الطعمة: واشنطن رفضت صفقة عرضها النظام السوري

تفاقم خسائر حزب الله في القلمون

كشف رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية أحمد الطعمة لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين أبلغوا المعارضة السورية بأن النظام عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا
كشف رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية أحمد الطعمة لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين أبلغوا المعارضة السورية بأن النظام عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا
TT

الطعمة: واشنطن رفضت صفقة عرضها النظام السوري

كشف رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية أحمد الطعمة لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين أبلغوا المعارضة السورية بأن النظام عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا
كشف رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية أحمد الطعمة لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين أبلغوا المعارضة السورية بأن النظام عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا

كشف رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية أحمد الطعمة لـ«الشرق الأوسط» أن الأميركيين أبلغوا المعارضة السورية بأن النظام عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا. ونفى طعمة وجود صفقة أميركية روسية على حساب المعارضة رغم تفاهم الطرفين على تدمير الترسانة الكيماوية السورية. وقال طعمة في حوار مع «الشرق الأوسط» إن روسيا وجهت أسئلة للمعارضة تتناول الضمانات التي يمكنها تقديمها لموسكو بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة مقابل «تليين» موقفها من النظام، وإن الائتلاف سيتولى الرد.
ميدانيا، حقق الجيش السوري تقدما مهما في بلدة النبك في منطقة القلمون، مكملا سيطرته على طريق دمشق – حمص، بينما تواترت الأنباء عن تزايد في خسائر حزب الله اللبناني، آخرها إعلانه أمس عن مقتل أحد قادته الميدانيين في سوريا علي بزي «خلال أداء واجبه الجهادي»، بينما أعلنت وكالة «سانا الثورة» عن مقتل خمسين عنصرا من حزب الله ولواء أبي الفضل العباس في منطقة السيدة زينب، وذلك بعدما تسللت عناصر من فصائل {أحرار الشام}، وجبهة النصرة، وتنظيم «داعش»، إلى المنطقة الواقعة في ريف دمشق، ووصلوا إلى مقرات حزب الله وأبي الفضل العباس، واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة.

وعلى صعيد اخر، أحرزت قوات النظام تقدما في المعارك الدائرة على جبهة القلمون، شمال دمشق، منذ أسابيع عدة، وتحديدا في النبك، حيث تمكنت بعد أسبوعين من محاصرتها وقصفها، من السيطرة على أجزاء كبيرة من المدينة ومنها المنطقة الصناعية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أعلنت وكالة «سانا الثورة»، أمس، عن مقتل خمسين عنصرا من حزب الله و«لواء أبي الفضل العباس» في منطقة السيدة زينب وبساتين حجيرة، وذلك بعدما تسلل عناصر من فصائل حركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، وتنظيم «داعش»، إلى المنطقة الواقعة في ريف دمشق، ووصلوا إلى مقرات حزب الله وأبو الفضل العباس، واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة ومسدسات كاتمة الصوت. وفي لبنان، نعى أمس، حزب الله القائد علي حسين بزي من بلدة بنت جبيل في الجنوب، وأورد موقع «جنوب لبنان» أن بزي قضى «أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس» على ما جاء في النعي، بينما ذكرت معلومات صحافية أن بزي هو قائد ميداني لحزب الله في سوريا.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي، أن «الجيش العربي السوري يستمر في تمشيط مزارع النبك، وتمكن من اكتشاف مخبأ للإرهابيين يحتوي على معدات طبية وأدوية»، في حين قال المرصد إن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في مدينة النبك، في حين أفادت قناة «الميادين» بأن طريق دمشق - حمص الدولي أصبح آمنا بعد سيطرة الجيش السوري على الجزء الغربي لمنطقة النبك، وعرضت قناة «المنار» التابعة لحزب الله، صورا لأربع سيارات مفخخة قالت إن الجيش السوري ضبطها في النبك كانت سترسل إلى لبنان عبر عرسال ليجري تفجيرها.
وذكرت شبكة «شام» السورية أن عناصر تابعة لقوات النظام ارتكبت مجزرة بحق سبعة أطفال في مدينة النبك بالقلمون بريف دمشق، في حين قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«وكالة والصحافة الفرنسية»: «نقلت إلى بلدة يبرود القريبة من النبك في منطقة القلمون خمس جثث لطفلين وفتى تحت الثامنة عشرة وآخر في العشرين وسيدة قتلوا برصاص القوات النظامية التي أعدمتهم في المنطقة الصناعية في النبك». وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن بين المدنيين الذين قتلوا بالقصف في النبك أربعة أشخاص من عائلة واحدة وهم من النازحين من مدينة حمص في وسط البلاد.
وذكر المرصد، أن القوات النظامية قصفت الحي الشرقي من مدينة النبك مما أدى لسقوط جرحى، ترافق مع تنفيذ حملة دهم وتفتيش للمنازل في الحي الغربي من المدينة. واستمرت، وفق المرصد، الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في مناطق الجسر وريما والسقي وحارة الفوقا وأفيد بوقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وميدانيا، يجمع المحللون على أن المحطة التالية في معركة القلمون المستمرة، بعد النبك ستكون يبرود، وهي آخر تجمع كبير للمعارضة المسلحة في المنطقة. وتعد منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال، كما أنها أساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.
وتقع النبك ودير عطية ويبرود وبلدة قارة على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق المغلق منذ نحو عشرين يوما بسبب المعارك.
إلى ذلك، يواصل حزب الله اللبناني تشييع عددا من مقاتليه الذين يلقون حتفهم في سوريا خلال قتالهم إلى جانب القوات النظامية. وفي حين بثت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع مقربة من حزب الله أمس صورا لتشييع اثنين من مقاتلي حزب الله، تناقلت المصادر ذاتها أنباء عن مقتل قائد عسكري بارز بحزب الله يدعى علي بزي، ويعرف باسم الحاج ساجد، وذلك بعد أقل من أسبوعين على تشييع الحزب ابن شقيق وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن بعد مقتله في سوريا.
وأكد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية الأنباء عن مقتل بزي، وقال: «قتل (أمس) في منطقة معارك لم تحدد في سوريا علي بزي، وهو قائد عسكري بارز في حزب الله»، لافتا إلى أنه «يتحدر من بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان، لكنه مقيم في حارة صيدا وهو متزوج وله ثلاثة أولاد».
ونشر موقع بنت جبيل الإلكتروني القريب من حزب الله، صورا لبزي باللباس العسكري وبلقطات عدة مع رشاشه، وقد غطى الشيب لحيته، بينما غطى رأسه بقبعة عسكرية. ونشر الموقع خبرا مفاده: «زفت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي حسين بزي من مدينة بنت جبيل وسكان حارة صيدا والذي قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس ويشيع جثمانه الطاهر في حارة صيدا الاثنين الماضي»، في وقت نشرت صفحة «صقور الضاحية» على موقع «فيس بوك» دعوة «من حارة صيدا لحضور عرس ابنها بل بطلها الشهيد القائد علي حسين بزي الذي استشهد خلال قيامه بواجبه الجهادي المقدس». وأشارت إلى أن «موكب التشييع ينطلق اليوم من أمام حسينية حارة صيدا عند الساعة الواحدة بعد الظهر».
وكان حزب الله شيع أمس مقاتلين اثنين قضيا في سوريا. ونشر موقع «جنوب لبنان» الإلكتروني القريب من حزب الله خبر تشييع علي صالح من بلدة العباسية في قضاء صور، جنوب لبنان، وقاسم غملوش من بنت جبيل، في حين نشرت صفحة «صقور الضاحية» صورا قالت إنها خلال تشييع «الشهيدين علي صالح وقاسم غملوش إلى جنان الخلد». ونشرت الصفحة ذاتها أمس خبرا عن مقتل شخص رابع، قالت فيه: «تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد خليل ضيا من بلدة بافليه الجنوبية.. هنيئا». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى مقتل عناصر من حزب الله «خلال الساعات الماضية» في منطقتي النبك شمال دمشق والغوطة الشرقية والغربية قرب العاصمة.
وكان حزب الله شيع في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ابن شقيق وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسين الحاج حسن، البالغ من العمر 20 عاما، بعد مقتله في سوريا، أثناء مشاركته في القتال في صفوف حزب الله إلى جانب القوات النظامية. وارتفعت الشهر الماضي وتيرة الإعلان عن مقتل عناصر من الحزب في سوريا نشرت مواقع مقربة من الحزب صورهم وتناقلت الأنباء عن تشييعهم في قراهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».