المؤتمر الدولي الثاني لمشروعات الطاقة المتجددة يطرح حلولا لتزويد المناطق الريفية بالكهرباء

ينعقد في مانيلا الأسبوع الحالي ويعالج حلولا لزيادة الطاقة النظيفة والمنخفضة التكاليف

جانب من حضور المؤتمر في العاصمة الفلبينية مانيلا أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من حضور المؤتمر في العاصمة الفلبينية مانيلا أمس («الشرق الأوسط»)
TT

المؤتمر الدولي الثاني لمشروعات الطاقة المتجددة يطرح حلولا لتزويد المناطق الريفية بالكهرباء

جانب من حضور المؤتمر في العاصمة الفلبينية مانيلا أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من حضور المؤتمر في العاصمة الفلبينية مانيلا أمس («الشرق الأوسط»)

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) في مانيلا، أمس، أن مصادر الطاقة المتجددة خارج الشبكة طاقة نظيفة منخفضة التكاليف يمكن الاعتماد عليها في المناطق الريفية. وقد نظم المؤتمر الدولي الثاني لمصادر الطاقة المتجددة خارج الشبكة ومعرضه كل من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، وبنك التنمية الآسيوي، وتحالف تزويد الريف بالكهرباء بهدف إلقاء الضوء على الاعتماد على تطبيقات المشروعات الصغيرة لتوليد الطاقة المتجددة خارج الشبكة، والتي تقدم فرصة مهمة لإنجاز توفير الكهرباء على مستوى العالم. ويركز المؤتمر على الوضع الراهن للطاقة في منطقة المحيط الهادي بآسيا، ويعمل على جمع الرؤى من مختلف المتخصصين العاملين على تحسين إتاحة وتوفير خدمات طاقة حديثة.
وقال عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) خلال الاجتماع: «يعد الحصول على طاقة كهربائية نظيفة يمكن الاعتماد عليها أمرا حيويا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك، تقدم مشروعات الطاقة المتجددة خارج الشبكة حلا لطاقة نظيفة، منخفضة التكلفة، ويمكن الاعتماد عليها وإمداد المناطق الريفية بها، وكذلك إمداد الجزر والمناطق غير الحضرية».
وأضاف: «ولاستخدام كامل لهذا النوع من الطاقة، نحتاج إلى إطلاق السياسات التي تمكن من وضع تشريعات تتيح التمويل، وتصميم نماذج الأعمال الداعمة، والتبني السريع لهذا النوع من التقنيات. ولإنجاز ذلك، تطور الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) تعاونها مع بنك التنمية الآسيوي». ويتناول المؤتمر، علاوة على موضوعات قطاع الطاقة، مناقشات يدور فحواها حول تآزر الجهود التي ترمي إلى إمداد المناطق الريفية بالكهرباء والقطاعات الأخرى المهمة للتنمية البشرية، حيث يمكن أن يحسن توفير الطاقة الكهربائية التزويد بالمياه الكافية، وتسهيل توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية للمناطق الريفية، ونشر خدمات الاتصالات في المناطق الريفية والجزر.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أمس (الاثنين)، أبرمت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) مع بنك التنمية الآسيوي مذكرة تفاهم تلخص التعاون الشامل بين المؤسستين لتسريع نشر الطاقة المتجددة في كل مناطق آسيا والمحيط الهادي.
وقد ذكر نسيم أحمد، مسؤول قسم إدارة التنمية المستدامة والإقليمية في بنك التنمية الآسيوي ما يلي: «تهدف كل من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) وبنك التنمية الآسيوي إلى نشر الطاقة المتجددة من خلال الربط بين المعرفة والإمكانيات، حيث إنه من خلال تجميع الجهود، يكون بالإمكان الوصول إلى سكان المناطق النائية بسرعة أكبر».
وقد تحدث أيضا خلال الجلسة الافتتاحية ارنستو ماسياس، رئيس «تحالف تزويد الريف بالكهرباء»، إحدى الجهات الثلاثة المنظمة للمؤتمر قائلا: «كمرجع للقطاع الخاص العالمي في مشروعات إنتاج الطاقة المتجددة خارج الشبكة، يسرنا هذا النشاط المتزايد للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) في هذا المجال. إننا نقيم بشكل خاص قرار أعضاء الوكالة بتدشين هذا المؤتمر ومعرضه، الذي يعمل كمنصة طويلة الأجل للتبادل المشترك بين صناع القرار في القطاع العام، ومؤسسات التمويل، ورواد هذا المجال، حيث إنه من خلال تجاربهم الطويلة، أصبح لديهم نتائج متميزة يمكن الاعتماد عليها في نشر الطاقة المتجددة بوصفها خيارا مهما للغاية للدول النامية للحصول على طاقة متاحة على مستوى العالم في المستقبل القريب».
شارك في المؤتمر ما يزيد عن 400 وفد، بما في ذلك ممثلون عن القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني التي تركز على إيجاد حلول للتغلب على العراقيل الأساسية التي تقف أمام نشر الطاقة المتجددة خارج الشبكة في المنطقة، من خلال أفضل سبل تصميم وتنفيذ سياسات التمكين، وبرامج التمويل المبتكرة ونظم الطاقة المتجددة المتميزة.
تعقد النسخة الثانية من مؤتمر ومعرض مشروعات الطاقة المتجددة خارج الشبكة في مانيلا، بعد نجاح النسخة الأولى من المؤتمر في أكرا عام 2012.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».