الحوثيون يقاتلون على أطراف صنعاء.. والجيش يتعرض لهجوم في عدن

مسؤولة أميركية تزور صنعاء وتؤكد اهتمام واشنطن بأمن اليمن

يمنيون حول حافلة طبية عسكرية كانت هدفا لهجوم إرهابي شمال عدن أمس (رويترز)
يمنيون حول حافلة طبية عسكرية كانت هدفا لهجوم إرهابي شمال عدن أمس (رويترز)
TT

الحوثيون يقاتلون على أطراف صنعاء.. والجيش يتعرض لهجوم في عدن

يمنيون حول حافلة طبية عسكرية كانت هدفا لهجوم إرهابي شمال عدن أمس (رويترز)
يمنيون حول حافلة طبية عسكرية كانت هدفا لهجوم إرهابي شمال عدن أمس (رويترز)

وسع الحوثيون من عملياتهم العسكرية حول العاصمة صنعاء والمناطق القريبة منها، في حين قتل ثمانية يمنيين بينهم امرأتان، وجرح تسعة آخرون في هجوم لمسلحين متشددين، استهدف حافلة عسكرية تابعة للجيش اليمني في مدينة عدن جنوب البلاد. وتتزامن هذه الأحداث مع زيارة تقوم بها منسقة عمليات مكافحة الإرهاب بالخارجية الأميركية السفيرة كيندا ناو، إلى صنعاء التي عقدت لقاءات مع وزيري الدفاع والداخلية.
وذكر مصدر أمني في شرطة عدن، أن «عناصر إرهابية»، أطلقت وابلا من النيران الكثيفة وبشكل عشوائي على حافلة عسكرية، تتبع المنطقة العسكرية الرابعة، التي تقود المعارك ضد تنظيم القاعدة في أبين وشبوة منذ شهرين. وأوضح المصدر بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الحكومية، أن «الهجوم أسفر عن مقتل ستة جنود من الشعبة الرياضية العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، وموظفين في مستشفى باصهيب العسكري بينهم امرأتان، وجرح تسعة آخرون». وقال المصدر: «إن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة الإرهابي»، مبينا أن الحادث وقع في جولة السعيدي بمديرية الشيخ عثمان، ولاذت العناصر المنفذة بالفرار. وأغلقت قوات من الجيش والأمن مكان الحادث، وقامت بالتمشيط، بحثا عن الجناة.
ومنذ مايو (أيار)، سيطر الجيش والأمن على معاقل تنظيم القاعدة في كل من أبين وشبوة، مما أجبر التنظيم على تنفيذ عمليات مباغتة للجيش والأمن، كانت تتركز في مدن بجنوب البلاد، والعاصمة صنعاء، وأسفرت عن قتل عشرات العسكريين.
في غضون ذلك، أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيون في العمليات العسكرية الدائرة في محافظة عمران ومنطقة همدان بمحافظة صنعاء.
ويخوض الحوثيون معارك شرسة في منطقة الجائف – همدان بصنعاء المحافظة، حيث يحاولون الاستيلاء بالقوة العسكرية على المنطقة، غير أن المواطنين يواصلون التصدي لتحركاتهم. وأكدت المصادر أن الحوثيين منوا بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات خلال تلك المواجهات المستمرة منذ يومين.
وقال الشيخ محمد يحيى الغولي شيخ قبيلة غولة الحوثية بمحافظة عمران لوكالة الأنباء الألمانية، إن الحوثيين قادمون إلى صنعاء، وسيدخلون إليها لتصفية جميع الفاسدين منها، مشيرا إلى أنهم من سينشرون الأمن والأمان ويعيدون التنمية إلى البلاد. وبين أن الحوثيين اتجهوا إلى مديريتي همدان وشملان شمال العاصمة صنعاء، وهما يتبعان إداريا محافظة صنعاء، مضيفا أنهم لن يتراجعوا عن الدخول إلى العاصمة كونهم محصنين بالأسلحة الثقيلة. ويهدف الحوثيون إلى السيطرة على جبل الضين الاستراتيجي بمديرية همدان، كونه نقطة تمركز أفراد اللواء 310 مدرع.
وفي محافظة عمران تمكنت قوات الجيش من السيطرة على أهم مواقع الحوثيين في منطقة بني ميمون، كما قام الجيش بقصف المواقع الخلفية للحوثيين في منطقة العمد. وتؤكد المصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جماعة الحوثي التي، بحسب المصادر وشهود العيان، قاموا بخرق هدنة وقف إطلاق النار التي جرى التوصل إليها الأسبوع الماضي وقاموا باستحداث الكثير من النقاط المسلحة في مناطق عدة من عمران، كما قاموا باعتقال الكثير من المواطنين من خلال تلك النقاط.
من جهتها، جددت منسقة عمليات مكافحة الإرهاب بالخارجية الأميركية السفيرة كيندا ناو، التي تزور صنعاء حاليا «دعم ومساندة واشنطن لليمن في مجال مكافحة الإرهاب وغيرها من المجالات». وبحثت ناو في لقاء مع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير الداخلية اللواء دكتور عبده حسين الترب، أمس، الشراكة والتعاون القائم بين بلادنا والولايات المتحدة الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب وآليات الدعم الأميركي لليمن في مواجهته. وقالت المسؤولة الأميركية: «إن بلادها تولي مكافحة الإرهاب، أهمية بالغة وتدور نقاشات يومية في واشنطن حول كيفية دعم اليمن والأولويات المطلوبة». وأشاد وزير الدفاع بمستوى الشراكة والتعاون بين البلدين، خاصة في مكافحة الإرهاب، وتشارك الولايات المتحدة الأميركية في الحرب التي تخوضها اليمن ضد «القاعدة»، عبر طائرات الدروز «من دون طيار»، التي كانت تستهدف قيادات التنظيم، إضافة إلى مدنيين قتلوا بالخطأ، فضلا عن دعم لوجيستي لتدريب قوات مكافحة الإرهاب اليمنية.
من جهة ثانية، بدأت أزمة المشتقات النفطية بالانفراج في العاصمة صنعاء، بعد ضخ شركة النفط كميات كبيرة لتلبية احتياجات المواطنين، وشوهدت عشرات محطات الوقود، تزود السيارات بالبنزين، مع انخفاض الازدحام الذي كانت تشهدها صنعاء قبل أسبوع، وكانت سببا في خروج مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة، وأمرت وزارة الداخلية الأجهزة الأمنية بمنع إخراج أي مشتقات نفطية من داخل أمانة العاصمة، وشددت الوزارة من إجراءاتها على مداخل العاصمة، لمنع أي تلاعب بالمشتقات النفطية، وبيعها في السوق السوداء. وتراجع احتياطيات اليمن من النقد الأجنبي 4.9 في المائة إلى 4.657 مليار دولار، نهاية أبريل (نيسان) لتسجل أدنى مستوى على الإطلاق للشهر الثالث على التوالي مع استمرار تعرض خطوط أنابيب النفط لهجمات وتراجع التدفقات النقدية من المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وإيرادات السياحة.
وقال البنك المركزي في أحدث تقرير بشأن التطورات المصرفية والنقدية نشرته «رويترز»: «إن احتياطي النقد الأجنبي واصل تراجعه بشكل حاد في أبريل ليفقد 597 مليون دولار منذ بداية 2014 بعد تحسنه في أواخر العام الماضي». وكان الاحتياطي بلغ 5.974 مليار دولار في نهاية أبريل 2013. وعزا البنك تسارع تآكل احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي إلى نمو فاتورة استيراد المشتقات النفطية لتغطية عجز الإنتاج المحلي والتي بلغت في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أبريل نحو 975 مليون دولار في وقت لم تعد قيمة الصادرات قادرة فيه على تغطية فاتورة استيراد الوقود والمواد الغذائية الأساسية التي بلغت 349.2 مليون دولار في نهاية أبريل 2014. وكان مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي قال مطلع مايو إن اليمن يحتاج إلى مساعدات مالية عاجلة في 2014 لتمويل الإنفاق مع تقلص احتياطيات النقد الأجنبي وتباطؤ وصول المساعدات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.