تونس تعتقل المتحدث السابق باسم «أنصار الشريعة»... بشبهة الإرهاب

معلومات عن علاقته بخلية تتولى تسفير الشباب إلى بؤر التوتر

سيف الدين الرايس المتحدث السابق باسم تنظيم «أنصار الشريعة» خلال مقابلة سابقة مع شبكة تونس الإخبارية («الشرق الأوسط»)
سيف الدين الرايس المتحدث السابق باسم تنظيم «أنصار الشريعة» خلال مقابلة سابقة مع شبكة تونس الإخبارية («الشرق الأوسط»)
TT

تونس تعتقل المتحدث السابق باسم «أنصار الشريعة»... بشبهة الإرهاب

سيف الدين الرايس المتحدث السابق باسم تنظيم «أنصار الشريعة» خلال مقابلة سابقة مع شبكة تونس الإخبارية («الشرق الأوسط»)
سيف الدين الرايس المتحدث السابق باسم تنظيم «أنصار الشريعة» خلال مقابلة سابقة مع شبكة تونس الإخبارية («الشرق الأوسط»)

ألقت أجهزة الأمن التونسية المختصة بمكافحة جرائم الإرهاب، القبض بمدينة القيروان (وسط تونس) على خلية إرهابية مكونة من 6 أشخاص، بينهم سيف الدين الرايس، المتحدث السابق باسم تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، بزعامة سيف الله بن حسين، المعروف باسم «أبو عياض».
وكانت وحدات أمنية في القيروان ألقت القبض، مساء الاثنين، على أفراد الخلية الإرهابية وسلّمتهم إلى أعوان الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، التابعة للحرس الوطني بالعوينة (العاصمة التونسية) لمواصلة التحقيق والتحريات. وأكدت مصادر أمنية تونسية أن هناك شبهات بتواطؤ عناصر من تلك الخلية الإرهابية مع قيادات إرهابية تونسية أخرى، التحقت قبل سنوات بتنظيم داعش في ليبيا وسوريا، إضافة إلى تورط عناصر الخلية في تسفير شبان تونسيين إلى ليبيا، بهدف الانضمام إلى مجموعات إرهابية.
وخلال شهر أغسطس (آب) من سنة 2014، أعلن سيف الدين الرايس، المتحدث السابق باسم «أنصار الشريعة»، عن انتهاء علاقته بالتنظيم، منذ تصنيفه تنظيماً إرهابياً في أغسطس 2013؛ لكن شبهات الإرهاب ظلت تلاحقه؛ نظراً لمعرفته الدقيقة بتنظيم «أنصار الشريعة» وقياداته الأولى، بما في ذلك «أبو عياض».
وترتكز تلك الشبهات الإرهابية على وجه الخصوص على نشر سيف الدين الرايس شريط فيديو على شبكة الإنترنت، يشيد فيه بتنظيم داعش، وذلك إثر خيمة دعوية تعود إلى شهر أغسطس 2013 بحي التضامن، غرب العاصمة التونسية. كما تستند الشبهات كذلك إلى شهادة الإرهابي التونسي عفيف العموري، المعروف باسم «أبو إياد» وهو مسؤول الجناح الإعلامي بتنظيم «أنصار الشريعة»، التي قال فيها إن سيف الدين الرايس حضر اجتماعاً إعدادياً لتحويل نشاط تنظيمهم إلى جمعية خيرية، والاتصال بـ«أبو عياض» لإتمام هذا المخطط الهادف إلى الهروب من ملاحقات أجهزة الأمن التونسية.
وسيف الدين الرايس مدرّب رياضة يقيم بمدينة القيروان، وهو من مواليد سنة 1982، وسبق أن حوكم سنة 2005 في عهد نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، وهو ما مكّنه من التعرف على عناصر متشددة داخل السجن. وقد توطدت علاقته بـ«أنصار الشريعة» بعد الثورة التي أطاحت حكم بن علي عام 2011، وتمت تسميته متحدثاً باسم «أنصار الشريعة» نهاية سنة 2012، قبل أن يقع حظر التنظيم سنة 2013، وسط اتهامات بتورط أعضاء فيه بعمليتي اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، والنائب البرلماني محمد البراهمي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».