يتجادل مشجعو ويست بروميتش ألبيون فيما بينهم حول مدى جدوى فكرة طرد المدرب توني بوليس بعد أن فاز الفريق تحت قيادته بمباراتين من إجمالي 12 مباراة منذ بداية الموسم، والاستعانة بآلان باردو بدلاً منه، والذي حقق فوزاً واحداً من إجمالي 14 مباراة منذ ذلك الحين.
وبعيداً عن صورة مجموعة من الرجال «الصلع» يتشاجرون فيما بينهم على أداة لتمشيط الشعر التي تفرض نفسها على ذهن المرء في هذا الموقف، تبقى هناك معضلة يتعذر حلها، وهي التي أدت في المقام الأول إلى طرد جون ويليامز ومارتن غودمان، رئيس مجلس إدارة ويست بروميتش ألبيون ورئيسه التنفيذي على الترتيب. ومع ممارسته مهام عمله من الطرف الآخر من الكرة الأرضية، أصدر مالك النادي الصيني جوتشوان لاي قراره بطرد الاثنين، ليس لأن ويست بروميتش ألبيون تفصله عن منطقة الأمان سبع نقاط داخل جدول ترتيب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز ويبدو في طريقه نحو الهبوط، وإنما لأن ويليامز وغودمان، على ما يبدو، يتحملان مسؤولية قرار تغيير المدرب.
هنا تحديداً يبدأ تعقيد الأمور داخل «ويست ميدلاندز»، بغض النظر عن الصين. لم يكن ويست بروميتش ألبيون بمكان ناجح تغمره السعادة عندما كان بوليس مسؤولاً عن الفريق هذا الموسم. في الواقع، افتقر المدرب إلى الشعبية في أوساط المشجعين وربما حتى في صفوف اللاعبين. وبعد أن قدم بداية طيبة حقق خلالها نتائج جيدة، اتخذت النتائج منحنى مثيرا للشعور بالإحباط. وبدأ الفريق يتراجع على مستوى جدول ترتيب أندية بطولة الدوري الممتاز في اتجاه منطقة الهبوط، وتزايدت الضغوط بصورة هائلة على عاتق مجلس إدارة النادي للتحرك ومحاولة إيجاد حل للأمر. وبالفعل، دفع بوليس الثمن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني). ولم يستغرق الأمر كثيراً حتى التقطه ميدلزبره في دوري الدرجة الثانية (تشامبيون شيب»، حيث حقق نتائج مشجعة، إن لم تكن مذهلة.
في كل الأحوال، يوجد ميدلزبره في النصف الأعلى من جدول ترتيب الأندية. في المقابل نجد أن ويست بروميتش ألبيون لم يكن بين الأندية الثلاثة القابعة في القاع عندما رحل. ومثلما هو معروف لدى الجميع، فإنه لم يسبق لبوليس أن تعرض فريق يتولى مسؤولية تدريبه للهبوط خلال مسيرته الممتدة إلى 25 عاماً تعاون خلالها مع تسعة أندية. من ناحية أخرى، فإنه بطبيعة الحال هناك مرة أولى لكل شيء، ومن الممكن أن نسوق أعذارا لويليامز وغودمان عن التقييم الذي خلصا إليه للوضع العام قبل أعياد الميلاد وافتراضهما ما يمكن أن يصبح عليه، وإن كان على الجانب الآخر المدرب الذي استعانا به لم يحدث تحسناً في الأمر.
بوجه عام، يجري النظر إلى باردو باعتباره شخصا مخضرما وكفؤا، وربما يتمتع بحضور ألطف عن مدرب آخر كان قد بدأ في إثارة ضيق بعض اللاعبين بسبب فظاظة مطالبه أثناء التدريب، وإن كان ويست بروميتش ألبيون كان من المفترض أن يتنفس الصعداء برحيل بوليس والفوز ببضعة نقاط من خلال اللعب بأسلوب أكثر استرخاءً ـ الأمر الذي لم يتحقق.
اللافت أن الفريق لم يشهد أي صحوة في أدائه مع تغيير المدرب، ولا حتى صحوة قصيرة الأجل. ومن المعتقد أن ويست بروميتش ألبيون بحاجة إلى الفوز ست مباريات أخرى من إجمالي الـ11 المتبقية، وذلك مثلما الحال مع مانشستر سيتي. وبينما يبدو هذا المطلب قابل للإنجاز من جانب الفريق المتصدر لجدول أندية الدوري الممتاز، تبدو هذه المهمة بالغة الصعوبة بالنسبة لفريق لم يفز سوى في ثلاث مباريات على امتداد الموسم.
ولا يملك المرء سوى التساؤل حول أي اختلاف يمكن أن يخلقه هذا التغيير في ترتيب المسؤولين داخل مجلس إدارة النادي ـ مع العلم أن الرئيس التنفيذي السابق لويست بروميتش مارك غينكينس أعيد من جديد لتولي إدارة شؤون النادي ـ في هذا الوضع البائس للفريق. وعندما تكون قد تخليت للتو عن واحد من أفضل رجال الإطفاء في مجال كرة القدم، ربما يستحق بوليس هذا اللقب عن جدارة للإنجاز الذي حققه مع كريستال بالاس فحسب، فإنه لا بد أن يكون من الصعب عليك تحديد أين يمكنك البحث عن منقذ آخر، لكن في هذه المرحلة المتأخرة من الأزمة من المؤكد أن الحل لا يمكن أن يصدر سوى من خارج الملعب.
جدير بالذكر أن ويليامز سبق له رؤية هذا السيناريو على أرض الواقع من قبل، فقد كان رئيساً ورئيسا تنفيذيا رفيع المستوى على امتداد ما يزيد على العقد في بلاكبيرن قبل أن تستحوذ عليه مجموعة فينكي، ومع أنه لا توجد بالضرورة تشابهات بين الناديين بخلاف حقيقة وقوعهما تحت ملكية أجنبية، فإن حالة الفوضى التي ضربت بلاكبيرن منذ ذلك الحين تكشف مدى السرعة التي يمكن أن تنهار بها الفرق وتخسر مشاركتها في الدوري الممتاز.
وعلى ما يبدو، جرى إلقاء اللوم على عاتق ويليامز وغودمان على القرار الرديء الخاص بطرد بوليس، أو على الأقل لطرد بوليس والفشل في إيجاد بديل ناجح له. ويبدو هذا الأمر لافتاً بالنظر إلى وجود انطباع عام في صفوف مشجعي النادي بأنه كان من الضروري طرد بوليس في وقت مبكر عما حدث. الآن، يقول المشجعون إن جميع المؤشرات التي توحي بوجود مصاعب لاحقة في طريق ويست بروميتش ألبيون كانت بادية خلال الفترة الأخيرة الكئيبة من الموسم الماضي، عندما خسر الفريق تسع مباريات من آخر 12 مباراة خاضها الفريق، في الوقت الذي حقق فوزاً واحداً. ومع هذا، جاء هذا الفوز الوحيد مدوياً في مواجهة آرسنال بنتيجة 3 - 1 وشهد أداء متألقا يشكل الأساس الذي تقوم عليه سمعة بوليس. تضمنت مباراتان انتهتا بالتعادل ونقطة غالية جرى اقتناصها بصعوبة على أرض ملعب أولد ترافورد. الأكثر إبهاراً أن ويست بروميتش ألبيون أنجز الموسم في المركز الـ10. وهو مركز يمكن للمرء توقعه بسهولة بالنسبة لفريق يتولى بوليس تدريبه.
ويبقى التساؤل: هل كان من الحكمة بالفعل أن يطرد نادي في مكان ويست بروميتش ألبيون مدربا مخضرماً في مثل هذه الظروف؟ تظل الآراء منقسمة على هذا الصعيد، ذلك أن بعض المشجعين يشعرون بأن كرة القدم الرتيبة والمملة كانت ثمناً عادلاً للاستمرار داخل الدوري الممتاز والتفوق من حين لآخر على أحد الفرق الستة الأولى في جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز. في المقابل يرى آخرون أن أداء الفريق قرب نهاية الموسم الماضي كان مملاً ومفتقراً إلى المتعة وحمل في طياته مؤشرات تنبئ عن المشكلات التي طفت على السطح بوضوح الموسم الحالي.
في كل الأحوال، تبقى الفكرة الأساسية أن بوليس لم يفز في عدد كاف من المباريات، لذا كان من الضروري التخلي عنه والاستعانة بآخر. إلا أن باردو هو الآخر لا يحقق عددا كافيا من الانتصارات. ومن غير الواضح عدد المباريات التي سينجح مارك جنكينز في الفوز بها، وإن كان يبدو أن ثمة انطباعا عاما بأن الفريق سيتعرض للهبوط لا محالة.
8:17 دقيقة
مدرب ويست بروميتش الجديد لا يقل سوءاً عن سلفه المطرود
https://aawsat.com/home/article/1181741/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%A1%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%AF
مدرب ويست بروميتش الجديد لا يقل سوءاً عن سلفه المطرود
رئيس النادي ومديره التنفيذي دفعا ثمناً فادحاً لسوء النتائج
- لندن: بول ويلسون
- لندن: بول ويلسون
مدرب ويست بروميتش الجديد لا يقل سوءاً عن سلفه المطرود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة