عائلة لبناني معتقل في إيران تلجأ إلى المجلس الدستوري لوقف عرقلة ترشحه للانتخابات

TT

عائلة لبناني معتقل في إيران تلجأ إلى المجلس الدستوري لوقف عرقلة ترشحه للانتخابات

فنّدت عائلة الشاب اللبناني نزار زكا المعتقل في إيران منذ سنتين، ما سمتها «الخروق والتجاوزات والانتهاكات التي قامت بها الدولة اللبنانية بحقه، واستمرارها في عرقلة ترشحه للانتخابات النيابية، بما يخالف شفافية وحسن تنفيذ هذه الانتخابات وحماية حقوقه المحفوظة في أحكام الدستور». وأعلنت أنها ستلجأ إلى المجلس الدستوري للطعن بهذه الإجراءات، وحفظ حقّ ولدها بصفته مواطنا لبنانيا في الترشّح للانتخابات.
وأشارت العائلة، في بيان طويل ومفصّل، إلى أن ولدها نزار «المختطف والمأخوذ رهينة في إيران، طلب من شقيقه ومحاميه التقدم بطلب ترشحه للانتخابات البرلمانية، ومنذ بدأت عملية استحصال المحامي على الأوراق والمستندات بدأت عرقلتها بدءا من محاولة الحصول على بيان قيد فردي، مرورا بالسجل العدلي، وصولا إلى رفض تسلّم طلب الترشيح، بذريعة عدم توفر المستندات المطلوبة، ما يظهر أن الدولة حرمته من حق أساسي له بصفته مواطنا».
وكشفت العائلة أنها تقدمت بمذكرة ربط نزاع، لحفظ حق ابنها بعد رفض وزارة الداخلية طلب ترشحه، واستندت المذكرة إلى «عدم المساواة في قبول تصاريح الترشح على الانتخابات النيابية وغيرها من الأسباب المستندة إلى مخالفة قانون الانتخابات، إلا أن وزارة الداخلية رفضت أيضا تسلم مذكرة رفض النزاع، ما اضطر وكيله القانون المحامي ماجد دمشقية إلى إرسال المذكرة إلى وزارة الداخلية بواسطة البريد المضمون». وعبرت عن صدمتها، لأن «البريد الذي أرسل بواسطة شركة (ليبان بوست) لم يصل إلى الوزارة ليتم تسجيل الشكوى كربط نزاع، وبناء على ذلك تقديم شكوى إلى مجلس شورى الدولة».
وشددت عائلة زكا على أنها تواجه «خطة منظمة لتفادي وعرقلة الترشح الشرعي لولدها نزار زكّا، في ضوء الإجراءات والأحداث الواضحة للغاية حتى الآن، لذلك قرر نزار زكا ومحاموه إعادة فتح شكواهم التي تم إعدادها مسبقا إلى مجلس شورى، على أن تأخذ في عين الاعتبار أن الوزارة والوزير (نهاد المشنوق) لا يريدان تسجيل شكوى المواطن اللبناني الذي قدم ترشيحه لانتخابات 2018». وأوضحت أن المحامي «ذهب إلى مجلس شورى الدولة لتقديم الشكوى، فَطُلِب منه الذهاب إلى مكان آخر، وإجراء تغييرات من أجل التحرك بسرعة مع القرار، بعد ذلك تمكن نزار زكا (من خلال محاميه ماجد دمشقية) مؤخرا من تقديم الشكوى إلى مجلس شورى الدولة، ومع جاء رد المجلس مفاجئا بشكل مدهش: تم إبلاغ المحامي أن الشكوى مرفوضة بسبب ورودها خارج المهلة القانونية».
وختمت عائلة زكا بيانها بالقول: «الشيء المضحك هو أنه قد مضى شهر واحد تقريبا، ولا تزال مذكرة ربط النزاع في طابور الفرز في البريد، والآن ومع كل الأحداث المذكورة أعلاه، ليس أمام نزار زكا وفريقه القانوني من خيار سوى الذهاب إلى المجلس الدستوري، على أمل أن يمنح هذا المجلس الحق للمواطن اللبناني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.