السعودية، ومن المتوقع أن يوافق يوم الأحد الموافق 9 - 6 - 2024. وإذا ما قام مدير الاستقرار السعري بممارسة خيار التخصيص الإضافي بشكل كامل، فستمثل أسهم الطرح عندئذ نحو 0.7 في المائة من أسهم الشركة المصدرة».

ويحق للمؤسسات المكتتبة في السعودية والمؤسسات المكتتبة الموجودة خارجها المؤهلة وفقاً للقواعد المنظمة، للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية المدرجة، الاكتتاب في أسهم الطرح، بالإضافة إلى المكتتبين الأفراد المؤهلين في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

وسيتم تخصيص 154.5 مليون سهم طرح تمثل نسبة 10 في المائة من عدد أسهم الطرح (باستثناء الأسهم الصادرة بموجب أسهم خيار الشراء) للمكتتبين الأفراد، بشرط وجود طلب كافٍ من المكتتبين الأفراد.

وفقاً للبيان، ستحصل الحكومة على كامل صافي متحصلات الطرح وستقوم بتعويض الشركة عن جميع مصاريف الطرح. وعليه، فلن تحصل الشركة على أي متحصلات من الطرح ولن يترتب على الطرح أي تخفيض في نسبة الأسهم المملوكة للمساهمين الآخرين في الشركة.

من المتوقع أن يتراوح النطاق السعري للسهم بين 26.70 ريال و29 ريالاً (رويترز)

وتأتي عملية الطرح الثانوي بعد نحو 5 سنوات من جمع «أرامكو» نحو 30 مليار دولار في طرح عام أولي كان في حينه أكبر بيع للأسهم في العالم على الإطلاق. وتتزامن عملية البيع مع الاجتماع الوزاري لمنظمة «أوبك» الذي يعقد مرتين سنوياً، والذي سيعقد يوم الأحد، عندما ستقرر المنظمة مستويات إنتاج النفط لبقية العام.

وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أعلن خلال شهر مارس (آذار) 2024، نقل 8 في المائة من إجمالي أسهم الدولة في «أرامكو»، إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة». وبذلك، أصبحت ملكية الدولة بعد عملية النقل 82.186 في المائة من إجمالي أسهم الشركة.

وفي أبريل (نيسان) من العام الماضي، أعلن ولي العهد إتمام نقل حصة 4 في المائة من أسهم «أرامكو» من ملكية الدولة إلى شركة تابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، (سنابل للاستثمار). وقبلها، في فبراير (شباط) من عام 2022، أعلن ولي العهد نقل 4 في المائة من أسهم «أرامكو» إلى الصندوق.

وبذلك، باتت حصة الصندوق في الشركة العملاقة 16 في المائة، وهو ما من شأنه أن يدعم خطط رفع حجم أصول «صندوق الاستثمارات العامة» إلى أكثر من 4 تريليونات ريال، وفق الاستراتيجية التي كان قد أعلن عنها ولي العهد السعودي.

وانخفض سعر سهم «أرامكو» بنسبة 11 في المائة تقريباً منذ بداية العام. وسجلت الأسهم أدنى مستوياتها في عام تقريباً هذا الأسبوع. وأقفل يوم الخميس عند 29 ريالاً.

وكانت «أرامكو» أعلنت عن انخفاض أرباحها في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 27.27 مليار دولار مقارنة بـ31.88 مليار دولار للفترة ذاتها من عام 2023، لكنها توقعت أن تنمو أرباحها في العام الحالي بواقع 3 في المائة عن العام السابق، أي بما قيمته 124.3 مليار دولار.

وحققت أرامكو العام الماضي صافي ربح سنوي قدره 121.3 مليار دولار، وهو ثاني أعلى أرباحها على الإطلاق بعد أن حققت 161.1 مليار دولار في عام 2022.

التكرير

لتنويع أنشطتها النفطية، تتوسع «أرامكو» في عمليات التكرير وصناعة البتروكيميائيات. والعام الماضي، اشترت أنشطة المنتجات العالمية لشركة «فالفولين» مقابل 2.76 مليار دولار.

كما بدأت في إنشاء عدة مجمعات للبتروكيميائيات من بينها مشروع بقيمة 7 مليارات دولار في كوريا الجنوبية مع شركة «إس - أويل»، ومشروع بقيمة 11.8 مليار دولار في الصين تقوم بتطويره شركة «هواجين أرامكو» للبتروكيميائيات (هابكو). و«هابكو» هو مشروع مشترك بين «أرامكو» وشمال «هواجين» و«بانجين شينتشنغ».

وكذلك مجمع بقيمة 11 مليار دولار من خلال مشروع مشترك مع شركة «توتال إنرجيز» في المملكة.

كما اشترت حصة 10 في المائة في شركة التكرير الصينية «رونغشنغ» للبتروكيميائيات مقابل 3.4 مليار دولار. وفي عام 2020 استحوذت على حصة أغلبية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، إحدى كبرى شركات البتروكيميائيات في العالم.

وتجري «أرامكو» عمليات إنتاج وتكرير وتصدير النفط من السعودية، غير أن لديها أيضاً أعمال تكرير في أنحاء العالم. وتملك شركة «موتيفا إنتربرايزس»، وهي وحدة التكرير التابعة لـ«أرامكو» في الولايات المتحدة، مصفاة «بورت آرثر» بولاية تكساس التي تبلغ طاقتها 640 ألف برميل يومياً، وهي كبرى مصافي التكرير في الولايات المتحدة.

وقالت «أرامكو» في تقريرها السنوي: «على الصعيد الجغرافي، تعتزم أرامكو السعودية الارتقاء بمستوى أعمالها في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق محلياً وعالمياً في المناطق الجغرافية المهمة التي تتمتع بمعدلات نمو مرتفعة، مثل الصين والهند ودول جنوب شرقي آسيا» وأسواق أخرى. وبلغت الطاقة التكريرية الصافية لـ«أرامكو» 4.1 مليون برميل يومياً العام الماضي.

الغاز

وتهدف «أرامكو» إلى زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 60 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2021.

وبدأت العام الماضي تشغيل توسعة معمل الحوية للغاز وبدأت الإنتاج في حقلها غير التقليدي في جنوب الغوار. كما تواصل العمل في حقل الجافورة العملاق الذي من المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز العام المقبل.

وضخت الشركة أول استثمار لها في الخارج في قطاع الغاز الطبيعي المسال، إذ اشترت حصة أقلية في شركة «ميد أوشن إنرجي» مقابل 500 مليون دولار في صفقة تنتظر الحصول على الموافقات.

واستكشفت «أرامكو» حقلين جديدين للغاز الطبيعي في الربع الخالي بالمملكة.

وبلغت مخزونات الغاز لدى «أرامكو» 207.5 تريليون قدم مكعبة بنهاية عام 2023. وأنتجت 10.67 مليار قدم مكعبة من الغاز العام الماضي.