في عام 2014، عينت شركتان عالميتان مديرين تنفيذيين تلقيا تعليمهما في الهند، ويجمع بين الاثنين عامل مشترك؛ هو أنهما تخرجا في الجامعة الهندية المرموقة مانيبال.
عينت شركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا وعينت شركة نوكيا راجيف سوري، اللذين درسا هندسة الإلكترونيات في معهد مانيبال للتكنولوجيا - الذي أصبح الآن شبيها بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي الشهير. ويبشر تعيين الشخصيتين الهنديتين البارزتين في مناصب عليا في خلال ثلاثة أشهر من عام 2014 بفترة عظيمة لمعهد مانيبال للتكنولوجيا.
عندما تدخل إلى المعهد، تجد في مواجهتك لافتة كبيرة تحمل تهنئة لساتيا ناديلا وراجيف سوري. وفي حين تجري الأمور كالمعتاد في الحرم الجامعي، حيث يستعد الطلاب لامتحانات نهاية الفصل الدراسي المقبلة، إلا أن المرء يستطيع أن يستشعر الروح الاحتفالية في الممرات والمقصف والأماكن المشتركة، إذ إن مجرد ذكر اسم الرجلين الشهيرين كفيل بأن يشعل حماس الطلاب.
لا تتوقف قائمة الخريجين المشاهير عند هذين الاسمين. حينما تدخل مكتب المدير فينود توماس، تجد قائمة تضم نحو عشرة أسماء لخريجين استطاعوا الوصول إلى مراتب عليا. وأصبح اسم جامعة مانيبال محل تقدير ليس فقط في الهند، ولكن حول العالم. وتشهد على هذه الشهرة حقيقة التحاق 28,000 طالب من 60 دولة بالدراسة للحصول على شهادات جامعية وشهادات عليا في مختلف التخصصات في الجامعة.
ووصلت جامعة مانيبال إلى قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، في أول تصنيف عالمي للجامعات في مجموعة دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في العام الماضي. وأخيرا، انضمت إلى قائمة أفضل الجامعات الآسيوية لعام 2014. ومن بين 300 جامعة آسيوية شملتهم القائمة، توجد 17 مؤسسة هندية. وفي حين أن معظم الجامعات المذكورة من معاهد تكنولوجيا المعلومات، تصدرت جامعة مانيبال (التي احتلت المرتبة رقم 181) ترتيب الجامعات الهندية الخاصة. وفي ردود الفعل على التصنيف، صرح الدكتور إتش بهات، نائب رئيس جامعة مانيبال قائلا: {إنه إنجاز كبير لجامعة مانيبال. وسوف يحفز مؤسسات أخرى مثل جامعة مانيبال إلى العمل بجهد أكبر لتحقيق مركز أفضل بين المؤسسات العالمية}.
وعلى الرغم من الأضواء التي سلطها خريجو معهد مانيبال للتكنولوجيا البارزون على هذه المؤسسة التعليمية الدولية، وفي حين أن تلك الأحداث تبعث على سعادة المسؤولين في الجامعة بالتأكيد، إلا أنهم لا يتاجرون بها. في حديثنا مع الدكتور رمداس باي، رئيس جامعة مانيبال، أبدى تواضعا وهو يقول: {إن ذلك الإنجاز يرجع إلى جهديهما (ساتيا وسوري)}.
تحتل جامعة مانيبال أيضا المرتبة الثامنة في تصنيف الشبكة (4icu) للمعاهد والجامعات الدولية الخاص بالجامعات الهندية لعام 2014. تنتشر فروع الجامعة في كل من بنغالور ومانغالور وسيكيم وجايبور ودبي وماليزيا وأنتيغوا. كما أنها عضو في رابطة جامعات الكومنولث. وتقيم جامعة مانيبال أيضا تعاونا أكاديميا دوليا من خلال برامج التوأمة في تخصص الهندسة مع جامعات في أميركا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى.
الصلات العربية
وأقامت جامعة مانيبال فرعا لها في دبي في الإمارات العربية المتحدة في عام 2000، وتحولت إلى جامعة رائدة متعددة التخصصات في الشرق الأوسط، حيث تجذب الطلاب، ليس فقط في الإمارات ولكن أيضا في جميع دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وكما هو الحال مع الجامعة الأم في مانيبال، يقدم فرع الجامعة في دبي مجموعة متنوعة من التخصصات للطلاب الراغبين في الالتحاق بالدراسة الجامعية أو الدراسات العليا، من خلال مواد معملية وورش مكثفة في الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية ومجالات إبداعية وحديثة مثل التصميم الداخلي والإعلام والاتصالات. تقدم الجامعة أيضا برنامجا تفاعليا متخصصا في دراسات الإدارة والأعمال على مستوى الطلاب والخريجين أيضا.
كما أنشئت جامعة مانيبال الدولية في ماليزيا في عام 1997، لتقدم برامج دراسية في مختلف المجالات مع التركيز على مجالات العلوم والهندسة والإدارة والأعمال. تضم هيئة التدريس في الجامعة أشخاصا أصحاب إنجازات رفيعة من حول العالم. وبها أكثر من 10,000 طالب دولي يحملون 53 جنسية مختلفة، كما أنها تقيم علاقات تعاون مع أكثر من 60 جامعة كبرى.
وتاريخيا، كانت منطقة مانيبال، الواقعة على الساحل الغربي لجنوب الهند، أرضا مقفرة، مكونة من هضبة تعيش فيها حيوانات برية. على ظهر هذه الهضبة، منذ ما يزيد على 60 عاما، قرر الدكتور تونسي مادهافا انانثا باي أن يحدث تغييرا. تقع جامعة مانيبال في مدينة مانيبال التي تضج بالطلاب (في كارناتاكا). كانت جامعة مانيبال أول معهد خاص يجري الاعتراف به كجامعة من حكومة الهند، وأنشئت أول كلية في مانيبال في عام 1953.
واحدة من المميزات التي تتسم بها جامعة مانيبال هي التنوع. حيث تقدم الكليات مواد دراسية منظمة جيدا في أي مجال تقريبا. تضم الجامعة حاليا 26 كلية، معظمها حصل على شهادات أيزو في تخصصات الطب وطب الأسنان والهندسة والعمارة والتمريض والصحة والرعاية الصحية والصيدلة والإدارة والاتصالات والتكنولوجيا المعلومات والفندقة والتكنولوجيا الحيوية والطب التجديدي والإعلام وحتى تصميم المجوهرات.
تمتد الجامعة على مساحة 600 فدان، وتتميز بنيتها التحتية التعليمية بأنها من طراز عالمي. كما يضم الحرم الجامعي واحدا من أفضل متاحف التشريح، وواحدة من أرقى المكتبات في آسيا. وتستقبل المكتبة، المكيفة الهواء بالكامل، 1300 دارس، وتحتوي على 62,000 كتاب وما يزيد على 600 دورية.
يوجد أيضا في الجامعة المجهزة بالكامل مركز بحثي ذو شهرة عالمية. جدير بالذكر أيضا أن الحرم الجامعي {رقمي} بالكامل حيث تغطيه شبكة واي فاي على مساحة 100 فدان. ويجد الطلاب مرافق كثيرة لا تتوفر في كثير من المؤسسات الهندية مثل عدد من قاعات المطاعم على الطراز العالمي، ومساكن مكيفة الهواء وتم افتتاح مبنى متعدد الوحدات السكنية مؤخرا. وقد يكون المجمع الرياضي المطابق للمواصفات الدولية الأفضل في الهند بل وفي جنوب آسيا.
الحياة هنا هادئة ولكنها عالية الإنتاج. بعيدا عن صخب حياة المدينة، تسود أجواء هادئة وتنتشر الخضرة بما يلائم الطلاب. مانيبال ليست مدينة، ولكنها تعد مدينة في حد ذاتها. لا يفتقد سكانها توصيل البيتزا إلى المنازل أو الخروج مع الأصدقاء لتناول القهوة. كل هذا موجود في مانيبال، ولكن لن تجد التلوث الجاثم على المدينة. جميع الأحلام والتوقعات والمخاوف التي يواجهها طلاب السنة الأولى تحتضنها مانيبال. سوف تفاجئك الغرف الفندقية والأشخاص الذين يقدمون المساعدة والطعام اللذيذ وسوف تشعر وكأنك في بيتك.
يوجد ما يزيد قليلا على 100 جماعة طلابية تقنية وغير تقنية. من أبرز تلك الجماعات مافيا التي تعني بالموسيقى والفنون الجميلة، وفورمولا مانيبال، التي تقيم سباقا للسيارات في كل عام وتحضر سباقات سيارات عالمية. في العام الماضي، حصلت سيارة من تطوير جماعة فورمولا مانيبال على المركز الثاني في مسابقة أفضل السيارات الموفرة للتكاليف في أحد المحافل الدولية. كما يقيم معهد مانيبال للتكنولوجيا دورات متخصصة في صناعات محددة، بالتحالف مع شركات مثل سيسكو وشنايدر.
أين يمكن أن تجد مكانا مثل هذا للدراسة مع أشخاص وافدين من جميع أنحاء العالم ومن جميع مناحي الحياة؟ يتعلم الطلاب هنا الانخراط مع الناس من مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية. في مانيبال خليط من الثقافة يسمح للطلاب بالتعرف على الثقافات الأخرى وتقديرها واستيعابها. وما يجعل مانيبال فريدة بالفعل (وبالتالي طلابها) هو التنوع بين طلابها، وهو ما لا يتكرر في أي مؤسسة هندية أخرى. يأتي الطلاب من مجموعة واسعة من الخلفيات - أكثر من 60 جنسية مختلفة، تتنوع ما بين الطبقة الوسطى إلى النخب، ويتحدثون بأكثر من 100 لغة.
وعن الالتحاق بمانيبال، يقول مدير معهد مانيبال للتكنولوجيا الدكتور فينود توماس: {نتلقى عادة نحو 100,000 طلب التحاق سنويا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بسبب الشهرة الإضافية التي حققها لنا ناديلا وسوري}. ويستقبل مكتب جامعة مانيبال للقبول الدولي طلبات التحاق الطلاب الدوليين. ويتم إلحاق الطلاب الأجانب في بداية العام الأكاديمي الذي يبدأ في يوليو (تموز)/ أغسطس (آب) من كل عام.
تخصص جامعة مانيبال 15 في المائة من مقاعدها للطلاب الدوليين. ويعتمد قبول الطلاب بناء على الدرجات أو العلامات التي جرى الحصول عليها في الاختبار التأهيلي. ولا يشترط على الطلاب الدوليين خوض اختبار الدخول الذي يُجرى للطلاب الهنود المقيمين. ويمكن مراسلة مكتب القبول الدولي عبر البريد الإلكتروني للحصول على مزيد من التفاصيل والإجابة عن الاستفسارات.
معهد مانيبال للتكنولوجيا.. الهند تزاحم أميركا
الشركات العالمية تلتفت إلى خريجيه بعد دخوله قائمة {المائة} عالميا
معهد مانيبال للتكنولوجيا.. الهند تزاحم أميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة