محكمة باكستانية تمنع الحكومة من مضايقة زعيم «الدعوة»

حزبه المدرج على اللائحة الأميركية للإرهاب يتعهد خوض الانتخابات

جنود باكستانيون يدمرون عشرات الفدادين من المساحات المزروعة بالخشخاش في ولاية مهمند بالشريط القبلي على بعد 100 ميل من العاصمة إسلام آباد أمس (أ.ف.ب)
جنود باكستانيون يدمرون عشرات الفدادين من المساحات المزروعة بالخشخاش في ولاية مهمند بالشريط القبلي على بعد 100 ميل من العاصمة إسلام آباد أمس (أ.ف.ب)
TT

محكمة باكستانية تمنع الحكومة من مضايقة زعيم «الدعوة»

جنود باكستانيون يدمرون عشرات الفدادين من المساحات المزروعة بالخشخاش في ولاية مهمند بالشريط القبلي على بعد 100 ميل من العاصمة إسلام آباد أمس (أ.ف.ب)
جنود باكستانيون يدمرون عشرات الفدادين من المساحات المزروعة بالخشخاش في ولاية مهمند بالشريط القبلي على بعد 100 ميل من العاصمة إسلام آباد أمس (أ.ف.ب)

قضت محكمة لاهور العليا، أمس، بتوجيه الحكومة الباكستانية لعدم مضايقة حافظ سعيد محمد زعيم جماعة «الدعوة» المحظورة المطلوب أميركيّاً، وتركه يواصل نشاطه في مجال الرعاية الاجتماعية في البلاد. وأذنت المحكمة في قرارها الموجز لحافظ سعيد محمد ومنظمته الخيرية ذات الصلة بمواصلة أعمال الرعاية الاجتماعية في البلاد حتى 23 أبريل (نيسان) الحالي، وهو تاريخ جلسة الاستماع إلى الالتماس المقدم من قبل الشخص ذاته ضد إجراءات الحكومة.
وأصدر القاضي أمين الدين خان، الذي استمع إلى الالتماس المقدم من إيه كيه دوغار بالنيابة عن حافظ سعيد، أمراً إلى السلطات الباكستانية لتقديم ردودها على التماس زعماء جماعة الدعوة بحلول 23 أبريل المقبل.
وزعم سعيد في التماسه أن الحكومة كانت تتدخل في مشاريع الرعاية الاجتماعية الخاصة بحزبه نظراً لأن الحكومة قد انصاعت للضغوط التي تمارسها عليها الهند والولايات المتحدة الأميركية. وبدأت الحكومة الباكستانية في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي حملة ضد الجمعيات الخيرية التابعة لحافظ سعيد ثم جرى تعليق جميع العمليات بعد صدور مرسوم من الحكومة يقضي بأن جميع الجمعيات الخيرية التابعة لحافظ سعيد تندرج تحت اسم «المنظمات الإرهابية». ويقول الالتماس إن منع أي تنظيم أو حزب من الانخراط في العمل الخيري يتعارض مع الدستور المعمول به في البلاد.
وقال نديم عوان الناطق الرسمي باسم جماعة «الدعوة» لـ«الشرق الأوسط» إنه قد تم إيقاف نظام الرعاية الاجتماعية بالكامل لدى الجماعة. وأضاف أنه تم إغلاق أو استيلاء الحكومة على العيادات، والمستشفيات، والمدارس، والكليات، ومشروعات إمداد المياه. وفي رأيه، أن هذا يعني التباطؤ الشديد في الخدمات المقدمة في ظل السيطرة الحكومية على المشاريع. وقال إن هناك نحو 20 ألف عامل يعملون لدينا على هذه المشاريع، ومن بينهم سائقو سيارات الإسعاف، والمسعفون، والمدرسون، والأطباء، والمهندسون. وأضاف أنه تم تعطيل خدمات الإسعاف بجماعة «الدعوة» منذ أن صادرت مراكز الشرطة المحلية سيارات الإسعاف التابعة للجماعة.
في غضون ذلك، تعهد حزب سياسي باكستاني أدرجته الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بمواصلة أنشطته السياسية والمشاركة في الانتخابات المقبلة. ويهيمن على حزب رابطة ملة المسلمين حافظ سعيد الذي رصدت الولايات المتحدة عشرة ملايين دولار مكافأةً للقبض عليه. وذاع صيت الحزب بعدما قدَّم مرشحاً في الانتخابات التي جرت في سبتمبر (أيلول) 2017 لاختيار خليفة لرئيس الوزراء المخلوع نواز شريف. وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن رابطة ملة المسلمين تُعدّ واجهة لمنظمة عسكر طيبة المتشددة المتهمة بهجوم دموي في مومباي بالهند عام 2008.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».