نادرا ما عرفت القنصلية اللبنانية في باريس القائمة في الدائرة السادسة عشرة، حشدا كالذي عرفته أمس، خصوصا في فترة ما بعد الظهر، حيث تدفق الناخبون عليها إلى درجة ازدحم بهوها ووقف الناس «في الصف» في الداخل والخارج على غير عادة اللبنانيين.
المركز الذي زارته «الشرق الأوسط» مخصص لدائرتين شماليتين: زغرتا، بشري البترون والكوره وعكار، الضنية، المنية وطرابلس. وفي الدائرة الأولى بلغ عدد المسجلين 468 ناخبا والناخبين عند الرابعة والنصف 230 ناخبا. إلا أن الازدحام كان على أشده.
وبعكس أجواء الاحتقان السائدة في لبنان قبل أسبوع من الانتخابات، فإن ما جرى في باريس كان غيابا للتشنج وهيمنة لروح مرحة، ربما مرتبطة بأن الأمر جديد على لبنانيي الشتات الذين لم يعيشوا مطلقا تجربة مماثلة. ورغم ذلك، فإن الأمور، كما قال السفير اللبناني رامي عدوان لـ«الشرق الأوسط»، تمت «بسلاسة» مضيفاً: أن «العقبات الإدارية البسيطة» لم تؤثر مطلقا على الأجواء الإيجابية العامة. ورغم أن معرفة النسبة النهائية للمشاركة تأخرت بالصدور لأن صناديق الاقتراع بقيت مفتوحة حتى الساعة العاشرة ليلا، فإن عدوان عبر عن «ارتياحه» للمشاركة، علما أن عوامل مثل إضرابات القطارات و«الويك إند» الطويل والأمطار التي هطلت أمس على عدد واسع من المناطق الفرنسية، كان من شأنها التأثير سلبا على نسبة المشاركة. وسعت «غرفة العمليات» التي أقيمت في مقر السفارة اللبنانية على حل كل العقد بأسرع وقت كما أنها حرصت على أن تتم العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية المطلقة وبحضور ممثلي اللوائح والمرشحين.
وقال عبد الله خلف، منسق تيار المستقبل في فرنسا لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجواء الانتخابية «مريحة والعملية تتم بكل نزاهة»، مضيفا أن المسؤولين السياسيين «لديهم الثقة التامة بالفريق المشرف على الانتخابات». ونوه خلف بـ«التنافس الديمقراطي» الذي غلب على يوم أمس والبعيد كل البعد عن «المناكفات» التي تقدمت على غيرها من الاعتبارات في لبنان. وفي هذا السياق، قالت غيلدا خ. وهي طالبة في السنة الرابعة في كلية للحقوق في باريس، إن العامل المؤثر بالدرجة الأولى على «إيجابية» العملية الانتخابية، إضافة لكونها جديدة وتتم خارج الأراضي اللبنانية، يكمن في أن نسبة تأثيرها على النتائج النهائية «ضعيفة للغاية» خصوصا أن الـ8366 ناخبا موزعون على الدوائر الـ15 في لبنان. وتضيف غيلدا خ. أن ما حصل يوم أمس «تاريخي ويجب أن تبقى صورته عالقة في أذهان اللبنانيين الذين درجوا هنا على التصويت في الانتخابات الفرنسية أي في بلد التبني».
ومن جانبها، قالت أرتميس كيروز وهي ناشطة في العمل الاجتماعي والثقافي في إطار الجامعة الثقافية في العالم، إنها صوتت للبرنامج الانتخابي الذي ينال إعجابها «وإذا أصابونا بالخيبة فسوف نستخدم الفيتو المرة المقبلة ونحرمهم من أصواتنا». وقالت كيروز، إن الكثير من الجمعيات سعت ليكون اليوم الانتخابي «بمثابة عيد تغلفه الفرحة»، ولذا عملت هذه الجمعيات على توفير أجواء احتفالية في ما سموه «يوم المواطنية» مع الموسيقى اللبنانية والطعام اللبناني. وبحسب كيروز، فإنهم نجحوا في توفير ذلك كله في 19 مركزا من أصل 21 مجموع كل المراكز في فرنسا حيث تم التصويت في 17 مدينة.
وكان من المنتظر أن تتم ليلا عملية فرز وتوضيب المغلفات من غير أن تفتح لتختم الصناديق بعدها بالشمع الأحمر وترسل إلى بيروت حيث سيتم فتحها.
أجواء «احتفالية» سيطرت على انتخابات اللبنانيين في فرنسا
أجواء «احتفالية» سيطرت على انتخابات اللبنانيين في فرنسا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة