كشفت وثائق قديمة في الأرشيف الرسمي للحكومة الإسرائيلية أن مخابراتها لم تكن تثق باليهود الذين هاجروا إليها من الدول العربية، خصوصاً من دول المغرب العربي، فطاردتهم وراقبتهم، وغرست الجواسيس في صفوفهم، وتعاملت معهم كطابور خامس أرسل لتدمير إسرائيل من الداخل.
وجاء في الوثائق التي كشف عنها النقاب، ضمن كشف وثائق خطف الأطفال من يهود اليمين وبيعهم لعائلات يهودية قادمة من أوروبا، أن المخابرات الإسرائيلية تعاملت معهم كما لو كانوا أعداء. وعندما ثاروا في خمسينات القرن الماضي، بسبب سياسة التمييز العنصري والإهمال الفاحش التي اتبعتها الحكومة الإسرائيلية بحقهم، وخرجوا في مظاهرات صاخبة في حي وادي الصليب في حيفا، تزايد الشعور بالقلق منهم، وتحولت الشكوك حولهم إلى ما يشبه «البارانويا».
وتظهر بين الوثائق تقارير أرسلها الجواسيس ليس فقط عن قادة المظاهرات، بل عن عاملة نظافة في بنك شاركت في إحدى المظاهرات.
من جهة ثانية، كشفت الباحثة سمدار شارون، في كتاب جديد صدر لها أمس، أن الحكومة الإسرائيلية استخدمت اليهود الشرقيين، وبشكل خاص القادمين من دول المغرب العربي، أداة في خطتها الاستعمارية لتهويد النقب. فبحجة أن النقب خالٍ من السكان، أقامت في مطلع الخمسينات من القرن الماضي 20 بلدة يهودية شمال منطقة بئر السبع، من الحدود مع الضفة الغربية حتى أشكلون (المجدل عسقلان) على شاطئ البحر المتوسط. وكما قال لوبا إلياف، أحد قادة الحركة الصهيونية الذي تحول فيما بعد إلى اليسار الراديكالي وغير مواقفه جذرياً، فقد تم نقل اليهود المغاربة بشاحنات ذات قلاب، تستخدم في نقل الرمل والحصى، وقذف بهم إلى الأرض، وتركوا يبنون بيوتهم وحدهم عليها، من دون إخبارهم بأنهم يحتلون الأرض العربية.
وقالت شارون إن الحكومة كذبت عندما ادعت أنها تنقلهم إلى أرض جرداء لا مالك لها، وأخفت حقيقة أن عرب النقب (من فلسطينيي 48) يملكونها، ولكنهم لا يستطيعون التصرف بها بسبب إجراءات الحكم العسكري الذي كان مفروضاً على العرب آنذاك.
وثائق تكشف عن ملاحقة إسرائيل يهود الدول العربية
وثائق تكشف عن ملاحقة إسرائيل يهود الدول العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة