أميركا تراقب النظام المالي والطيران في قطر

ترمب شدد في لقائه مع تميم على ضرورة وقف تمويل الإرهاب

TT

أميركا تراقب النظام المالي والطيران في قطر

تعمل الأجهزة الأميركية على متابعة الأنظمة المصرفية والعمليات المالية في قطر، وذلك في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتحسين النظام القطري في تصنيف الجماعات الإرهابية وملاحقة ممولي الإرهاب على أراضيها، وذلك نتيجة للاتفاقية التي أبرمها الطرفان في يوليو (تموز) العام الماضي، إضافة إلى تحسين أنظمة الطيران القطرية، وفحص المسافرين.
وذكر لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أن الدوحة تنفذ برنامجاً لتصنيف الإرهابيين، بالتعاون مع أميركا، وذلك بعد توقيع اتفاقية وقف تمويل الإرهاب بين الطرفين العام الماضي، ونتج عن ذلك تصنيف القوائم الإرهابية التي أعلنت عنها الدوحة أخيرا.
وأكد مصدر رفيع المستوى أن قطر حققت تقدماً في مكافحة الإرهاب خلال الفترة الأخيرة، وذلك منذ توقيع اتفاقية وقف تمويل الإرهاب بين البلدين، وتم تبادل المعلومات حول الإرهابيين وممولي الإرهاب في قطر على حد قوله، مضيفاً: «قامت الولايات المتحدة وقطر بزيادة تبادل المعلومات حول الإرهابيين وممولي الإرهاب، وشارك الطرفان في التدريبات الفنية لمكافحة الإرهاب، وطرحا برامج لتحسين أمن الطيران وفحص المسافرين، وكذلك تحسين الإجراءات».
وقال المصدر إن الحكومة القطرية حققت تقدما مهما في مكافحة الإرهاب، وذلك نتيجة لمذكرة التفاهم التي وقعها ريكس تيلرسون وزير الخارجية آنذاك مع نظيره وزير الخارجية القطري في يوليو العام الماضي، مؤكداً أن الجهات الرسمية الأميركية تواصل العمل للقضاء على الإرهابيين، ومموليهم من خلال تنفيذ برنامج تصنيف إرهابي محسّن.
وأضاف: «وفقاً للاتفاقية التي أبرمت مع قطر، تعمل السلطات القطرية أيضاً بمراجعة قطاعاتها الخيرية والمالية للتعرف على نقاط الضعف التي تستخدم ضمن ممولي الإرهابيين للقضاء عليها، وهو ما يعمل عليه جميع شركائنا بشكل عام لمكافحة التهديد الإرهابي، ويجب على الجميع بذل المزيد من الجهد لمكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب».
واعتبر المصدر الدبلوماسي الأميركي أن بلاده تعتقد اعتقاداً راسخا أن المصالحة هي في مصلحة جميع الأطراف في المنطقة، إذ إن هذا النوع من الانقسام يأتي بنتائج عكسية على الأمن الإقليمي، موضحاً أنه لمس عواقب سلبية مباشرة اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا على المعنيين (في إشارة إلى قطر)، كما أن أميركا تدعم وحدة دول الخليج، ومساهمات تلك الدول في الكثير من الجبهات، لا سيما مكافحة الإرهاب، وهزيمة «داعش»، ومكافحة انتشار النفوذ الإيراني الخبيث (كما وصفه) في المنطقة.
وفي سياق متصل، تمحور اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالأمير القطري الشيخ تميم بن حمد في البيت الأبيض أول من أمس حول جهود الطرفين في مكافحة الإرهاب ووقف تمويله، إضافة إلى النقاشات التجارية بين البلدين، وأهم القضايا في المنطقة كالنزاع في سوريا، اليمن، والتدخلات الإيرانية بالشرق الأوسط.
وقال الرئيس ترمب للصحافيين خلال لقائه بأمير قطر، إن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على التأكد من التزام قطر بوقف تمويل الإرهاب، وكذلك الدول الأخرى في المنطقة السعودية والإمارات وغيرها: «نريد وقف تمويل الإرهاب تماماً».
فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، بعد لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد جاسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وجون سوليفان وزير الخارجية المكلف، عن مناقشة جهود قطر في وقف تمويل الإرهاب ومكافحته، مرحبين بالقرارات الأخيرة التي أعلنتها السلطات القطرية في الدوحة بتسمية بعض الكيانات والأشخاص في قطر ضمن لائحة الإرهاب.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».