أصوات شعرية متنوعة في أيام قرطاج الشعرية بتونس

أيام قرطاج الشعرية
أيام قرطاج الشعرية
TT

أصوات شعرية متنوعة في أيام قرطاج الشعرية بتونس

أيام قرطاج الشعرية
أيام قرطاج الشعرية

رددت جدران مدينة الثقافة في العاصمة التونسية أصوات الشعراء من تونس وعدد من دول العالم، ضمن فعاليات أيام قرطاج الشعرية التي جاءت لقرض الشعر، لتؤنس الفعاليات الثقافية التونسية المعروفة والمرتبطة باسم قرطاج، وهي أيام قرطاج السينمائية والمسرحية والموسيقية.
ولئن عبر بعض المتابعين للشأن الثقافي التونسي عن صعوبة تنظيم أيام قرطاج الشعرية نتيجة الحالة الخاصة للشعر، فإن الشاعرة التونسية جميلة الماجري كانت مؤمنة بهذه التظاهرة التي تجمع عشرات الشعراء، فيما يشبه «سوق عكاظ» حقيقية للشعر، ودافعت عن هذه التظاهرة وأصرت على نجاحها.
وفي هذا السياق قالت الماجري، مديرة أيام قرطاج الشعرية، إن الشعر ليس أقل شأناً ولا تأثيراً في الحياة العامة من السينما والمسرح والموسيقى، بل إن كل الفنون تحتاج الشعر، وتحتاج لمشاعر الشعراء. وأضافت أن الإيمان بقيمة الشعر تدعو الجميع إلى غرسه في نفوس الناشئة، وقالت إن حضور الشعراء وأحباء الشعر في هذه التظاهرة يؤكد على الدور الهام للشعر في حياتنا اليومية فهو قادر على استلهام النفوس لقيم الجمال والحياة بمعانيها النبيلة، على حد تعبيرها.
وانطلقت الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية، مساء الخميس 22 مارس (آذار) 2018 بمدينة الثقافة، تحت شعار «احتفاء بالشعر احتفاء بالحياة» على إيقاع الشعر والرقص والموسيقى، واحتضنتها قاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة في أول نشاط رسمي لها إثر افتتاحها قبل يوم واحد من انطلاق هذه التظاهرة الشعرية.
وتحمل هذه الدورة اسم الشاعر التونسي الراحل جعفر ماجد، حيث ستشهد مسابقة في الإبداع الشعري التي سترصد لها جائزتان، جائزة جعفر ماجد في الشعر وقيمتها خمسة عشر ألف دينار تونسي، وجائزة العمل الشعري البكر وقيمتها عشرة آلاف دينار تونسي، إضافة إلى مسابقة أحسن قصيدة للشعراء الشبان ومسابقة المخطوط الشعري الأول للشعراء الشبان أيضاً.
واعتمد حفل الافتتاح الذي حمل عنوان «نوار الكلام» على لوحة فنية جمعت فنون الرقص والموسيقى والشعر، واستحضرت أفضل الكلمات الشعرية التي تغنت بتونس وقرطاج على غرار أشعار نزار قباني وأبي القاسم الشابي والمنصف الوهايبي والصغير أولاد أحمد ومنور صمادح ومحمود درويش.
وتتواصل أمسيات أيام قرطاج الشعرية بمدينة الثقافة إلى غاية نهاية الشهر الحالي، بمشاركة لشعراء من تونس والخارج على غرار آدم فتحي ومنصف مزغني ويوسف رزوقة من تونس وشربل داغر (لبنان) وداودا كايتا (مالي) وحسن طلب (مصر) وجانين الكراز (إسبانيا) وغسان زقطان (فلسطين).
وبرمجت هيئة تنظيم أيام قرطاج الشعرية عديد الندوات حول «الشعر وسؤال الكونية» و«الشعر وسؤال الترجمة» و«تحولات القصيدة العربية» و«الشعر والمؤسسات الإعلامية» كطرائق لمواكبة النص الشعري في بعديه التربوي والجمالي. وستخصص عدد من الورشات الشعرية حول أبي القاسم الشابي وبوشكين وغوته ومحمود درويش ونزار قباني ومنور صمادح وشارل بودلير وبدر شاكر السياب، وكلها تبحث عن أسرار الشعر فيما خلفه هؤلاء الشعراء.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.