لـ«الجنوبي» ومؤلفته أثر كبير في حياتي

لـ«الجنوبي» ومؤلفته  أثر كبير في حياتي
TT

لـ«الجنوبي» ومؤلفته أثر كبير في حياتي

لـ«الجنوبي» ومؤلفته  أثر كبير في حياتي

لا تزال ذكريات الطفولة ونشأتي في أسرة متحابة ومترابطة جدا تداعب مخيلتي، أستعيد معها ذلك المشهد القريب إلى قلبي وأنا أجلس مع أمي وهي تشجعني وتحثني على القراءة، وتخصص لها وقتا خاصا من يومي. وبفضل تشجيع أمي لي أحببت القراءة. فقد كانت تحرص على أن تشتري لي الكتب والمجلات، وأذكر منها سلسلة «كتابي» لحلمي مراد، وسلسلة «الريدردايجست» التي كانت بداية معرفتي واطلاعي على الأدب العالمي في فترة الطفولة.
ككل الأطفال، جذبتني قراءة سلاسل «ميكي» و«سمير»، لكني انطلقت منها إلى أفق أوسع نحو السلاسل الأدبية العربية والعالمية، لأقرأ لكبار الكتاب في مرحلة الصبا وبداية الشباب. فقرأت لنجيب محفوظ، وفتحي غانم، وإحسان عبد القدوس. كما كنت معجبة جدا بشعر نزار قباني، وما زلت أذكر أن أول ما اشتريته من دواوين شعرية كان ديوان «قالت لي السمراء».
بعد تخرجي في الجامعة اختلفت قراءاتي، وزاد اهتمامي بالكتب الفكرية والدراسات الاجتماعية. ونتيجة التحاقي بأكاديمية الفنون فقد عززت دراستي بقراءة كتب عن الموسيقى والفن التشكيلي. لكني لم أتوقف عند القراءة في التخصص، إذ لا شك أن تراكم القراءات يغير ويشكل الوعي من دون قصد، وبفضل ذلك اتسعت مداركي لاستيعاب الاختلاف واحترام وجهه النظر الأخرى.
لم يكن دخولي عالم الكتاب مجرد تسلية أو حتى ثقافة، وإنما كانت هناك كتب لها أثر كبير في حياتي، أهمها كتاب «الجنوبي» للكاتبة عبلة الرويني. لقد اختلفت تماما بعد قراءة هذا الكتاب، وسعيت للتعرف علي مؤلفته لتأثري الشديد به. ونشأت بيننا صداقة من أهم صداقات عمري التي أثرت في مجرى حياتي كلها. وأذكر أنني تعرفت على عبلة في عرض مسرحي بالصوت والضوء، ضمن فعاليات مهرجان المسرح التجريبي. ومن يومها ونحن أصدقاء جدا. وأعترف بأن لعبلة دوائر ثقافية عربية كبيرة، من خلالها تعرفت على المسرح العربي عن قرب، وصار بعض كتاب المسرح وممثلوه ومخرجوه أصدقاء شخصيين. لذلك أدين لـ«الجنوبي» وكاتبته عبلة الرويني بالفضل الكبير في مسيرتي الثقافية.
لم يعد يجذبني أي كتاب. فبعد هذه العشرة الطويلة والعلاقة الوطيدة مع الكتب أصبحت أدقق في اختيار الكتاب شكلا وموضوعا. فلا أستطيع الاستمتاع بقراءة كتاب قبل فحصه وتأمله من حيث طباعته، ونوع الورق، وشكل الغلاف، خاصة بعد أن اتجهت إلى عالم النشر الذي اخترته بكامل إرادتي، ووجدت نفسي فيه، وحللت مفاتيحه وما استغلق علي من أسراره.
كقارئة، لفت نظري في عالم الكتب والمكتبات العربية النقص الكبير في الكتب العلمية والمترجمة. ولا أقصد الكتب العلمية الدراسية، بل كتب الثقافة العلمية، تلك النوعية من الكتب التي تقدم معرفة عامة لقارئها. لذلك شهدت رحلتي مع الكتاب محطة محورية في حياتي، تحولت، بعدها، من قارئة للكتاب إلى صاحبة دار نشر لرعاية هذا الجانب العلمي الثقافي المهم. شجعتني على ذلك صداقتي مع رموز الترجمة العلمية وأساطينها، حين تزاملنا في لجنة الثقافة العلمية في المجلس الأعلى للثقافة في مصر مع العالم الدكتور أحمد مستجير، وشوقي جلال، ود.سمير حنا صادق، ود.مصطفي فهمي. وقد أكد الراحل د. سمير سرحان - رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب وقتها - على احتياج القارئ العربي لمثل هذه النوعية من الكتب. وكان أول كتاب نشرته في هذا المجال، من مؤلفات د.أحمد شوقي، أستاذ الوراثة في جامعه الزقازيق. ثم توالت الكتب المترجمة التي نشرتها، وكلها في مجال الثقافة العلمية، حيث لاقت رواجا هائلا من خلال مشروع «مكتبة الأسرة»، الذي أسهمت فيه دار «العين» بأول سلسلة كتب علمية. بعد سنوات قليلة من احتكاكي بسوق النشر في العالم العربي أدركت أن نوعية واحدة من الكتب لا يمكنها أن تنافس في عالم النشر، فاخترت التنوع. ومن الأسماء الأولى التي نشرت لها د.جلال أمين، وحسين أمين، والشاعر فاروق شوشة، ود.فاروق الباز، والطيب صالح. وتوالى بعدها النشر لأسماء أخرى ومن أجيال مختلفة.
من العلامات الفارقة في رحلتي مع الكتاب اشتراك دار «العين» في مشروع «كلمة» للترجمة الذي أطلقته هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي. وكنت الناشرة المصرية الوحيدة التي شاركت بكتاب مطبوع في حفل إطلاق هذا المشروع الضخم. ومن العلامات البارزة الأخرى في مسيرتي كناشرة أن ثلاث روايات من بين منشوراتي احتلت مكانة في القائمة القصيرة لجائزة «البوكر» العربية، هي رواية «وراء الفردوس» لمنصورة عز الدين عام 2010، و«رقصة شرقية» لخالد البري عام 2011، و«عناق عند جسر بروكلين» لعز الدين شكري 2012.
* ناشرة دار العين



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.