في الشهر الماضي، في مقابلة صحافية، سئل بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت»، وربما أغنى رجل في العالم، ورئيس مؤسسة خيريه باسمه واسم زوجته مليندا، عن الكتاب الذي يقرأه في ذلك الوقت. فقال إنهما كتابان، الأول «التنوير الآن»، عن الحرية والفردية والعلمانية عبر تاريخها، خصوصا في عهد الرئيس دونالد ترمب. وفيه تفاؤل أكثر من تشاؤم. والثاني كتاب «التركيز على الحقيقة: 10 أسباب عن جهلنا للعالم» لمؤلفه هانز روزلينغ، والصادر عن دار «فلاتيرون»، نيويورك.
والاسم الإنجليزي للكتاب الأخير هو «فاكتفولنيس»، الذي تمكن ترجمته بأنه «تركيز كامل على الحقيقة». مثلما أن كلمة «مايندفولنيس» تمكن ترجمتها بأنها «تركيز كامل على العقل».
يبدأ الكتاب بالهدف منه، وهو «تخفيف التوتر والقلق وسط الناس بالتركيز فقط على الحقائق. والالتزام بالآراء التي تعتمد على أدلة، بدلا من التي تعتمد على التخمين، والخيال، والتوقع، والاعتقاد».
ولكثرة حماس غيتس لهذا الكتاب، ذهب إلى صفحة الكتاب في موقع «أمازون»، ونشر رأيه، الذي قال فيه:
«كتب أستاذ الصحة العالمية، هانز روزلينغ، هذا الكتاب، ليكشف أن الناس يخطئون دائما في فهم المشكلات التي تواجه العالم. فبدلا من أن يبحثوا عن الحقائق، يتأثرون بميول عاطفية، وبميول داخل عقولنا غير الواعية». وأضاف غيتس أنه وزوجته كانا قد قابلا روزلينغ. وأنه طلب منهما «نشر رأيه بأن العالم يصير أفضل مما يعتقد كثير من الناس. وأن القرارات السياسية يجب أن تعتمد على حقائق». وقال غيتس: «هذا واحد من أهم الكتب التي قرأتها. المؤلف يفكر تفكيرا واضحا (وعقلانيا) عن العالم الذي يحيط بنا».
وكتبت زوجته: «يمثل الكتاب قصة التقدم الهادئ في حياة الناس. ويوضح لماذا يحدث التقدم خطوة بعد خطوة، ولا نكاد نراه، إلا الذين يتعمقون في دراسته».
ومن بين الأمثلة التي يقدمها الكتاب مبالغة الناس في تصوير مشكلاتهم، والتركيز عليها، متجاهلين مشكلات الآخرين، فتراهم، مثلاً، لا يعرفون ما نسبة الفقر في العالم؟ كم عدد البنات اللائي يكملن تعليمهن في دول العالم الثالث؟ كم عدد الدول الديمقراطية في أفريقيا؟
كما في عنوان الكتاب، توجد 10 أخطاء في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى أنفسهم، وإلى العالم الذي حولهم. هذه بعضها:
إنهم يقسمون كل شيء إلى قسمين: «أبيض» و«أسود»، أو «معنا» و«ضدنا»، وهم يقعون ضحايا عناوين الصحف ونشرات الأخبار في التلفزيون التي تركز على تخويفهم وإحباطهم، وكذلك يتجاهلون كثيرا التحسن والتقدم في حياتهم، وبدلا من ذلك يشتكون من كل كبيرة وصغيرة.
ويقول الكتاب: «مشكلة الناس أنهم لا يعرفون ما لا يعرفون. لكنهم يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، اعتمادا على ميولهم الفطرية، وعقولهم الباطنية». ويضيف: «طبعا، ليس كل شيء في الدنيا جميلا ومثاليا. طبعا، توجد مشكلات كثيرة. لكن، عندما نطلق العنان لعواطفنا، لا نهتم بقضايا حقيقية (وعقلانية) تواجهنا».
الناس يخطئون دائماً في فهم مشكلاتهم
كتاب يفضله بيل غيتس
الناس يخطئون دائماً في فهم مشكلاتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة