خبراء كرويون: قرار «التقليص» سيغدق بالنجوم على دوري «الأولى»

أجمعوا على تأثيره القوي لزيادة حدة التنافس بين لاعبي «الأضواء»

جانب من مواجهات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى (تصوير: علي العريفي)
جانب من مواجهات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى (تصوير: علي العريفي)
TT

خبراء كرويون: قرار «التقليص» سيغدق بالنجوم على دوري «الأولى»

جانب من مواجهات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى (تصوير: علي العريفي)
جانب من مواجهات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى (تصوير: علي العريفي)

اعتبر خبراء كرويون القرارات الأخيرة التي أصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم، خطوة كبيرة إلى الأمام ستمكن الدوري السعودي من الدخول في قائمة أفضل الدوريات في العالم في العام 2022.
وشدد مختصون على أن قرار تقليص اللاعبين من 33 لاعبا في كشوفات الأندية المشاركة الدوري السعودي للمحترفين، إلى 28 لاعباً سيعزز من التنافس بين اللاعبين لإثبات قدراتهم على تمثيل فرقهم والاستمرار ضمن كشوفات أنديتهم، مؤكدين كذلك بأنه سيعود بالفائدة على دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى من ناحية انتقال لاعبين مميزين للمشاركة مع الفرق المتنافسة بدوري الأولى وهو ما يعزز الجهود الرامية إلى التطوير الدائم للمستوى الفني للمسابقة.
وأشاروا إلى أن دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى سيكون من أقوى الدوريات من خلال سعي الفرق التي تشارك فيه لجلب أفضل اللاعبين ممن لم يجدوا فرصا لهم في دوري المحترفين على أن يكون عدد اللاعبين محددا مما يزرع التنافس ويتطلب السعي للتطور المستمر والمحافظة على البرامج التطويرية التي يمكن أن تعزز مكانة اللاعبين وتجعلهم محط طلب الأندية الأخرى.

انتهى عصر المجاملات

وقال المدرب السعودي حمد الدوسري وهو من أبرز المدربين الذين قادوا المنتخبات السعودية في الفئات السنية وكذلك جميع الدرجات بنادي القادسية إن هناك وفرة في المواهب. وهناك لاعبون في المقابل لم يتطور أداؤهم الفني، وسيكون تنفيذ القرار بتقليص عدد اللاعبين في الكشوفات حازما من أجل أن يبقى الأفضل من كل النواحي ولا يُترك مجالٌ للأندية لمجاملة أي لاعب مهما يكن اسمه.
وبين الدوسري لـ«الشرق الأوسط» أن الكرة السعودية تمر بنقلة كبيرة جدا على كافة المستويات من خلال الدعم الكبير الذي تلقاه من القيادة والتحركات الحثيثة من قبل الهيئة العامة للرياضة وهذا ما يجعل الخطوات تسير بشكل متسارع من أجل أن تكون الكرة السعودية متقدة وقادرة على أن تكون من نماذج التطور للعبة في العالم.
وأكد الدوسري أن اللاعب السعودي يعاني من مشكلات أساسية يجب عليه التخلص منها وفي مقدمتها السهر وعدم الانتظام في تناول الطعام وكذلك التدريبات وبالتالي يتوجب أن تكون هناك قرارات تلزم الأندية بخوض لاعبيها التدريبات على فترتين بشكل يومي ضمن اللوائح التي يمكن أن تتضمن مبدأ الثواب والعقاب.

استثناء «المشاركين خارجياً»

من جانبه أوضح المدرب يوسف عنبر وهو أحد الأسماء التي قادت فرقا سعودية في الدوري السعودي للمحترفين ومن بينها الأهلي وكذلك فرق في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى أن فائدة قرار تقليص اللاعبين في الكشوفات أكثر من السلبيات.
وأضاف: «القرار سيمنح اللاعبين فرصة الانتقال ليس إلى أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى بل من الفرق الكبيرة إلى الفرق الأقل في دوري المحترفين سواء من فرق الوسط أو حتى المنافسة على الهروب من الهبوط وهذا سيجعل كل لاعب يسعى لتطوير أدائه بشكل مستمر».
وأشار المدرب عنبر «من خلال تجاربي التدريبية أيقنت أن هناك لاعبين لا ينالون فرصتهم في اللعب في بعض الأندية ليس لضعف مستوياتهم الفنية بل لموقف ما مع المدرب أو غيره، ولذا سيكون متاحا أمام هؤلاء اللاعبين البحث عن الفرص الأفضل، وسينالون مرادهم في أندية أخرى في حال كانت لديهم قدرات فنية أفضل من الموجودين في الفريق الجديد الذي ينتقلون إليه».
وشدد على أن التقليص سيلغي أي مجال لتكديس اللاعبين في الفرق بل سيبقى الأفضل في الكشوفات وهذا ما كان يتمناه الجميع سابقا بعدم تكدس اللاعبين في أندية معينة وتراجع مستوياتهم جراء ذلك، حيث ستجبر إداراتهم على منحهم فرص الانتقال لأندية أخرى تنفيذا للقرار الجديد.
واعتبر المدرب يوسف عنبر أن تقليص عدد اللاعبين قد يضر بعض الأندية التي لديها مشاركات خارجية سواء في البطولات الآسيوية أو العربية حيث سيمثل ذلك ضغطا على اللاعبين وبالتالي كان من الأجدى استثناؤهم حتى لا يتضرروا في حال أصيب عدد من اللاعبين، أو يفتح لهم الاستثناء بالتسجيل في حالات الإصابات التي تحتاج إلى وقت طويل للعلاج بالنسبة للاعبيهم.
وتطرق عنبر إلى قرار منح المدرب الوطني فرصة الوجود ضمن الجهاز الفني كمساعد أول في أندية دوري المحترفين بعد أن كان ذلك غير ملزم للأندية مشيراً إلى أن مثل هذا القرار سيعطي قيمة متجددة للمدرب الوطني وستبحث الأندية عن المدرب الذي يتناسب مع وضعها والجهاز الفني الذي توليه المسؤولية.
وعن عدد المدربين الوطنيين الذين سيستوفون شروط الوجود مع الأندية السعودية بدوري المحترفين قال عنبر: «عدد المدربين الذين يملكون رخصة (أ) يصل إلى 100 مدرب حاليا فيما يصل عدد المدربين الذين لديهم رخصة (برو) أكثر من 30 مدربا وهناك اختبارات الأسبوع المقبل لقرابة 22 مدربا سعوديا للحصول على رخصة (برو) وهذا يعني أن هناك عددا ممتازا من المدربين الوطنين المؤهلين من المناطق كافة».
وأوضح أن تطبيق قرار ضم المدرب الوطني كمساعد أول في الأجهزة الفنية للفرق السعودية سيعني أن هناك خبرة كبيرة سيكتسبها المدربون الوطنيون جراء ذلك لأنهم بقوا في الظل طويلا مع أن هناك أمثلة مشرفة بشأن التألق الكبير الذي يظهر به المدربون السعوديون بعد منحهم الفرصة وآخرهم المدرب سعد الشهري الذي انتشل الاتفاق من مركز متأخر في جدول الترتيب لمركز متقدم في دوري هذا الموسم.
وأضاف: «هناك أمثلة مشرفة منذ 3 عقود لمدربين سعوديين صنعوا إنجازات فريدة وفي مقدمتهم عميد المدربين السعوديين خليل الزياني الذي يعتبر أول مدرب يقود فريق لحصد بطولة الدوري دون خسارة عدا إنجازاته مع المنتخب السعودي في كأس آسيا وغيرها، كما يبرز محمد الخراشي وغيرهما الكثير من الأسماء التي أثبتت أن المدرب الوطني فعلا يحتاج لفرصة ليبرز».
وعاد العنبر وهو أحد الأسماء التي عملت ضمن الجهاز الفني المساعد لمدرب المنتخب الأول ليؤكد على أهمية أن يبدي المدرب السعودي رغبة في التطور ويستغل هذا القرار الجديد الذي يشكر عليه الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن خلفه الهيئة العامة للرياضة التي تقود رياضة الوطن نحو أمجاد متسارعة، متمنياً أن تكون هناك تضحيات وصبر من المدربين الوطنيين من خلال خوض التجارب حتى يصلوا لما يطمحون إليه وهم كفء والأرقام تشهد لهم.

القضاء على التكديس والعقود الضخمة

بدوره شدد المدرب الوطني عبد العزيز الخالد على أن الكرة السعودية تضم كوكبة من اللاعبين المميزين وجاء قرار تقليص عدد اللاعبين في الكشوفات من أجل منع الأندية من التكديس وجعل اللاعبين البارزين الذين قد لا يجدون فرصة في اللعب في صفوف الأندية الكبيرة سواء نتيجة وفرة الأجانب أو القناعات الغريبة لبعض المدربين الأجانب أن ينتقلوا لأندية أخرى سواء في فرق الوسط بالدوري أو دوري الأمير محمد بن سلمان الذي تطور ليكون دعامة قوية لدوري المحترفين.
وشدد الخالد على أن هناك لاعبين ينتهي مشوارهم بشكل سلبي في الأندية الكبيرة لأن عقودهم ضخمة ويظلون بعيدين عن القائمة وبالتالي من المهم إيجاد حلول لهذا النوع من المشكلات التي تعترض مسيرة الأندية واللاعبين على حد سواء بأن يكون هناك تقييم سنوي لأداء اللاعبين لبحث إمكانية بقائهم في الكشوفات من عدمه، حيث إن هناك لاعبين يرفضون الانتقال لأندية أخرى نتيجة وجود مستحقات لهم في فرقهم الحالية وهذا ما يعطل تطبيق قرار التقليص على بعض الأندية.
بقيت الإشارة إلى أنه رغم الإيجابيات التي ربما تكون حاضرة في قرارات اتحاد الكرة الأخيرة إلا أن كثيرين عبروا عن قلقهم من مشكلة تقليص عدد اللاعبين في كشوفات كل فريق كرة قدم إلى 28 لاعبا بدلا من 33 كون أن الأندية ستعاني خاصة عندما تشارك في دوري أبطال آسيا والتي ينص نظامها على مشاركة 30 لاعبا وهو ما يعني أن الأندية السعودية ستواجه أزمة لاعبين في حال تزايد الإصابات والإيقافات وهو ما يجعل الأندية المنافسة في البطولة الآسيوية الأكثر استفادة من قرار اتحاد الكرة السعودي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».