عُشب ملعب المونديال لا يزال ينمو في ألمانيا

المباراة التجريبية الأولى على أرضه تقام في 28 أبريل

ملعب مدينة سامارا بروسيا (أ.ب)
ملعب مدينة سامارا بروسيا (أ.ب)
TT

عُشب ملعب المونديال لا يزال ينمو في ألمانيا

ملعب مدينة سامارا بروسيا (أ.ب)
ملعب مدينة سامارا بروسيا (أ.ب)

يعاني ملعب مدينة سامارا الروسية، الذي من المقرر أن يستضيف مباريات ضمن كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق منتصف يونيو (حزيران)، من تأخير في مجالات مختلفة، منها أن عشب أرضه لا يزال ينمو في ألمانيا.
وكان من المقرر أن تنتهي أعمال إنشاء الملعب في ديسمبر (كانون الأول)، إلا أن هذا الموعد أرجئ بشكل متكرر.
وأضيف هذا التأخير إلى سلسلة عوائق عرقلت مسيرة ملعب المدينة الواقعة في جنوب غرب روسيا، مثل استبدال سقفه الزجاجي الفخم بهيكل من الحديد لتوفير الوقت والمال.
وتعد المشاكل التي تصيب عملية إنشاء هذا الملعب، مثالاً حياً على الصعوبات التي تشهدها ورشات عمل لمواقع مضيفة للعرس الكروي العالمي الذي ينطلق بعد أقل من ثلاثة أشهر.
وفي أعقاب زيارة تفقدية إلى ملعب سامارا، قال رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كولين سميث إن ثمة «كمية هائلة من العمل لا يزال من المطلوب القيام بها (...) بالطبع نتوقع تقدماً أكبر من هذا».
وعلى رغم هذا التأخير، يسود انطباع بأن روسيا ستكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وإنجاز هذا الملعب في موعد ملائم قبل استضافته المباراة الأولى المقررة على أرضه، التي ستكون في 17 يونيو (حزيران) بين كوستاريكا وصربيا ضمن منافسات المجموعة الخامسة.
إلا أن الوصول إلى مرحلة يفتقد فيها ملعب «فولغا ريفر ستاديوم» إلى أرضيته العشبية قبل أقل من ثلاثة أشهر على صافرة البداية للمونديال، تسبب بأزمة أدت إلى الإطاحة بأبرز المسؤولين المحليين من منصبه.
فعقد تلزيم الملعب الذي استوحي تصميمه من شكل «صحن فضائي طائر»، ويعرف باسم «السلم إلى الكون»، أبرم قبل أربعة أعوام، وفازت به شركة مقاولات معروفة على مستوى الإقليم الروسي حيث تقع المدينة.
وصمم الملعب الذي يتسع لنحو 45 ألف متفرج، ليكون أحد المعالم الأساسية في المدينة الصغيرة المساحة نسبياً (نحو 541 كلم مربع)، والواقعة على مسافة أكثر من ألف كلم من موسكو. وفي مسعاها للإفادة من فرصة المونديال لبناء معلم يفيد المدينة على المدى البعيد، قامت سلطات سامارا بإضافة متاجر ومشاريع متنوعة إلى المشروع الأساسي، ما جعل مساحته تزداد بنسبة 40 في المائة عن المساحة الأساسية الملحوظة.
في منتصف 2016 بدأت المشاكل بالبروز: تقديرات كلفة الإنشاء وصلت إلى حدود 300 مليون دولار متجاوزة بأشواط الكلفة المتوقعة، نصف الملعب فقط أنجز، والفيفا بدأ بالتنبه إلى أن مشاكل أكبر ستقع لا محالة.
فرضت التعديلات التي أدخلت على تصميم الملعب لضمان عدم تضخم كلفته بشكل كبير، إضافة إلى التأخير في إنجازها، تأخير موعد تسليمه المتوقع، من ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى مارس (آذار) 2018، ولاحقاً نهاية أبريل (نيسان). ومن المقرر أن تقام المباراة الاختيارية الأولى على أرض الملعب في 28 أبريل، في حال كان العشب جاهزاً.
ومنحت وزارة الزراعة الروسية سلطات مدينة سامارا إذناً خاصاً لشراء عشب الملعب من ألمانيا، سعياً لتفادي المشاكل التي غالباً ما طبعت أرضيات الملاعب الروسية. المفارقة أن العشب بات جاهزاً عملياً، إلا أن التأخر في أعمال إنشاء الملعب يعني غياب أي مكان متوافر حاليا لمده.
وما زاد الطين بلة أن السلطات كانت قد لحظت إقامة منشأة مؤقتة لتخزين أرض الملعب العشبية في درجة حرارة معتدلة خلال الشتاء الروسي القارس، إلا أن هذه المنشأة انهارت في فبراير (شباط) تحت ثقل الثلج.
وقال سميث في أعقاب زيارته الروسية «ليست لدينا أرضية حالياً ومن الواضح أن علينا الانتظار لتوافر ظروف مناخية أكثر اعتدالاً لوضع العشب»، علماً أنه أدلى بتصريحاته في وقت سابق من مارس على مقربة من الملعب، في مكان بدا أشبه بسهل من الثلج الكثيف.
وشهدت روسيا في الأشهر الماضية أحد أكثر فصول الشتاء برودة في الأعوام الماضية، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى ما فوق الصفر في سامارا في الأيام المقبلة.
ويرغب المنظمون في إقامة مباراتين أو ثلاث مباريات على الأقل على سبيل التجربة في الملعب، كغيره من الملاعب الجديدة المضيفة للمونديال.
إلا أن نائب رئيس الحكومة المشرف على الملف الرياضي فيتالي موتكو، أكد الجمعة أن «كل شيء يرتبط بالأحوال الجوية».
أضاف: «نرغب في إقامة المباراة التجريبية الأولى في 28 أبريل. في الوقت الراهن، لا خطط لدينا لإرجاء ذلك».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».