اتفاقيات التجارة الحرة ترفع عائدات تركيا 35% في 10 سنوات

الأردن ألغى اتفاقيته مع أنقرة لحماية قطاعه الصناعي

اتفاقيات التجارة الحرة التي بلغت نحو 35 اتفاقية زادت حجم التجارة التركية بشكل كبير خلال العقد الأخير (رويترز)
اتفاقيات التجارة الحرة التي بلغت نحو 35 اتفاقية زادت حجم التجارة التركية بشكل كبير خلال العقد الأخير (رويترز)
TT

اتفاقيات التجارة الحرة ترفع عائدات تركيا 35% في 10 سنوات

اتفاقيات التجارة الحرة التي بلغت نحو 35 اتفاقية زادت حجم التجارة التركية بشكل كبير خلال العقد الأخير (رويترز)
اتفاقيات التجارة الحرة التي بلغت نحو 35 اتفاقية زادت حجم التجارة التركية بشكل كبير خلال العقد الأخير (رويترز)

أسهمت اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين تركيا وعدد من الدول في رفع حجم تجارتها بنسبة كبيرة للغاية خلال العقد الأخير. وبحسب بيانات لهيئة الإحصاء التركية، قفز حجم التجارة الخارجية التركية مع 21 دولة والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، والتي وقعت تركيا معها اتفاقيات للتجارة الحرة، بنسبة 35.3 في المائة، لتصل إلى 41.6 مليار دولار خلال العقد الماضي.
وشهد حجم التجارة الخارجية مع 17 دولة، والرابطة الأوروبية، ارتفاعاً متواصلاً ما بين عامي 2008 و2017، بينما شهدت 4 بلدان انخفاضا خلال الفترة نفسها.
وسجل حجم التجارة الخارجية مع فلسطين ارتفاعاً كبيراً خلال العقد الماضي بنسبة 337.7 في المائة، ليصل إلى 92.4 مليون دولار خلال العام الماضي (2017)، بعد أن كان 21.1 مليون دولار، وارتفع مع صربيا بنسبة 117.8 في المائة ليصل إلى 1.1 مليار دولار، ومع ماليزيا بنسبة 112.6 في المائة ليصل إلى 3.4 مليار دولار. وفي الوقت ذاته، ارتفع حجم التجارة على أساس المبلغ إلى حدٍ كبير مع كوريا الجنوبية من 4.4 مليار دولار عام 2008، إلى نحو 7.2 مليار دولار العام الماضي 2017، بعد أن تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية عام 2013.
وتراجع حجم التجارة الخارجية مع جورجيا وتونس، والدول الأربع ضمن الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، وهي سويسرا والنرويج وآيسلندا وليختنشتاين، وكذلك انخفض مع سوريا بعد أن تم تعليق اتفاقية التجارة الحرة معها عام 2011.
ووقّعت تركيا حتى الآن 35 اتفاقية تجارة حرة، أُلغيت 11 منها بسبب ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما يُنتظر أن تحقق ثلاث اتفاقيات تجارة حرة مع كل من لبنان، وكوسوفو، والسودان، بعد الموافقة عليها.
وبلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية لتركيا نحو 390.82 مليار دولار، تتوزع ما بين 233.8 مليار دولار على شكل واردات، و157.02 مليار دولار كصادرات.
وألغت الحكومة الأردنية، الأحد الماضي، اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع تركيا بسبب التحديات التي تواجه قطاع الصناعة الأردني جراء إغلاق المنافذ الحدودية مع الدول المجاورة وانحسار الأسواق التصديرية التقليدية أمام الصادرات الوطنية.
وقال وزير الصناعة والتجارة الأردني يعرب القضاة إن قرار مجلس الوزراء بإلغاء الاتفاقية يهدف إلى دعم القطاع الصناعي والزراعي والإنتاجي بالبلاد وزيادة قدرته التنافسية في السوق المحلية والأسواق الخارجية. وأضاف أن القرار سيجنب القطاع الصناعي المزيد من الآثار السلبية التي لحقت به، في ضوء المنافسة غير المتكافئة التي يتعرض لها من البضائع التركية.
وأشار إلى أن اتفاقية الشراكة الأردنية التركية ومنذ دخولها حيز التنفيذ في عام 2011 لم تحقق النتائج المرجوة منها، بل ساهمت في ارتفاع العجز في الميزان التجاري لمصلحة الجانب التركي مع عدم قيام الأخير بإحداث فرق يذكر في حجم التدفقات الاستثمارية التركية للأردن. على صعيد آخر، تستضيف ولاية كونيا (وسط تركيا) الملتقى الاستثماري للثروة الحيوانية والزراعية خلال الفترة بين 21 و24 مارس (آذار) الجاري بمشاركة نحو 150 مستثمراً، معظمهم من السعودية.
وقال مصطفى جوكصو، كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التابعة لرئاسة مجلس الوزراء التركي، إن غرفتي تجارة وصناعة الرياض وجدة تستعدان للمشاركة في الملتقى بهدف تعزيز العلاقة التجارية والاقتصادية بين الدولتين وزيادة التبادل التجاري.
ولفت جوكصو إلى أنه سيتم عقد ورشة عمل لتقديم تسهيلات للمستثمرين السعوديين المشاركين في الملتقى الاستثماري، قائلا إن الملتقى سينظم بالتعاون مع وزارة الأغذية والزراعة والثروة الحيوانية التركية بحضور وزير الزراعة أحمد فاقي بابا.
وأشار إلى أن الاستثمارات السعودية التركية تنمو وتتوسع في الكثير من القطاعات، تزامن معها صدور الكثير من الأنظمة والقوانين والإعفاءات من الضرائب، وتقديم جملة من التسهيلات التي تساعد على زيادة حجم الاستثمار.
من ناحية أخرى، قال إدواردو ريكاردو غراديلوني نيتو، السفير البرازيلي في أنقرة، إن التعاون بين البرازيل وتركيا في قطاع الطاقة سيشهد ارتفاعاً تدريجياً خلال السنوات المُقبلة، ومن المتوقع وصول حجم التعاون المُحتمل بينهما في قطاع الطاقة إلى نحو 440 مليون دولار، بحلول عام 2026.
وأشار نيتو إلى أن حجم التجارة بين تركيا والبرازيل ارتفع من 1.8 مليار دولار عام 2016. إلى نحو 2.2 مليار دولار العام الماضي 2017. وقال السفير البرازيلي إن التحسن المستمر في العلاقات الاقتصادية بين البلدين سينعكس إيجاباً على الاستثمارات المشتركة عام 2018، حيث حُددِت مجالات التعاون بين البلدين من خلال الاجتماعات الدورية التي يعقدها ممثلو الصناعة والتجارة، ولجنة التعاون الاقتصادي بين البلدين.



التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

«مافيش بيض يا ماما على الفطار... أو حتى خضار... جبنة وعيش بس؟».

هكذا أبدى الطفل يوسف اندهاشه من المائدة التي كانت في يوم من الأيام تمتلئ بأنواع كثيرة من الطعام الصحي. لكن الأم ردت بتلقائية: «البيضة مش كل يوم، (البيضة) بقت بـ7 جنيه، والجبنة فيها فيتامينات اللبن».

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة. كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً، التي بدأت هي الأخرى في تقليل الأصناف والأحجام، لتخفيض الأسعار نسبياً أو ثباتها على الأقل، من خلال «عروض موسمية» لفترة محدودة.

ارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية، لأول مرة منذ 5 أشهر، إلى 26.2 في المائة في أغسطس (آب) من 25.7 في المائة في يوليو (تموز). حسبما أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.

ويعني ارتفاع معدل التضخم بنسبة 26 في المائة أن الأسعار ترتفع بأكثر من الربع على إجمالي المصروفات سنوياً، وهو ما لم ينعكس على معدلات الأجور في مصر بنفس النسبة.

وهذا ما حاولت الأم إيصاله لابنها البالغ 10 سنوات، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع الأسعار قلص عدد أصناف الطعام، وبالتالي الفيتامينات التي يجب أن تقدَّم للطفل في هذه السن... ودائماً ما يشتكون من هذا.. لذلك اضطررت إلى أن ألجأ إلى أصناف (الأكل الكدّابة)! للتغلب على هذه الشكوى... هذا كل ما أستطيع أن أفعله!».

اشتهر في مصر خلال الفترة الحالية بعض الأكلات المسماة «الوجبات الكدّابة»، للتغلب على ارتفاع الأسعار، مثل «البانيه الكدَّاب»، وهو عبارة عن كمية صغيرة من الفراخ البانيه يُزاد حجمها بخلطها بالبطاطس المسلوقة والدقيق، لتعطي مذاقاً مقارباً للفراخ البانيه؛ وباقي الأصناف المرتفعة في الأسعار تقلَّد على نفس المنوال. ولجأت الأمهات إليها مؤخراً للتغلب على ارتفاع الأسعار بعد زيادة «شكوى الأولاد من ساندويتشات زملائهم في المدرسة»، وفقاً لأم الطفل يوسف، الأربعينية، خريجة التجارة.

بلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين في إجمالي الجمهورية 231.1 نقطة لشهر أغسطس 2024، مسجلاً بذلك تضخماً شهرياً قدره 1.9 في المائة.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع مجموعة الخضراوات بنسبة 14.3 في المائة، ومجموعة خدمات النقل بنسبة 14.9 في المائة، ومجموعة خدمات البريد بنسبة 6 في المائة، ومجموعة الأجهزة المنزلية بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.1 في المائة، ومجموعة خدمات المستشفيات بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.4 في المائة، ومجموعة الفاكهة بنسبة 0.9 في المائة، ومجموعة المياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 1.7 في المائة، ومجموعة الملابس الجاهزة بنسبة 1.2 في المائة.

وانخفض الجنيه المصري أمام الدولار من 30.91 جنيه في مارس (آذار) الماضي، إلى نحو 48.5 جنيه، بتراجع نحو 60 في المائة، وهو ما سمح باتفاق مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار.

ونتيجة لذلك، رفعت الحكومة أسعار عدد كبير من المنتجات المدعومة للسيطرة على عجز الموازنة الذي بلغ 505 مليارات جنيه (10.3 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ومع اعتزام الحكومة استمرار رفع الأسعار أو بالأحرى رفع الدعم من السلع المدعومة، حتى نهاية عام 2025، من المتوقع أن يبقى التضخم بعيداً عن نطاق البنك المركزي المصري المستهدَف عند 7 في المائة (+/- 2 في المائة).

ومن المقرر أن يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أرقام التضخم لشهر أغسطس يوم الخميس المقبل.

وتتوقع مؤسسة «فيتش سوليوشنز» أن يظل معدل التضخم السنوي في مصر ثابتاً في النصف الثاني من العام الجاري، بمتوسط 27 في المائة على أساس سنوي، نتيجة الزيادات المقررة في أسعار الكهرباء والوقود والمنتجات الغذائية. متوقعةً تراجع المعدل السنوي للتضخم إلى أقل من 20 في المائة بحلول فبراير (شباط) 2025.

وقررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها الأخير، الإبقاء على أسعار الفائدة للإيداع والإقراض دون تغيير عند 27.25 و 28.25 في المائة بالترتيب، وهذا ما يزيد قليلاً على معدل التضخم السنوي المسجل لشهر أغسطس الماضي.

وتنعكس معدلات التضخم ليس على موائد المصريين فقط، بل على أعمالهم أيضاً، فقد أظهر مؤشر «بارومتر الأعمال»، التابع للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أنه «لا تزال التحديات المرتبطة بارتفاع التضخم تتصدر قائمة المعوقات بالنسبة لجميع الشركات خلال الربع الثاني من العام الجاري، يليها في المرتبة الثانية الارتفاع المستمر في تكاليف الطاقة والمياه، والذي يمثل عبئاً إضافياً على الشركات خصوصاً في ظل توجهات الحكومة لرفع دعم الطاقة كلياً».