حول أبناء نادي الفيصلي أحلامهم لحقيقة على أرض الواقع بعدما بلغوا نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الأول في تاريخهم، ولم يأبه «عنابي سدير» منذ الدور الأول من هذه البطولة بمن سيواجه وتخطى منافسيه واحداً تلو الآخر، حتى بلغ الاختبار الحقيقي بمواجهة الأهلي صاحب الرقم القياسي في إحراز لقب هذه البطولة، وألحقه بمن سبقه، معلناً عن مولد فارس جديد في المسابقات السعودية.
وصول الفيصلي لنهائي أغلى البطولات السعودية، لم يأت بمحض الصدفة، كما أن طريقه لم يكن ممهداً بالورود، حيث تخطى الفريق في الدور الأول الوطني خارج قواعده في مباراة مثيرة شهدت تقدم الوطني لكن عزيمة الفيصلاويين قادتهم لقب الطاولة رأساً على عقب، وخطف بطاقة التأهل.
بينما ألغى الفيصلي في دور ثمن النهائي مفاجأة النجوم وتغلب عليه بهدفين دون رد، وطار للخبر لمواجهة القادسية في دور ربع النهائي، والأخير أقصى الهلال بطل النسخة الماضية، وتكرر سيناريو مواجهة الوطني، وتقدم القادسية بهدف لكن ثقافة الانتصارات كانت حاضرة واستطاعوا تسجيل ثلاثة أهداف في شوط المباراة الثاني، ليضربوا موعداً مع الأهلي في نصف النهائي.
ويقف خلف هذا الإنجاز التاريخي فهد المدلج رئيس مجلس إدارة النادي، حيث سيكون تمكن الفيصلي من خطف لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه منجزاً سيتذكره الأجيال المتعاقبة بكل فخر.
وقاد المدلج الفيصلي خلال 16 سنة ماضية محققاً معه نجاحا خلف نجاح بداية من صعوده من دور الدرجة الثالث إلى الثانية ومنه إلى الأولى حتى وصوله إلى الدوري السعودي للمحترفين بفضل الاستقرار الإداري وحنكته في استقطاب الأسماء المميزة سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي، واعتماده على المدرسة الأوروبية في قيادة الفريق فنياً.
ويعتبر المدلج أول من تعاقد في الخليج مع الكرواتي زلاتكو مدرب منتخب كرواتيا حالياً، قبل أن ينتقل من تدريب الفيصلي لتدريب الهلال السعودي ومنه للعين الإماراتي، وحقق مع الأخير نجاحات لافتة قادته لتولي منصب المدير الفني لمنتخب بلاده حتى نهاية العام 2020. وهذا يثبت بعد نظر الإدارة الفيصلاوية في دقة التعاقدات وحسن الاختيار.
كما لم تبدد النتائج السلبية التي تعرض له الفريق في الجولات الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين ثقة الإدارة بالجهاز الفني الحالي، وتسببت في تراجعه من المركز الثالث للمركز الرابع، وهذا التعامل الاحترافي من إدارة المدلج في كيفية تسيير عجلة النادي ومنح المدرب الفرصة الكافية لتقديم كل ما لديه، قلما يوجد في أي من الأندية السعودي الأخرى.
وعلى الرغم من قلة المداخيل المادية للنادي، وعزوف أعضاء الشرف عن تقديم الدعم المالي الضخم كحال الأندية الجماهيرية الأخرى، التي تصل ميزانيتها السنوية إلى قرابة 200 مليون ريال، فإن إدارة الفيصلي استطاعت التربع على المركز الرابع في الدوري السعودي للمحترفين، وبلوغ نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بميزانية لم تتجاوز الـ45 مليون ريال.
ويرى فهد المدلج أن الوصول إلى نهائي كأس الملك، شرف لا يضاهيه أي شرف، وتتويج لكل الفيصلاويين، مؤكداً أن تخطي الأهلي واللعب على النهائي حال تحقق بجهود الجهازين الفني والإداري وعزيمة اللاعبين، ودعوات والدته.
مبيناً أحقية فريقه ببلوغ نهائي أغلى البطولات عطفاً على العطاء الذي قدمه طوال هذا الموسم الرياضي الذي يعتبر الأفضل للفيصلي منذ صعوده لدوري الكبار، لافتاً أن هذا العمل هو امتداد لما قدمه «عنابي سدير» في المواسم السابقة، وشدد على مواجهة الأهلي الأخيرة شهدت المستوى الحقيقي للاعبين الذين توجوا عطاءهم بتحقيق الانتصار الأثمن.
ولم ينس رئيس الفيصلي في خضم الأفراح التي اختلطت في الدموع والابتسامة من أبناء «حرمة» وهي المحافظة الصغيرة التي ينتمي لها النادي بالقرب من محافظة المجمعة شمال مدينة الرياض، 150 كلم، أن يقدم الشكر لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ الذي قدم كل التسهيلات للأندية السعودية ومن ضمنها نادي الفيصلي.
كما امتدح الخطوة التي أقرتها الهيئة الرياضية بفرض تقنية «الفيديو» في الدور نصف النهائي، حيث تم احتساب هدف المباراة الوحيد بعد الرجوع للقطة التلفزيونية، مؤكداً أن تقنية «الفيديو» أنصفتهم ونقلتهم للنهائي، كأول فريق سعودي يستفيد منها، كون الحكم لم يحتسب الهدف إلا بعد استعانته بالحكم المسؤول عن هذه التقنية.
وتمنى أن تعكس المباراة النهائي التي ستجمع فريقه بالاتحاد بالمستوى المشرف للكرة السعودية وأن يقدم الفريقين المستوى المأمول، وشدد على أن طموح الفيصلي لن يتوقف عند الوصول للنهائي، وسيقدم الفريق كل ما لديهم لنيل اللقب الأغلى وكتابة تاريخ جديد في صفحات النادي.
وعن المكافأة المالية، قال «صاحب المركز الثاني سيحصل على 5 ملايين ريال، والفائز بالبطولة سيحصل على 10 ملايين، ونحن سنلعب من أجل تجيير الـ10 ملايين في حساب النادي، وضمان إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا، وهذا لن يؤثر على عطاء الفريق في الجولتين المتبقيتين من الدوري السعودي للحفاظ على مركزنا الرابع على سلم الترتيب».
وعن الأسباب التي دعته للعدول عن التنحي عن رئاسة النادي في بداية الموسم، واستمراره للعام الـ16 على التوالي في كرسي الرئاسة، أكد أن إصرار الفيصلاويين هو من دعاه للبقاء هذا الموسم بعدما وجد إلحاحا من والدته للابتعاد عن المجال الرياضي، للحفاظ على صحته بسبب الضغوط التي يواجهها رؤساء الأندية، لكنه قطع لها وعداً أن يكون هذا الموسم آخر موسم له في المجال الرياضي، ولهذا اختار المدلج أن يكون ختامها مسك.
الفيصلي يحلم بأول كأس في تاريخه
بلوغ المباراة النهائية جاء تتويجاً لمجهودات إدارته ولاعبيه
الفيصلي يحلم بأول كأس في تاريخه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة