دمار المعارك مع «داعش» يغيّب مراكز اقتراع في نينوى

شعار مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة
شعار مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة
TT

دمار المعارك مع «داعش» يغيّب مراكز اقتراع في نينوى

شعار مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة
شعار مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة

تكثّف مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة عملها في محافظة نينوى لاستكمال إجراءات الانتخابات العامة المقررة في 12 مايو (أيار) المقبل، في مواجهة تحديات، بينها الدمار الذي خلفه القتال ضد تنظيم «داعش» بعد سيطرته على مناطق واسعة من المحافظة لثلاث سنوات، إضافة إلى اتساع رقعتها الجغرافية.
وقال مدير مكتب الانتخابات في نينوى محمد هاني البدران، إن «المدينة القديمة في الجانب الأيمن (الغربي) للموصل ليست فيها مراكز اقتراع نتيجة الدمار الذي حل بها بعد الحرب ضد تنظيم (داعش)، وسيتمكن سكانها من التصويت في مواقع وطنية بديلة». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المناطق التي لم يعد إليها سكانها، الذين نزحوا من المعارك مع (داعش)، لن توجد فيها مراكز اقتراع، وبينها منطقة القحطانية التي كانت آخر المناطق المحررة من (داعش) والمحاذية للحدود مع سوريا».
ولفت إلى أن فريقه المؤلف من 1400 موظف يوزع بطاقات الناخبين لكنه يواجه «تحديات وضغوطاً كبيرة نتيجة عامل الوقت، الأمر الذي يضطره إلى العمل ساعات إضافية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن فريقه «يعمل بشكل مضاعف في توزيع بطاقات الناخبين، لأن نينوى محافظة كبيرة ونواجه ضغط الزمن المخصص لإجراء الانتخابات». وكشف عن «توزيع نحو 700 ألف بطاقة خلال شهر واحد، تمثل نحو 40 في المائة من مجموع الناخبين، ولدينا 140 مركز تسجيل و735 مركز اقتراع».
‏ويتنافس 937 مرشحاً موزعين على 37 قائمة انتخابية للفوز بـ34 مقعداً برلمانياً مخصصاً لنينوى التي احتل تنظيم «داعش» أجزاء واسعة منها في يونيو (حزيران) 2014، واستمر في السيطرة عليها لنحو 3 سنوات.
واعتبر عضو مفوضية الانتخابات حازم الرديني أن عمليات تسليم بطاقات الناخبين في نينوى «تجري بشكل جيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا وصلت عملية التوزيع إلى مليون ونصف المليون بطاقة (من أصل مليونين وربع المليون تقريباً)، فذلك أمر جيد، وهذا لم يحدث في نينوى فقط، بل في بقية المحافظات، فالناخب غير ملزم بتحديث أو تسلم بطاقته الانتخابية».
وأشار إلى أن محافظة نينوى «لم تخضع لعمليات التحديث البايومتري أسوة ببقية المحافظات، فعمليات التحديث بدأتها المفوضية في 2014 حين كانت المحافظة تحت سيطرة (داعش)، ولا وجود لمكاتب المفوضية فيها، لذلك سنعتمد على سجلات انتخابات 2014 في المحافظة ونضيف إليها من بلغوا السن القانونية للانتخابات».
وكشف عن قيام نحو 11 مليون شخص بتحديث سجلاتهم الانتخابية، يمثلون نحو 56 في المائة من مجموع الناخبين البالغ 24 مليون ناخب.
وعن طلب رئيس الوزراء حيدر العبادي تقليص مدة الحملات الانتخابية التي تنطلق السبت المقبل وتنهي قبل يومين من عملية الاقتراع، ذكر الرديني أن «قرار التقليص يتعلق بمفوضية الانتخابات وليس برئيس الوزراء، وقد قمنا فعلاً بتقليص الفترة إلى أقل من شهر».
وكان العبادي كتب، أول من أمس، على صفحته في «فيسبوك»: «أرسلنا طلباً إلى مفوضية الانتخابات لتقصير فترة الترويج الدعائي للانتخابات ليقل الإنفاق... لا نريد أن تمتلئ الشوارع باللافتات الدعائية فنحن نريد تقليل الإنفاق ليذهب إلى مكانه الصحيح وينفع الناس».
من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان، أمس، بدء الحملات الدعائية للمرشحين، الأحد المقبل، لكن عضو مفوضية الانتخابات حازم الرديني قال إن «موعد انطلاق الحملات مركزي وتحدده مفوضية الانتخابات في بغداد وهو السبت المقبل».
وذكر مدير مفوضية الانتخابات في كردستان العراق مازن عبد القادر خلال مؤتمر عقد في أربيل، أمس، أن «أي حزب أو كتلة لا تلتزم بتعليمات المفوضية ستتم معاقبتها». وأشار إلى أن «عدد مراكز الاقتراع في الإقليم بلغ نحو 7174 محطة».
أمنياً، قال الناطق باسم «مركز الإعلام الأمني» التابع لقيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في بيان، أمس، إن قوة من قيادة عمليات نينوى عثرت خلال عملية تفتيش في قلعة تلعفر الأثرية على «4 براميل مملوءة بمادة (سي 4) المتفجرة و3 براميل مفخخة و10 أحزمة ناسفة و100 قذيفة (هاون) وصواريخ (إس بي جي) و90 مسطرة تفجير». وأشار إلى «قيام القوة بتفجير المواد من دون وقوع إصابات في المفرزة العسكرية المنفذة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.