يجب على المدير الفني للمنتخب الإنجليزي أن يتعلم من أخطاء سابقيه عندما يختار قائمة المنتخب الإنجليزي المشاركة في نهائيات كأس العالم بروسيا.
وإذا كان تعريف الجنون هو «فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً، وتوقع نتائج مختلفة»، فلن يكون من المستبعد أن نرى عدداً غير قليل من كبار الشخصيات في مقر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يتجولون حول مكاتبهم في ويمبلي وهم يضعون ملابسهم الداخلية على رؤوسهم، وأقلاماً من الرصاص فوق أنوفهم! ومن المعروف أن القائمين على الإدارة الفنية للمنتخب الإنجليزي لديهم شغف كبير بضم اللاعبين أصحاب الأسماء الرنانة الذين لا يُناسبون بالضرورة اللعب في البطولات الكبرى، وهي السياسة التي نادراً ما أدت إلى النجاح.
وقد سعى المنتخب الإنجليزي جاهداً لضم ديفيد بيكام لنهائيات كأس العالم عام 2002، بعد إصابته بكسر في مشط القدم قبل انطلاق المونديال بشهرين، وبالفعل تعافى بيكام من الإصابة ولحق بمباريات كأس العالم وقدم أداء جيداً، لكنه لم يكن أداء استثنائياً يناسب لاعباً بهذا الاسم الكبير. وتعرض واين روني لإصابة مماثلة، ونجح في اللحاق أيضاً بكأس العالم عام 2006 بألمانيا، ولم يقدم الأداء المنتظر منه، وتعرض للطرد في الدقيقة 62 من عمر المباراة التي خسرها المنتخب الإنجليزي أمام البرتغال في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح.
وفي الآونة الأخيرة، تعرض روي هودجسون لانتقادات شديدة بسبب اختياره لجاك ويلشير في قائمة المنتخب الإنجليزي المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016، رغم أن لاعب خط وسط آرسنال الإنجليزي لم يلعب سوى 141 دقيقة فقط مع ناديه في الموسم السابق.
وفي الحقيقة، يمكن تفهم عقليات المديرين الفنيين الذين يفضلون الاعتماد على اللاعبين ذوي الأسماء الكبيرة والرنانة. ورغم أن هناك بعض الفرق القوية بالدرجة التي تمكنها من الاعتماد على لاعب أو اثنين فقط من هذه الأسماء الكبيرة، فإن أفضل الفرق هي التي تستطيع تحمل عدد كبير من النجوم وهي تلعب في مرحلة خروج المغلوب في البطولات الكبرى. وقد حصل منتخب البرتغال، على سبيل المثال، على كأس الأمم الأوروبية الأخيرة بعد فوزه على فرنسا، رغم خروج نجمه الأول واللاعب الأفضل في العالم كريستيانو رونالدو للإصابة في الدقيقة 25 من المباراة النهائية، وهو ما يعني أنه لا يوجد لاعب بعينه لا يمكن الاستغناء عنه.
وقبل أقل من 100 يوم على المباراة الأولى للمنتخب الإنجليزي أمام نظيره التونسي في كأس العالم بروسيا، من المؤكد أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت يشعر بقلق شديد من حقيقة أن كثير من اللاعبين الذين يعتمد عليهم بشكل أساسي يقدمون أداء متواضعاً، أو لا يلعبون بشكل أساسي، أو حتى لا يلعبون على الإطلاق مع أنديتهم. وقد أعلن ساوثغيت أنه سيجد صعوبة كبيرة في ضم لاعبين لا يشاركون بصفة أساسية مع أنديتهم، ولذا فإن هذه هي المعضلة الأساسية التي ستواجهه لو قرر الإعلان غداً عن قائمة المنتخب الإنجليزي المشاركة في نهائيات كأس العالم بروسيا.
وبدءاً من مركز حراسة المرمى، فإن جو هارت، الذي شارك بصفة أساسية في 12 مباراة من الـ14 مباراة التي قاد فيها ساوثغيت المنتخب الإنجليزي، يجلس بديلاً في ناديه وستهام يونايتد للحارس أدريان. وقد أصبح الحارس الإنجليزي، البالغ من العمر 30 عاماً، يشارك فقط في مباريات ناديه في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي، بعدما فقد مكانه في التشكيلة الأساسية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو يجلس الآن بديلاً مع فريقه الذي يواجه شبح الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفي خط الدفاع أمام جو هارت، فإن غاري كاهيل، الذي شارك في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في المباريات السبع التي كان لائقاً لها تحت قيادة ساوثغيت، فإن اللاعب حالياً فقد مكانه في التشكيلة الأساسية بفريقه تشيلسي، بعدما تعرض لانتقادات وهتافات من جانب جمهور النادي، وهو ما سيجعل المدير الفني للمنتخب الإنجليزي يشعر بقلق شديد بسبب أدائه المتواضع.
وهناك أيضاً جون ستونز الذي كان يعد أحد الركائز الأساسية للمنتخب الإنجليزي، لكنه لم يعد يشارك بصفة أساسية الآن مع ناديه مانشستر سيتي، حيث أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً يجلس على مقاعد البدلاء، بعد عودة فينسنت كومباني من الإصابة، ليشارك إلى جانب نيكولاس أوتاميندي. ومن بين الأعمدة الأساسية التي كان يعتمد عليها ساوثغيت، لكنها لا تشارك بصفة أساسية مع فرقها في الوقت الحالي لأسباب مختلفة، يأتي كل من داني روز وآدم لالانا وجوردان هيندرسون وماركوس راشفورد وروبن لوفتوس تشيك وجيسي لينغارد.
ودعونا نتفق على أن ساوثغيت لا يمكنه، ولا يتعين عليه، أن يتخلى عن عدد كبير من القوام الأساسي للمنتخب الإنجليزي لأنهم لا يشاركون بصفة أساسية، لكن في الوقت نفس هناك بعض البدائل التي يجب أن يعتمد عليها ويجربها خلال المباريات الودية الأربع التي سيلعبها المنتخب الإنجليزي قبل السفر إلى روسيا، مثل ريان سيسيغنون، الذي يقدم أداء رائعاً مع فولهام في دوري الدرجة الأولى خلال الموسم الحالي، ويلعب بشكل أساسي مع الفريق خلال الموسمين الماضيين.
وهناك أيضاً جمال لاسيليس، الذي يتمتع بقدرات كبيرة في قيادة الفريق، ويلعب بشكل رائع في قلب دفاع نادي نيوكاسل، بالإضافة إلى جيمس تاركوسكي الذي يقدم أداءً جيداً أيضاً مع بيرنلي. وهناك أيضاً زميله بالفريق أشلي بيرنز، الذي لعب لمنتخب أستراليا تحت 21 عاماً، وأعلن عن رغبته في اللعب للمنتخب الإنجليزي. ورغم أنه من الصعب أن يحجز مكاناً له في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في الوقت الحالي، فإن بيرنز يستحق المتابعة بكل تأكيد. وهناك أيضاً لاعب بورنموث، لويس كوك، الفائز بلقب كأس العالم تحت 17 عاماً مع المنتخب الإنجليزي، الذي يحظى بمتابعة جيدة من جانب ساوثغيت، كما أن غلين موراي يستحق أيضاً المتابعة والحصول على فرصة الاحتكاك على المستوى الدولي لأنه خامة مبشرة بكل تأكيد.
ومن المؤكد أن ساوثغيت سوف يتعرض لانتقادات شديدة لو ضم هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين ليس لهم خبرات دولية كبيرة للمشاركة في نهائيات كأس العالم، لكن التجارب السابقة والظروف الحالية للقوام الأساسي للمنتخب الإنجليزي تعني أنه سيتعرض لانتقادات قاسية أيضاً لو لم يضم عدداً كبيراً من الوجوه الشابة والجديدة.
هل يعتمد ساوثغيت على النجوم الواعدة بدلاً من الأسماء اللامعة؟
على المدير الفني للمنتخب الإنجليزي التعلم من أخطاء سابقيه عند اختيار تشكيلة نهائيات كأس العالم
هل يعتمد ساوثغيت على النجوم الواعدة بدلاً من الأسماء اللامعة؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة