مقاطعة أورانج تُغري بالمغامرات والتسوق

مدينة الملاهي بالمتنزه
مدينة الملاهي بالمتنزه
TT

مقاطعة أورانج تُغري بالمغامرات والتسوق

مدينة الملاهي بالمتنزه
مدينة الملاهي بالمتنزه

كشفت مقاطعة أورانج، كاليفورنيا مؤخرا عن مسار رحلة جديدة بطابع «أتراكشنز ستار». أي أنها مخصصة للعائلات التي تطمح لقضاء إجازة مليئة بالأنشطة والمغامرات في بوينا بارك، التي تقع على بعد 19.2 كلم شمال غربي وسط مدينة سانتا آنا. وتُعتبر بوينا بارك موطنا لواحد من أكثر مراكز السياحة في كاليفورنيا خبرة في مجال الضيافة. ففندق «ذي ستايج ستوب» الذي يُعرف حالياً باسم «ويلكم سنتر أورانج كاونتي» مثلا شُيد في عام 1890، ويستقبل كل موسم آلاف الضيوف الذين يعودون إليه مرارا لتكرار التجربة. ويمكن للمقيم فيه الحصول على كل المعلومات التي يحتاجها فيما يخص عناوين المطاعم والمعالم السياحية المحلية ومواقف السيارات وغيرها من التسهيلات.
من مزرعة نوتس بيري، تبدأ مغامرة «أتراكشنز ستار» في جو حافل بالتشويق، تتخلله أنشطة مثل تحدي ركوب مسارات التزلج الهوائية أو رحلة رباعية الأبعاد لاكتشاف الشعب المرجانية.
بينما تُوفر «نوتس بيري فارم» الواقعة في الجانب الآخر، قرية بكاملها للتسوق لمحبي التسوق إضافة إلى سلسلة من المطاعم المتنوعة عندما يشعرون بالتعب.
في المساء، هناك فعاليات لا تقل ابتكارا وحرصا على مخاطبة كل الأعمار والأذواق. فهي تُقدم للعائلات اقتراحات يمكن أن تكون في ناد موسيقي أو في أحد الملاهي بالنسبة للأطفال، أو في مقهى يتمتع بأجواء عائلية. وليس ببعيد من هنا، يوجد متنزه «نوتس سوك سيتي ووتر بارك» الذي يوفر فرصة الاستمتاع بأنشطة متعددة. فهو يتوفر على 16 زلاجة ومنزلق مائي بتصاميم تشبع عشاق المغامرات المائية. وإذا لم يكن كل هذا كافيا، فإن كافة الفنادق في بونيا بارك تقدم لضيوفها خدمة نقل مكوكية مجانية إلى مناطق الجذب الرئيسية مثل ديزني لاند ونوتس بيري فارم وكل ذلك في غضون 15 دقيقة بالسيارة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».