تعاون إبداعي بين شاعر ومسرحي

TT

تعاون إبداعي بين شاعر ومسرحي

يصدر قريباً للشاعر والإعلامي محمد بلمو والأديب والسينارست المغربي عبد الإله بنهدار نص مسرحي مشترك، تحت عنوان «حمار رغم أنفه».
وعن هذا التجربة الإبداعية الجديدة،، قال بلمو: «لم أفكر يوماً في كتابة المسرح، فقد كنت مأخوذاً وما زلت بكتابة الشعر فقط، لكن النقاش والجدل الذي نتج عن اقتراحي الاحتفاء بـ«حمار رغم أنفه» في مهرجان (فيستي باز) سنة 2003، نبهني إلى أن الموضوع يستحق المعالجة في إطار مسرحي ساخر، ولأن المسرحي والسينارست عبد الإله بنهدار كان حاضراً معنا خلال عدد من دورات المهرجان، اتفقنا على كتابة المسرحية بشكل مشترك، وفي إطار يجمع بين السينما والمسرح».
وأضاف قائلا: «المسرحية كانت جاهزة منذ ست سنوات، وأخيراً سترى النور في كتاب، قبل أن تنتقل إلى خشبة المسرح في المستقبل القريب. وصادف ذلك اشتغال الفنان طارق بورحيم وفرقة مسرح سيدي يحيى الغرب على ديواني الأخير «رماد اليقين»، التي نال عرضها التجريبي كمسرحية أخيرا تفاعلاً من الجمهور، واهتماماً إعلامياً بارزاً، وستقدم في عرضها الأول في مايو (أيار) المقبل بالمركز الثقافي بمدينة القنيطرة».
من جهته، يرى الكاتب والإعلامي الطاهر الطويل أن أهمية هذا النص المسرحي، الذي أنجز لوحة غلافه رائد الكاريكاتير بالمغرب الفنان العربي الصبان، تكمن في كونه «يعتمد - على المستوى التقني - المزاوجة بين التقطيع السينمائي والمشهدية المسرحية. أما على مستوى النوع والخطاب، فيمكن أن ندرجه ضمن «الكوميديا السوداء»، باعتباره يتوسل بالمواقف الهزلية والمفارقات الساخرة من أجل انتقاد الواقع، وبالتالي فالكوميديا ليست هدفاً في حد ذاته لدغدغة مشاعر المتلقي، بل تتغيا أساساً استنهاض وعيه وإثارة السؤال والموقف لديه».
ولاحظ الطويل أن النص تتسيده «نفحة كافكاوية»، حيث «تحاول إحدى شخصيات العمل التحول إلى شخصية حمار، لكنه حمار ناطق، كوسيلة لخلق الغرابة والإدهاش، طمعاً في المال الذي يتحقق من وراء وجود حمار ناطق، لكن الشخصية المذكورة لا تقوى على الاستغراق في لعب ذلك الدور رغم إغراءاته، إذ ترجع إلى طبيعتها البشرية، رغم أن أقرب المحيطين بتلك الشخصية - ومن موقع الطمع - يتوسلون إليها البقاء في لبوس الحمار/ الناطق».
أما الناقد عبد الحق ميفراني، فيرى أننا أمام نص درامي لافت، يحتاج لكتابة ثانية قادرة على التقاط عمقه الفني والإبداعي، والأكيد أنه يشكل وسيط «مصالحة» بين الجمهور وفرجاته. وإذا ما كتب لهذا النص أن يتحول إلى مادة «مصورة وممسرحة» في الآن نفسه، فإننا حينها يمكننا أن نكون أمام تجربة متميزة ومتفردة في العالم العربي. في بحثها على «زواج» أكثر من «عرفي» بين جنسين إبداعيين، وأيضاً في محاولتها خلق أرضية حوار حول قضايانا اليومية والتي نراها يومياً في أشكال وصيغ متنوعة. ولعل قدرة شخصية «قدور» على تجاوز منطق اللعب واقترابه من عمق التحول إلى «هوية» ثانية، تعبير على هذه الرغبة في الانتقال من التعبير على حالات منفصلة أو قضايا صغيرة مجتمعية إلى جوهر النص الدرامي الذي يعبر عنه «حمار رغم أنفه». إننا إزاء تحول نوعي في بنية الكتابة ذاتها وهي تحاول أن تبني نصاً جديداً مستفيدة من دينامية إبداعية لمبدعين، غامرا معاً في «سينمسرح» لا لكي يعبرا عن سخرية سوداء بل لكي ينبها إلى مآل ما نعيشه اليوم أمام هذا الزلزال المدوي لتسويق خطاب جديد، لا يعبر بالمرة عن هذا الواقع المر، والذي لم يتغير بالمرة».



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.